إعلان

خالد صالح.. ورحل ''تاجر السعادة'' (بروفايل)

01:38 م الخميس 25 سبتمبر 2014

خالد صالح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

تركنا منذ ساعات تاجر السعادة، خالد صالح بعد أزمة صحية خضع بسببها لعملية قلب مفتوح. لم يكن خالد صالح نجما عاديا، أو ممثلا يمر من أمام أعين المشاهدين مرور الكرام، ولكنه كان ممثل من العيار الثقيل، استطاع تجسيد كل الأعمال والأدوار، تمكن من أن يقدم أدوار الكوميدي، والشرير، والبريء، وغيرها من الأدوار، فأعاد إلى الأذهان، صورة الممثل القدير الذي عاد من زمن الفن الجميل، حتى أن كثيرين شبهوه بمحمود المليجي، وزكي رستم. كانت خشبة المسرح أول نافذة يطل منها صالح، الذي كان "صالحا ذو أخلاق جيدة" بشهادة كل من تعامل معه وعرفه، والذي قرر أن يتفرغ للتمثيل والتوقف عن ممارسة الأعمال التجارية، وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

ويعد هذا القرار هو القرار الأفضل الذي اتخذه صالح، فبسببه تمتع كثيرون في مصر والعالم العربي، بعدة أدوار قُدمت بحرفية ونموذجية، على مدار 14 عام هم عمر الممثل الراحل الفني. جسد أدوار مجموعة من الشخصيات الهامة، مثل مأمون الشناوي في مسلسل أم كلثوم، صلاح نصر في مسلسل جمال عبد الناصر في بدايته، ولكنه لفت انتباه النقاد، وأثبت قدرته على التمثيل، وعلى تميزه بموهبة ليس لها حدود، عند تقديمه لدور حاتم في فيلم هي فوضى ليوسف شاهين، فقدم صالح دور أمين شرطة بحرفية، جعل المشاهدين مستائين، وأثار اشمئزازهم، ولكنه استطاع كسب تعاطفهم في أخر دقيقتين من الفيلم.

بعد هي فوضى بعام، يعود خالد صالح في دور غير فيه جلده، ففي مسلسل ''بعد الفراق'' مع التونسية هند صبري، والذي لعب فيه دور صحفي برئ يحارب الفساد، يعيش قصة حب مع خادمة قروية.

بعدها، خلع عباءة الرومانسية ليلعب دور الشرير والمتسلط مع هاني سلامة في فيلم الريس عمر حرب، وبعدها أسعد مشاهديه في مسلسل تاجر السعادة. وفي عام 2013 قدم صالح فيلم ''فبراير الأسود'' وهو الفيلم الذي لم يحقق نجاحا كما ينبغي، ولكنه كان واحدا من أكثر الأفلام أهمية في الفترة الماضية، وعرض مشكلة كبيرة تواجه الكثير من المصريين. كانت لتاجر السعادة الكثير من الآراء السياسية اللاذعة، والتي أثارت غضب الكثير من الحكام، فكان يرفض دائما الظلم والاضطهاد، وكان ثائرا وسط الثوار في الميادين، حرص على إعلاء كلمة الحق، وسعى إلى حصول المصريين على حقوقهم.

عشق صالح وطنه، ولم يكتفى بتعبيره عن ذلك الهُيام بالثورة والتمرد، ولكنه كان أول من يقوم بالأعمال الخيرية، فترك مهرجان الشرق الأوسط للسينما، في أبو ظبي لثلاثة أيام، من أجل المشاركة في حفل تدشين مستشفى سرطان الأطفال الجديدة في أسوان، وكان من أشد الفنانين حرصا على زيارة الجمعيات الخيرية، ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الهيئات، من أجل التأكد من عيشهم حياة كريمة، وحصولهم على أفضل عناية.

تركنا تاجر السعادة ولكن كرمه دفعه إلى ترك الكثير من الأعمال الفنية المتميزة، والتي ستبقى خالدة ورائه، حتى يتذكره جمهوره ومحبيه، والتي كانت أخرها فيلم ''الجزيرة- الاحتلال''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان