لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لا لا لاند".. تحية للحمقى الحالمين (ريفيو)

04:50 م الخميس 12 يناير 2017

مشهد من فيلم LA LA Land

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

الحياة ليست كما نحلم بها، فهناك صراع دائم، بين ما نرغب فيه وبين ما يريده لنا والدانا، بين ما نتوقعه من أنفسنا، وما نحققه فعلا، وما ينتظره الغير منا وما نقدمه لهم، بين الحياة العاطفية والعملية، وبين هذا وذاك، نكتشف أننا لا نعيش في "اللا لا لاند"، وهذا ما عرضه المخرج الأمريكي الشاب داميان شازيل في فيلمه الأخير "LA LA Land".

بافتتاحية موسيقية مبهجة مليئة بالألوان، يبدأ شازيل فيلمه، متحدثا عن مشاكل يعيشها الجميع في شتى بقاع العالم، مشاكل قد تبدو عادية إلا أنها خانقة في حقيقة الأمر، ثم نتعرف على شاب وفتاة، "ميا" عشرينية تترك دراستها وتعمل نادلة في مقهى في هوليوود، وتسعى لأن تكون ممثلة مشهورة، و"سباستيان" عازف بيانو، يعشق الجاز ويحلم بأنه يملك مقهى خاصًا به، يعزف فيه موسيقى الجاز، التي أوشكت أن تختفي وسط الازدحام.

شاهد الفيديو:

مع مرور الوقت، ساعتين و7 دقائق تحديدا، يبحث البطلان عن شيء دائما، فبعد عثور كل منهما على الآخر، أصبحا يبحثان عن سبل لتحقيق أحلامهما، برغم الصعوبات التي يواجهها كل منهما، والتي لم تكن صعوبات مادية، بل كان أغلبها نفسية، وخدمت كل عناصر الفيلم ذلك، فحملت الأغاني والمقاطع الموسيقية المعنى ذاته، وهو "البحث"، أو "الحلم".

وكانت الصورة الزاهية، والألوان وسيلة شازيل الأساسية للتعبير عما يدور بخلجات قلوب أبطاله، ففي بعض الأحيان اعتمد إضاءة خافتة خاصة في الوقت الذي يجتمع فيه سباستيان وميا في غرفتهما للتفكير بشأن مستقبلهما.

شاهد الفيديو:

وكان للملابس أيضا دلالة خاصة، إذ عقد شازيل اجتماعات مع مصممة الملابس ماري زوفريس، لاختيار ألوان فساتين أو ملابس ميا "إيما ستون"، فاختارا لها فستانا أزرقًا، لتكون الوحيدة وسط الحشود التي ترتدي هذا اللون، وقال أحد السينمائيين إن "الأزرق" يجذب الانتباه، ويجبر العين على متابعة الشخص، خاصة إذا كان وسط مكان مزدحم، وهذا ما اعتمد عليه صنّاع فيلم "Beauty and the beast" في الأغنية التعريفية بشخصيته الرئيسية "بيل" في بداية الفيلم.

1

وفي حوار لزوفريس مع شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية الإخبارية، قالت إن شازيل أخبرها برغبته أن تزيد الملابس سحر المشهد، وأن يرتدي "سباستيان" ريان جوسلينج ملابس كلاسيكية، وأن تبتعد تماما عن إعداد ملابس عصرية، مثل "الجينز والأحذية الرياضية".

وحاول شازيل أن يجعل الكاميرا تتحرك مع الموسيقى، بمرونة وخفة، تميل معها، وساعد ذلك على نقل الشعور للمشاهدين، وبطبيعة الحال، ولأنه فيلم استعراضي لم تخلُ المشاهد من الموسيقى، باستثناء مشهد مشاجرة الحبيبين، الذي بدأ بالموسيقى، وانخفض الصوت تدريجيا كلما اشتدت حدة المشاجرة، لتتوقف نهائيا، فيحل محلها صفارة فرن مزعجة، لنشعر بما يشعر به البطلان من انزعاج وتوتر، وضياع.

مع مرور الوقت، يشعر مشاهدو الفيلم أنهم الأبطال، وأن مخرج الفيلم جعلهم في البداية يشعرون بأن فيلمه المُزين بالاستعراضات، لا يخلو من الرومانسية والدعابات، يمتلأ بالموسيقى المبهجة، والألوان الزاهية، ولكنه في الحقيقة يحمل أفكارًا أكثر عمقا، ويخبرهم بأن الحياة ليست كما توجد في الأفلام الرومانسية، أو "الالا لاند"، وأن الجميع عليه أن يُضحي ببعض الأشياء، لتحقيق أمور أخرى، وأنه من المستحيل الحصول على كل شيء. ولهذا قد يخرج بعض المشاهدين من الفيلم حاملين بعضا من الإحباط، وخيبة الأمل.

حرص شازيل على انتقاء أبطاله بعناية، ففي البداية وقع اختياره على الممثل الشاب مايلز تيلر، بطل فيلمه الروائي السابق Whiplash، والممثلة البريطانية إيما واتسون، ولكن كلاهما اعتذر، فأسند أدوار البطولة لريان جوسلينج وإيما ستون، وأكد فيما بعد أنه لم يكن يتخيل تصوير مشروعه الذي استغرق إعداده ستة أعوام بدونهما.

اتضحت الكيمياء بين جوسلينج وستون، ولم يكن الأمر غريبا إذ أنهما عملا سويا في فيلمين آخرين هما "Crazy Stupid love"، و"Gangster Squad"، كما أنهما كرسا وقتهما لتعلم الرقص والموسيقى، كي لا يستعملان بديلا، فتعلم جوسلينج عزف البيانو، وأخذ دروس ساعتين يوميا بشكل أسبوعي، وفي النهاية أصبح قادرا على عزف كل المقطوعات الواردة في الفيلم.

وكان الشغف مصاحبا لجوسلينج، وهذا ما ظهر في حديثه عن "الجاز"، وبدا تلقائيا، وامتلأ بالحيوية، بالرغم من أنها المرة الأولى التي يغني فيها ويرقص. أما ستون، فأجبرت المشاهدين في دور العرض على التصفيق لها أكثر من مرة، خاصة عند تقديمها لأغنية The Fools Who Dream، واستطاعت إحكام شخصيتها، وعبرت عن لحظات الضعف والاستسلام التي تنتاب الطموحين بجدارة.

قال شازيل في حواره مع موقع "vulture"، إن ما يجمع بين فيلميه la la land، و Whiplash، هو محاولته لإعادة إحياء موسيقى الجاز، التي نشأ عليها، ونمى على أصوات كبار عازفيها، وكما أنه يرغب دائما في بعث رسالة شكر لصنّاع الأفلام الموسيقية الكلاسيكية القديمة، ولكن الأهم هو التأكيد لكل حالم بأنه يستطيع تحقيق حلمه، مهما كلفه الأمر، وبرغم الصعوبات التي يواجهها.

فاز "LA LA Land" بسبع جوائز جولدن جلوب، على مستوى جائزة أفضل فيلم موسيقي، وجائزة أفضل مخرج سينمائي، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية أصلية عن أغنية "City of وينافس على جوائز "البافتا" البريطانية.

وحصل على إشادات النقاد، فكتبت عنه صحيفة التليجراف البريطانية، أنه يختلف عن غيره من الأفلام الموسيقية الناجحة المعروضة في الفترة الأخيرة مثل into the woods لأن الممثلين وصناع العمل استطاعوا خلق حالة من المتعة، والتي ليس لها سبب معين، فكل شيء في الفيلم يحمل نوعا من الاستمتاع.

يُعرض الفيلم في السينمات المصرية، من بينها سينما زاوية، وجالاكسي، وكايرو فيستيفال، ونايل سيتي، وسيتي ستارز، جولدن ستارز، وبلازا، وبينت 90

فيديو قد يعجبك: