لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''جزيرة جيوفاني''.. قصة الحب والصداقة التي تغلبت على الاحتلال السوفيتي

08:18 م الجمعة 14 نوفمبر 2014

كتبت- هدى الشيمي:

طفلان لا يعلمان شيء من الدنيا سوى اللهو واللعب، حرمهما الله من أمهما، ومنحهما أب ثوري، رافض للظلم محب للخير، يبذل قصارى جهده من أجل مساعدة الغير، هذا كان الإطار العام للفيلم الياباني ''جزيرة جيوفاني''.

ففي الجزير يعيش الطفلان جونبي البالغ من العمر عشرة أعوام، وشقيقه الأصغر كانتا، اللذان يلهوان في كل مكان في الجزيرة، حتى قامت الجيوش التابعة للاتحاد السوفيتي بالسيطرة على الجزيرة، وشددت الحصار عليها، وعلى كل من فيها، بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من الحصار والاحتلال الروسي، وقع جونبي في حب ابنة القائد السوفيتي ''تانيا''، وسرعان ما تنشأ بينهما علاقة صداقة قوية جدا، بين جونبي وشقيقه.

تتوتر علاقة جونبي الذي برع في الرسم بصديقته وحبيبته تانيا، عندما تقوم الحكومة السوفيتية باعتقال والده، بسبب سر لا يعرفه أحد إلا هو وتانيا، فتصفعه على وجهها لاتهامه لها بإفشاء سره، وسر والده.

تتغير حياة جونبي وشقيقه عندما يتم ترحيلمها من جزيرتهما، ونقلهما إلى معسكر يعيش فيه كل من في جزيرتهم، والجزر المجاورة لها.

''إلقاء جثة طفلة صغيرة في مياه البحر، لأنها توفت أثناء انتقالهما إلى المعسكر'' بهذا المشهد، حاول مخرج الفيلم ميزيوهو نيشاكودو، اظهار حجم القسوة والآلم الذي عاشه اليابانين، في رحلتهما إلى المسعكر.

وفي البرد الشديد والعاصمة العاتية، لم يستطع كانتا الشقيق الأصغر لجونبي الصمود، واكمال الرحلة برفقة شقيقه، والأنسة سوهاكي التي كانت واقعة في حب والدهما منذ طفولتهما، قررت أن تعتني بصغيريه، حتى يخرج من سجنه، ويعود إليهما.

كان الأمل الوحيد الذي يدفع كانتا للمقاومة هو رغبته الشديدة في رؤية والده، مما ساعده على التغلب على الصعاب،  وتحمل المشاكل الصحية التي يعانى منها.

مشهد مقابلة الطفلين لوالديهما، كان الأكثر تأثيرا في الفيلم، فبدا على الشخصيات المتواجدة في هذا المشهد التأثر الشديد، جونبي وكانتا كانا في حالة من الفرحة التي يشوبها الخوف والقلق، والسعادة التي لا تكتمل، لأن السياج تمنعهم من احتضان والدهما،  أما والدهما فكان صارم غليظ في بداية الأمر، بسبب خوفه عليهما، ولكنه ضعف في النهاية وحاول التقرب منهما، غير مباليا بالسياج والحديد الذي جرح وجهه.

لمس الأصابع فقط، هذا ما حدث بين الطفلين ووالدهما في لقاء حدث بعد غياب وابتعاد استمر سنوات، ولم يكن هذا اللقاء المختصر كافيا لحماية الصغير، ودفعه إلى البقاء، ليموت قبل وصوله إلى السفينة التي تحمله هو وشقيقه الأكبر إلى اليابان.

حاول جونبي صرف النظر عن شقيقه المتوفى، لكي لا يحرموه من الدفن في أرض وطنه، ظل يتظاهر جونبي بالحديث مع كانتا عن القصة التي وقعا في حبها الاثنين، والتي تدور حول ذهاب المتوفيين إلى السماء، وأن الحوار بينهم وبين احبائهم لا ينقطع بعد وفاتهم.

ينتهى الفيلم، بعودة جونبي إلى جزيرته الحبيبة، بعد مرور خمسين عام فقد فيهم الكثير، جزيرته، وصديقته وحبه الأول تانيا، ووالده وشقيقه أثناء رحلة طويلة وشاقة، إلا أن القدر يشاء أن يجمعه بحفيدة تانيا، والتي تمنحه دفتر الرسم الذي كان يعبر فيه عما يدور في داخله، فيرقصون جميعا، في قاعدة المدرسة التي لم يستطع جونبي التخرج منها بسبب الحرب.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان