مصمم "بوستر" القاهرة السينمائي: تنفيذه لم يكن سهلا.. وشُرفت بمقابلة فاتن حمامة (حوار)
حوار- هدى الشيمي:
ياسر السكري مهندس ديكور، تخرج من كلية الفنون الجميلة دفعة 1993، وعمل مصمم جرافيك، وشغل الكثير من الوظائف الابداعية في وكالات إعلانية محلية ودولية، تتخصص في تصميم الاعلانات في الجرائد والمجلات والتليفزيون، كما عمل مساعد مخرج، والمدير الفني لمجموعة من ألبومات الاغاني.
أصبحنا نرى أخر أعماله في كل مكان في شوارع القاهرة، وتطل علينا من شاشات التليفزيون عند ظهور إعلان لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بجمالها الهادئ، وعيناها المريحتان. والتقى مصراوي بمصمم الأفيش "البوستر" وأجرى معه حوارا، فإلي الحوار:
- متى كُلفت بالعمل على "بوستر" الدورة الـ37 من المهرجان؟
لم تكن هذه التجربة هي الأولى مع المهرجان، حيث بدأت العمل داخل فريق العمل الخاص به في أربع دورات متتالية بداية من 2007، وحتى 2010، وكنت معني بكافة تفاصيله، وهذا أعطاني ثقل، وساعدني على معرفة ما هو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهذا العام أسندت إليّ الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان، تصميم البوستر و أغلفة كافة المطبوعات الخاصة به، وذلك كان من فترة طويلة جدا، وبدأنا الجلسات والمناقشات بداية من شهر يناير أو فبراير.
- هناك العديد من الصور المميزة لفاتن حمامة.. فلماذا وقع الاختيار على هذه الصورة بالتحديد؟
الفضل للدكتورة ماجدة في اختيار الصورة، حيث أحبت أن تكون هذه الصورة الخاصة بـ"أفيش" المهرجان، فأعطتها لي وقالت "دي الصورة إللي هاتشتغل عليها السنة دي"، وأعتقد أن أن سبب اختيارها لهذه الصورة لأنها غير متداولة، أو من صورها النادرة.
-وكيف كان العمل على "البوستر"؟
وكل ما فعلناه هو معالجة الصورة لونيا وجرافيكيا، وقمنا بأكثر من محاولة على الصورة، ففي إحدى المرات كتبنا كلام بداخلها، وغيرنا ألوانها، ثم رفضت الدكتور ماجدة لأنها رغبت في أن تكون الصورة بسيطة، وأن يتعرف المشاهد العادي الذي لا تربطه أي علاقة بالفن على فاتن حمامة، عندما يرى الصورة، وعندما بحثنا وجدنا أن المهرجانات المختلفة من بينها مهرجان "كان" الفرنسي، يقوم بذلك، حيث يصمم أفيش معروض عليه صورة عادية لفنان أو فنانة، مثل أفيش الدورة الماضية من "كان" والذي حمل وجه الفنانة الراحلة أنجريد برجمان، وفي إحدى السنوات تصدرت الفنانة مارلين مونرو الأفيش أيضا، وفي إحدى مراحل العمل على الأفيش اقترحت إدارة المهرجان وضع عمر الشريف بجانب سيدة الشاشة العربية على الأفيش إلا أنهم تراجعوا عن الفكرة، وعدنا مرة أخرى للصورة، وحاولنا البحث عن طريقة لوضع الكلام على الأفيش، خاصة وأن اسم المهرجان كبير، وله طريقة خاصة في الكتابة.
- وكيف تقبلت النقد الموجه للأفيش المهرجان؟
لم أعرف إلا من الدكتورة ماجدة واصف، أخبرتني أن هناك انتقادات للأفيش، ولكننا عملنا عليه وتعبنا جدا ورضينا عنه جميعا، وكان أهم أهم شيء لدينا ظهور فاتن حمامة بطريقة جيدة، ومتعارف عليها ويكون شكله موزون، فأجرينا بعض تعديلات لونية، وغيرنا لون أحمر الشفاه، وشكل الرموش لأن الصورة قديمة جدا من الستنيات. ولكن في كل الأحوال هناك الكثير من الاراء والانتقادات، ولا يمكن إرضاء الجميع، ونحن تحترم كافة الاراء.
- وهل أنت من محبي فاتن حمامة؟
أعشق فاتن حمامة، وليست كشخصية فقط، ولكن كتمثيل وملابس وكل شيء، وكانت أفلامها علامة في حياتي ، وكان ليّ شرف مقابلتها في الحقيقة، كنت صغير في ذلك الوقت وكانت تصور مسلسل "ضمير أبلة حكمت" في الأسكندرية، وأقبلت عليها لكي أسلم عليها، فابتسمت وهمّت وسلمت علي، أظهرت منتهى الرقي، والذوق.
-وهل حبك لها والتقائك بها جعل العمل على "الأفيش" سهل؟
العمل على أفيش المهرجان كان صعبا، وعملت عليه مرارا وتكرارا، لأنه من الصعب التعامل مع نجم بهذه القيمة، وفاتن حمامة فنانة كبيرة جدا، ووضع صورتها على أفيش المهرجان كان يجب أن يكون رائعا، ومن الضروري أن يحظى بإعجاب الجميع، وحمدا لله حصل على اعجاب الكثير، وكان أخرهم المخرج مروان حامد.
- وماذا عن المطبوعات؟
مررنا بمراحل كثيرة أثناء العمل على كتاب "عمر الشريف"، لأن الكتاب يحمل اسم "وجوه"، اختارنا أكثر من صورة لمراحل عمرية مختلفة له، مرحلة شبابه، ثم مرحلة وصوله للعالمية، ومرحلة العودة، وخدم التصميم والاسم بعضهما، ونفذنا في البداية غلاف الكتاب الخاص بنور الشريف مشابه للفنان العالمي، إلا أننا غيرناه حتى لا يكون مكرر، ووضعنا أكثر من صورة وأكثر من وجه على الكتاب الأخير.
- هذا بالنسبة للأفيش والمطبوعات.. فماذا عن البرومو الخاص بهذه الدورة من المهرجان؟
عندما فكرت في عمل البرومو، أول شيء فكرت فيه هو تفسير "اللوجو" الخاص بالمهرجان، وهو من تصميم صديقي الفنان أحمد مناويشي عام 2007، وحرصت على الإجابة على السؤال الذي وجهه لي الكثير من المنتجين والمخرجين وصناع الأفلام، عن هوية السيدة التي تحمل الهرم، فقررت العمل على الجائزة واللوجو الخاص بالمهرجان، وهي "ايزيس" تحمل الهرم، فبدأنا البرومو بإعادتها للحياة، وعودة الحياة لكل شيء موجود حولها في المقبرة، وتحول الكنز من حرار الجو لذهب سائل، والذي غطاها من قدميها، وبعدها طار حورس وتحول هو الاخر للذهب فغطاها من رأسها، وبهذا الشكل تغطت إيزيس بالكامل بالذهب، ليخرج لنا شكل اللوجو والجائزة المتعارف عليهما.
- عملت في الكثير من الدورات.. فمن وجهة نظرك ما الفرق بين هذه الدورة وغيرها؟
لن أقارن بالدورات السابقة لأن ظروف البلد لها دور كبير، ولكن في ظل الظروف التي تمر بها البلد سياسيا واقتصاديا وأمنيا، أن يحضر هذا الكم من النجوم، فهذا لطيف، وتمسك الادارة بالنظام، سواء في حفل الافتتاح أو تنفيذ الفاعليات شيء جيد جدا، ومن بين مميزات هذه الدورة حتى الآن أن الناس تتكلم بطريقة جيدة على المهرجان، بالإضافة إلى كون الدكتورة ماجدة واصف رئيسة المهرجان، سيدة راقية جدا، وتطلب منا الأشياء بطريقة منتهى الذوق تجعلنا لا نستطيع الرفض، فكل شيء فعلناه خلال هذا المهرجان كان بدافع الحب.
فيديو قد يعجبك: