وديع الصافي.. صوت الجبل وصاحب الحنجرة الذهبية
كتب-أحمد عبد المجيد:
جاء الفنان الراحل وديع فرنسيس، الذي اشتهر باسم وديع الصافي، إلى الدنيا في 24يوليو عام 1921 بـ قرية ''نيحا الشوف'' اللبنانية، ويعد ثاني أبناء العائلة المكونة من ثمانية أولاد.
طفولته كانت متواضعة حيث كان يعانى من الفقر والحرمان، وعندما بلغ التاسعة من عمره دخل وديع الصافي إلى مدرسة دير المخلص الكاثوليكية ببيروت، ثم اضطر للتوقّف عن الدراسة وهو في الثانية عسر بسبب عشقه للموسيقى ومساعدته لوالده في إعالة العائلة أيضاُ.
وفى سن السابعة عشر بدأ مسيرته الفنية عام 1938، حيث فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناءً وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي. واختارت له اللجنة الحكم اسم ''وديع الصافي كاسم فني وذلك لـ''صفاء صوته'', كما طلبت منه الانتساب رسمياً إلى الإذاعة.
ذاع صيته عام 1950 وأصبح أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية، بعد أن أضاف إلى أغانيه موّال الـ''عتابا'' الذي أظهر قدراته الفنية.
لُقب بـ''صاحب الحنجرة الذهبية''، وقيل عنه في مصر إنّه ''مبتكر المدرسة الصافية في الأغنية الشرقية, نسبة إلى اسمه, و قال عنه الفنان محمد عبد الوهاب، حين سمعه يغني: ''من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت''.
تزوج عام 1952 من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد. وفي أواخر الخمسينات شارك مع عدد كبير من الموسيقيين اللبنانيين في عمل لنهضة الأغنية اللبنانية انطلاقًاً من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات ''بعلبك''.
وفي عام 1975 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، فغادر الصافي بلده إلى مصر بعد عام، ثمّ انتقل إلى بريطانيا، ليستقرّ عام 1978 في باريس. وكان سفره ''اعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان''، ودافع في تلك الفترة عن لبنان الفن والثقافة والحضارة من خلال موهبته.
عام 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين.
يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته، ولكن مصر كانت في قلبه و عشقه ووجدانه , وكان سعيدا عندما منح الجنسية المصرية وشعر أن تاريخه الفني كلل بهذه الجنسية.
حصل على أكثر من وسام استحقاق منها ستة أوسمة لبنانية أهمها وسام الأرز برتبة فارس, كما منحته جامعة ''الروح القدس'' دكتوراه فخرية في الموسيقى عام 1991.
وختم وديع الصافى حياته وقابل ربه مساء يوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 ,عن عمر يناهز 92 عاما, ليترك تراثا فنيا يدرس لكل الأجيال العربية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: