لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''الملحد''.. فيلم يناقش قضية مسكوت عنها في الأعمال الفنية

08:44 ص الجمعة 14 مارس 2014

كتبت- منى الموجي:

''أنا ملحد''.. ''فين الإله اللي بيقولوا عليه''.. ''أنا أهو أنا كفرت بيك''.. ''لو كان فيه ربنا صحيح ماكنوش عصوا كلامه''.. جمل نسمعها لأول مرة على شاشة السينما عبر فيلم آثار الجدل منذ الإعلان عن اسمه وعن القضية الشائكة التي يطرحها.

صناع فيلم ''الملحد'' مجموعة من الشباب الذي مازال في بداية المشوار يتلمس طريقه في عالم الفن واجهوا العديد من الانتقادات والتي لم تكن في أغلبها فنية وإنما انتقادات تعترض على جرأة الموضوع؛ فرأى المتشددون أن العمل يدعوا إلى الإلحاد وأن صناعه ملحدون، وعلى الجانب الآخر رفض الملحدون أن يكون هذا الفيلم يمثل حياتهم وفكرهم.

ورغم أن بعض النقاد رأوا أن المستوى الفني للفيلم لم يكن بنفس قوة الفكرة التي يناقشها، لكن أكدوا أن الفيلم يُحسب له فكره الجرئ، وإلقاءه الضوء على واحدة من أهم القضايا المسكوت عنها في مجتمعنا، مصراوي تحدث إلى صناع الفيلم عن تجربتهم.

''الملحدون العرب''

البداية كانت مع السيناريست والمخرج نادر سيف الدين والذي قال لـ''مصراي''، إن ''قراري بتقديم عمل سينمائي عن قضية الإلحاد بدأت مع عام 2010، بعد أن شاهدت أشهر موقع إلحادي على شبكة الانترنت وهو موقع الملحدين العرب، واستغرقت فترة الإعداد للفيلم حوالي عامين ونصف حتى توصلت للشكل النهائي، لتقديم الفكرة في صورة بسيطة بعيدة عن أي تعقيد''.

وأضاف نادر أن الفيلم هو أولى تجاربه الروائية الطويلة وأراد أن تكون من خلال عمل يناقش قضية هامة، واصفا التجربة بالمفيدة والصعبة، وحول الانتقادات التي وجهت له أكد نادر أنه منذ البداية قوبل الفيلم بهجوم كبير لكن ما جعله يشعر بالاطمئنان قيام شيوخ من الأزهر بمهاتفته، متابعا أن كل فكرة جديدة تقابل في بدايتها بالهجوم والانتقاد.

وعن أبرز الانتقادات التي وجهت للفيلم يقول نادر ''هناك من أتهم الفيلم بأنه يدعو إلى الإلحاد، وفريق آخر وهم الملحدون رأوا أن الفيلم يتفه من قضيتهم، فالهجوم كان من الطرفين''، مشيرا إلى أن الناقد طارق الشناوي انتقد عدم تعمق الفيلم وعدم تعرضه لكثير من التفاصيل، وكان رد نادر أنه حرص أن يكون العمل بسيط خاصة وأن القضية معقدة ويتم طرحها لأول مرة، فالفيلم مهد الطريق لمناقشة القضية في أفلام أخرى بصورة أكثر جرأة.

''الفجوة المعرفية''

ويقول الممثل الشاب محمد عثمان أحد أبطال الفيلم ''أقدم بالفيلم دور صحفي، وهو دور يقلب الموازين رغم صغر مساحته''، مضيفا أن أهمية الفيلم تأتي من كونه يُلقي الضوء على الأسباب التي قد تؤدي إلى الإلحاد، مشيرا إلى أن فكرة الإلحاد كانت مرتبطة في المجتمع المصري بالحديث عن الدكتور مصطفى محمود وتجربته مع الإلحاد حتى وصل إلى الإيمان بأن الدين الإسلامي هو الدين الجامع والشامل، بحسب تعبيره.

ويشير عثمان إلى أن الفيلم يوضح الفرق بين الملحد والشخص الذي لا يمارس شعائر دينه، بالإضافة إلى أنه يُلقي الضوء على خطورة الفجوة المعرفية بين الأب والابن وإلى أين تصل بالأبناء؟، لافتا إلى ان الفيلم بدأ الإعداد له قبل مجئ الإخوان إلى الحكم وأنه كان يتوقع أن يثير الفيلم جدل كبير بمجرد الإعلان عن اسمه وعن القضية التي يناقشها.

''تهديدات''

وأكد بطل فيلم ''الملحد'' الممثل الشاب محمد عبد العزيز أنه أعجب بفكرة الفيلم منذ أن قرأ السيناريو، خاصة وأن القضية موجودة بالفعل، مشيرا إلى وجود عدد من الشباب الملحدين داخل المجتمع، ولا ينفي محمد شعوره بالقلق في البداية خاصة بعدما جاءت له تهديدات من جماعات تكفيرية حيث أعتقد البعض أن الفيلم يروج لفكرة الإلحاد وأن من يقدم الفيلم مجموعة من الملحدين.

وحول ردود الفعل التي جاءته من الجمهور يقول محمد ''رغم الانتقادات التي لحقت بالمستوى الفني للفيلم، وهو أمر طبيعي كونها التجربة الأولى للشباب المُشارك بالعمل فوجود أخطاء أمر طبيعي، إلا أن ردود الأفعال كانت إيجابية على القصة وجرأة الفكرة''، مشيرا إلى تخوف بعض الجمهور من مشاهدة فيلم يتناول قضية الإلحاد.

وأضاف أن أكثر تعليق أسعده عندما جلس بالصدفة أثناء عرض الفيلم إلى جوار احد الشباب في السينما وهو ليس ملحد ولكن تفكيره يشبه إلى حد كبير تفكير بطل الفيلم، وتفاعل بالفيلم وبكى خاصة عندما عاد إلى صوابه وابتعد عن فكرة الإلحاد.

''التجارة بالدين''

ويشير منتج الفيلم علاء الدقن أن الفيلم يطرح قضية موجودة على الساحة، فهناك ملحدون في مصر ظهروا في الفترة الأخيرة بعدما شعروا بحالة من القرف بسبب المتاجرة بالأديان، لافتا إلى أن تجار الدين جعلوا الناس تصل إلى حالة من التشتت ''وخللوا الناس تكفر''، مشددا على أن الفيلم ينبه المجتمع إلى أن الاستمرار في التجارة بالدين قد تكون نتيجته لجوء البعض للإلحاد.

وحول إيرادات الفيلم أكد علاء أن الفيلم لم يحقق الإيرادات المرجوة، وهو ما ينطبق على كثير من الأفلام المعروضة حاليا في دور العرض السينمائية بسبب اضطراب سوق السينما، فالخسارة لحقت بالكل.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان