أمير رمسيس: فتوى دينية غيرت ''بتوقيت القاهرة''.. والفيلم أُنتج بالصدفة - (حوار)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
حوار- هدى الشيمي ومحمد مهدي:
تصوير- مروة محمد:
في أكتوبر 1990، جلس طفل يبلغ من العمر 10 أعوام، داخل سينما ''مترو'' بمنطقة وسط البلد، يتطلع نحو الشاشة العملاقة، مندهشا ومستمتعا أثناء متابعته لأحداث فيلم ''إسكندرية كمان وكمان'' للمخرج يوسف شاهين.. بعد انتهاء العرض اكتشف أنه ينتمي لهذا العالم السحري، وقرر رغم صغر سنه أن مستقبله يكمن في تلك الصناعة..
مرت السنوات، كَبر الطفل، حقق حلمه وأصبح واحد من المخرجين البارزين في الساحة الفنية مؤخرا.. المخرج الشاب أمير رمسيس.
في حواره مع مصراوي، يتحدث أمير رمسيس عن فيلمه الجديد ''بتوقيت القاهرة''؛ أول الخيط الذي التقطه وانطلق منه لكتابة العمل، سر الفتوى التي دفعته لإضافة قصة ثالثة في الفيلم، وكيفية إقناع نور الشريف للعودة إلى السينما بعد غياب.
نتطرق مع المخرج الشاب إلى كواليس تنفيذ فيلمه الوثائقي ''عن يهود مصر'' وأعماله التي لم يُسلط عليها الضوء من قَبل، تجربته الإخراجية في المغرب، وتفاصيل علاقته بالمخرج الكبير ''يوسف شاهين''.
- ''بتوقيت القاهرة'' تجربتك الأولى في الكتابة.. متى جاءتك الفكرة؟
فكرة الفيلم في ذهني منذ عام 2008، وقمت بكتابة السيناريو في عام 2010 بالتوازي مع العمل في فيلم عن ''يهود مصر''، وانهيت الكتابة في 2013.
- ما حقيقة أن فتوى دفعتك لكتابة قصة ثالثة داخل الفيلم؟
كان لدي قصتين مرتبطتين ببعضها بشكل ما، رغبت في الكتابة عنهما بشكل سينمائي، وهما قصة ''يحيى شكري'' المصاب بالزهايمر، وأخرى لعاشقين يمران بمرحلة حاسمة في علاقتهما، وأضفت إليهما قصة ثالثة في عام 2007 بعد ظهور فتوى تزعم أن زواج الممثلين في أعمالهم الدرامية حقيقي لأنه يحقق شرط من شروط الزواج وهو الإشهار. وأجريت تعديلات عديدة على النص ليظهر في شكله النهائي.
-سميت الفيلم ''في الهند أم العجايب'' ثم قمت بتغييره.. ما السبب؟
أثناء كتابة الفيلم وضعت شريط صوتي لسعاد حسني داخل الأحداث، واستوحيت الاسم الأول من أغنية ''سوتي الهندية'' وقررت إهداء الفيلم لها، لكن بعد مشاهدة فيلم ''فتاة المصنع'' لمحمد خان، قررت اختزال هذا الجزء وتغيير الاسم، لأن خان أحق بـ''سعاد حسني'' مني.
- ما الرسالة التي تريد أن تقدمها من خلال الفيلم؟
الفيلم يدور عن 6 شخصيات، كلا منها يعاني ضغوط سواء قهر المنظمة الاجتماعية أو الدينية أو قهر المجتمع ورفضه لأي اختلاف وفرضه لإطارات معينة يجب أن يعيش فيها الناس.
والفيلم يحمل فكرة الانتصار لفردية الإنسان في مواجهة المجتمع الذي يحاول قتل شعوره بالاختلاف.
- الفيلم يُعيد ''نور الشريف'' إلى السينما بعد غياب لسنوات.. هل وجدت صعوبة في اقناعه؟
عرضت السيناريو على نور الشريف الذي تجمعني به علاقة جيدة نشأت أثناء عملي كمساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلم ''11 سبتمبر''، وبيننا تفاهم كبير، وفوجئت بموافقته بعد 48 ساعة بدون مناقشة.
- ظهر على ''نور الشريف'' الإجهاد خلال أدائه لدوره في الفيلم.. هل أضر ذلك بالعمل؟
بالعكس.. نور الشريف خسر بالفعل وزنه بسبب ظروف مرضه، لكنه لم يكن مجهدا أثناء العمل، بل كان الدور يحتم عليه الظهور بهذا الشكل وهذا جزء من تفاصيل شخصية ''يحيى'' التي يقدمها في الفيلم.
- لماذا اخترت ''يحيى شكري''- اسم يوسف شاهين في أفلامه- كاسم أحد أبطال الفيلم؟
يحمل الاسم إهداء ليوسف شاهين، كان دائما في ذهني طوال وقت كتابة شخصية البطل السكندري الذي يعيش خارج زمنه، في البداية اخترت اسم مختلف، ثم قررت في النهاية تغيره ليكون باسم ''يحيى شكري''.
- سمير صبري قال إن الفيلم أعاده إلى سينما زمان.. ما تعليقك؟
الفيلم يحوي إهداء لروح السينما القديمة، لأنه يُعيد بشكل ما مرحلة مهمة في السينما المصرية، وفي حياة ميرفت أمين وسمير صبري تحديدا بعرض صور من مشاهد في أعمالهم القديمة.
وهناك مشاهد في الفيلم تم تصويرها وتنفيذها بطريقة توحي أنها شبيهة للأفلام القديمة، وقد يكون رأيه نابع عن وجود حالة حميمية بينه والعمل.
- ما السر وراء انتهاء تصوير الفيلم في فترة زمنية قصيرة؟
بدأنا تصوير الفيلم في أغسطس 2014 وانتهينا في ديسمبر من نفس العام، وهي فترة زمنية قليلة جدًا لإنتاج فيلم سينمائي وذلك لأننا قومنا بالتحضير الجيد، وقلة مواقع التصوير المستخدمة داخل الفيلم، وعدم وجود مشاهد تجمع الممثلين جميعا.
- الأفلام الجادة تواجه أزمات إنتاجية.. هل تعرضت لذلك؟
في الحقيقة لم يحدث، لأن الفيلم أُنتج بالصدفة.. لم أسعَ لمقابلة منتجين لتنفيذ الفيلم بسبب الحالة التي تمر بها السينما، بالإضافة إلى اعتقادي أن المنتجين لن يرغبوا في إنتاج هذه النوعية من الأفلام.
- إذًا ما السبب في ظهور فيلمك للنور؟
كما قلت صدفة.. التقيت بصديقي المنتج سامح العجمي، كنت قد عملت معه من قبل في فيلم ''كشف حساب'' وأعلم أنه لا يفكر في الانتاج السينمائي حاليا، لأن الوضع غير جيد. سألني عن أحدث أعمالي فمنحته نسخة من أجل القراءة كصديق وليس منتجا. وفوجئت به يتصل بي ويخبرني أنه يريد إنتاج الفيلم والبدء في تنفيذه.
- انهيت تنفيذ الفيلم في شهر ديسمبر.. كيف تمكنت من اللحاق بمهرجان دبي؟
بالصدفة، قبل الانتهاء من تصوير الفيلم خاطبت اللجنة التي تعمل على انتقاء الأفلام المشاركة في المهرجان، لأنه أقرب المهرجانات زمنيا، لكننا تأخرنا في التصوير، وانتهى موعد تقديم الأفلام، ثم فوجئنا بهم يطلبون رؤية السيناريو ومعرفة إمكانية الاشتراك في المهرجان من عدمه، فقدمنا الفيلم وتمكنا من اللحاق من عرضه خلال المهرجان.
- عُرض الفيلم منذ أيام.. هل تخشى من التوقيت خاصة مع تزامنه مع عروض أفلام أخرى؟
أي موعد لعرض الفيلم مقلق، وفي النهاية هي مسئولية الموزع لأنه أكثر دراية بعمله.
- ننتقل للحديث عن فيلمك الناجح ''عن يهود مصر''.. متى بدأت التجربة؟
أثناء اشتراكي في فيلم ''إسكندرية-نيويورك'' مع المخرج يوسف شاهين.. قمنا بتصوير مشهد في مقابر اليهود بالإسكندرية، لم يظهر في النسخة النهائية في الفيلم، فَضل ''شاهين'' حذفه.. لكنني تعرفت خلال القراءة التحضيرية للمشهد على الكثير من المعلومات عن يهود مصر.
وعند سفري لإنهاء اللمسات الأخيرة في الفيلم بفرنسا، تعرفت على اليهود المصريين المتواجدين هناك، وتعمدت أن أصل إلى عائلة ''هنري كوريال''-شخصية يهودية بارزة ظهرت في الفيلم- لأن شخصيته لفتت انتباهي، بعد أن قرر التعاون مع الحكومة المصرية رغم طرده من البلاد.
- ولماذا تأخر ظهور الجزء الأول من الفيلم؟
التقيت في مصر بـ ''جولي جريش'' التي ظهرت في الفيلم للتحدث عن ''هنري كوريال'' ووالدتها، وتعرفت على المجموعة المعروفة باسم ''مجموعة روما''، ثم انشغلت في إعداد وتنفيذ مشاريع سينمائية أخرى، قبل أن أتفرغ نهائيا للفيلم في 2008.
- خلال تحضيرك للفيلم.. هل اصطدمت بمعلومات جديدة؟
هناك عدد كبير من يهود مصر حتى هذه اللحظة ممنوعين من دخول مصر بعد طردهم في عام 1956، ولا استطيع فهم تلك الحالة أو تفسيرها، فيهود العالم جميعا يمكنهم دخول مصر، لكنها مغلقة في وجه اليهود المصريين، على الرغم من رفضهم الذهاب إلى إسرائيل.
- من تحمس لإنتاج فيلم وثائقي يتحدث عن يهود مصر؟
قمت بإنتاج الفيلم بمشاركة صديقي ''هيثم الخميسي''، ونفذته بنفسي، التصوير وتسجيل الصوت وعمليات المونتاج، وساعدتنا شركة ''ميديا فيجين'' حيث منحتنا أرشيف ضخم من المعلومات، والأستاذ عصام فوزي الذي منحنا أرشيف من الصحف. وباقي فريق العمل حصلوا على مستحقاتهم بعد عرض الفيلم.
- الفيلم تعرض لأزمة مع الرقابة.. كيف تعاملت مع الأمر؟
دخلنا في صراع مع الرقابة قبل ثورة 25 يناير عندما قدمنا السيناريو، الذي تضمن مقابلة مع أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وتأكدت أن بعد الثورة لن أواجه أزمة لكني فوجئت بالإخوان يرفضون الفيلم بعد ظهورهم بسلوكهم العنصري القبيح في أحد المشاهد.. لكن نجحنا في النهاية في عرض الفيلم.
- ما تفسيرك للإقبال الكبير عند عرضه؟
أعتقد بسبب الفضول، الفيلم ظهر بعد ثورة 25 يناير وهي مرحلة تميزت بالشغف نحو سماع التاريخ من جديد، وأن نتحدث عن الأشياء التي لم نتطرق إليها من قَبل، وظهر ذلك على موقع التواصل الاجتماعي في الصور القديمة، وإعادة نشر المقالات عن القضايا المصرية في فترة الملكية، والستينيات، والسبعينيات، وأفادت تلك الحالة الفيلم.
- عرضت ''عن يهود مصر'' على جزءين بفاصل زمني عامين.. ما الفرق بينهما؟
الإضافة الإنسانية.. فالجزء الثاني كان يعرض تجربة شعورية مهمة، لأني عرضت حديث مع يهود مازالوا يعيشون في مصر، لكن في الجزء الأول يتضمن لقاءات مع يهود طردوا من البلاد.
- لديك أعمال فنية لم يسلط عليها الضوء من قَبل.. حدثنا عنها.
قدمت فيلم تسجيلي موسيقي يحمل اسم ''نوح الحمام'' عن فرقة الطنبورة وتاريخ بورسعيد في عام 2004، وأخرجت أفلام وثائقية حول ابن رشد، وعمر الخيام في 2009.
- أخرجت مسلسل ''دموع شهرزاد'' المغربي.. لماذا لم تكرر التجربة في مصر؟
الصدفة منحتني الفرصة لإخراج المسلسل المغربي.. منتجة العمل شرعت في تنفيذ مشروع فني جديد وأرادت أن يكون ذو طابع مصري في الأداء وأن يتم تصويره بطريقة سينمائية، فعرضت عليّ المسلسل وقمت بإخراجه وعرض على قناة ''وديزيم المغربية''.
- في رأيك ماذا يميز الدراما المغربية؟
''الاحترافية''، فالعمل في المغرب متميز واحترافي بطريقة تصل إلى الاكتئاب بعد ذلك، أثناء العمل في السينما في مصر بعد ذلك.
- عملت كمساعد للمخرج ''يوسف شاهين''.. هل تتذكر التعاون الأول بينكما؟
بالصدفة أيضًا.. اتصلوا بي من شركة مصر العربية التي يملكها يوسف شاهين، وكان طاقم العمل بالشركة منشغل بفيلم ''العاصفة'' إخراج خالد يوسف.. فاختاروني للعمل مع ''جو'' وكنت وقتها الأول على دفعتي، واتحدث اللغة الفرنسية، وهذا ما قربني أكثر منه، لأنه كان يعتمد على اللغة الفرنسية بشكل أساسي في التواصل.
- تعرضت لموقف طريف في أول لقاء بينكما في مكتبه؟
في البداية كان مندهش من حجمي، فكان وزني أقل مما هو الآن، بحوالي ثمانية أو تسعة كيلوجرامات، فسألني ''هاتستحمل الشغلانة بتاعتنا''، وتحولت تلك الجملة فيما بعد لطرفة، وبدأت العمل معه في''سكوت هنصور''.
- ماذا تعلمت من مدرسة يوسف شاهين؟
صعب جدا أن أضع ما تعلمته من يوسف شاهين في جمل، ولكن أهم شيء علمني أن أتوقف عن التوتر والاستمتاع أثناء تنفيذ الفيلم.. فكان دائما يقول لي ''يجب أن تتذوق ما تفعله''.
- شاركت في اعتصام وزارة الثقافة، ما رأيك في وضعها الآن؟
مرتبك جدًا، منذ الاعتصام وحتى الآن لم تخطُ وزارة الثقافة خطوة ثابتة، لا يوجد أي تطورات ايجابية، بل تحاول الوزارة لعب دور الأب المتدخل في كل شيء، ليتحول الأمر إلى نوع من الرقابة ليس لها داعي.
أعتقد أن تلك الأمور بعيدة عن مهامها الأساسية، فعليها أن تدعم السينما ودور النشر المستقلة.
- وما تعليقك على منع الأفلام من العرض في مصر، وأخرهم فيلم ''exodus, gods and kings'' ؟
لا يوجد أفلام تمنع، ومن يعتقد أنه يستطيع منع فيلم اليوم مصاب بحالة من ''الغباء الديناصوري''، بعد وجود شبكات الإنترنت وانتشار الأعمال عليها، ولكن هناك أعمال سينمائية لا تعرض في دور العرض، فتتسبب في أزمات كبيرة للمنتجين.
كما أن فكرة منع الأفلام في دور العرض تزيد من حماس المشاهدين وتدفعهم لمشاهداتها، فمثلا فيلم ''نوح'' حقق نسبة مشاهدات عالية جدا.
- مَن مِن المخرجين تنال أعمالهم إعجابك؟
يسري نصر الله.. أعتقد أنه مغير للحياة، فعادة أدخل لمشاهدة فيلم له أخرج منه بني آدم مختلف، وداوود عبد السيد، والجيل الأقدم في الستينيات والسبعينيات حلمي حليم، وكمال الشيخ، ومحمد خان وعاطف الطيب.
- وجيلك الحالي؟
ومن جيلي أحمد عبد الله، وعمرو سلامة، وأحمد الجندي في مجال الفيلم الكوميدي بالتحديد.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: