لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ديفيد باوي.. حياة ملؤها الغرابة والغموض- (بروفايل)

04:39 م الإثنين 11 يناير 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
وعد نفسه بألا تتسم حياته بالكآبة أو الملل، وحرص ألا تكون الشهرة مجرد مال وأشخاص يشيرون إليه بسبابتهم عندما يسير أمامهم،  فحول حياته إلى مزيج من النجاح والغموض، وسعى ألا تخلو للحظة واحدة من الموسيقى، حتى توفي صباح اليوم عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع استمر لثمانية عشر شهرا مع مرض السرطان.
قال المغني البريطاني ديفيد باوي إنه لا يعلم أين يذهب في حياته، ولكنه وعد نفسه بألا يكون طريقه مملا، وعمل على تحقيق ذلك منذ صغره، فحصل على إعجاب الجميع، في عامه السادس، عندما رغب في الالتحاق بكورال المدرسة، وجد المسئولون عنه أن صوته مناسب جدا للانضمام للفريق الغنائي المدرسي، ووصفوا صوته بأنه يفوق المعايير الموسيقية العادية، وفي عامه التاسع قدم أغنية مصحوبة برقصة في إحدى الحفلات المدرسية، فعلق  أساتذته عليه قائلين إنه "معجون" بالموهبة، وأن امكانياته الفنية تفوق أي طفل في سنه.
ديفيد باوي- Space Oddity: 

على الرغم من نجاحه الشديد في طفولته إلا أن فترة الستينات لم تكن أفضل فترات حياته، فنشر أكثر من أغنية، بأنواع موسيقية مختلفة، ولكنه لن يحقق أي نجاح تجاري، وعندها قرر المشاركة في مجالات فنية أخرى، كالرقص والرسم، والتمثيل في المسرح والسينما، والتقليد، ولكنه لم يحقق النجاح الذي يرضيه، حتى أنتج أغنية " Space Oddity" والتي استخدمتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" كأغنية دعائية للحظة الهبوط على القمر، فأصبحت من أشهر الأغاني البريطانية في ذلك الوقت، إلا أنه فشل في إقناع المنتجين بإنتاج أغنية أخرى له، وبدأت حياته الفنية في الانهيار قبل أن تبدأ، حتى أصدر أغنية "Ziggy stardust" عام 1972 والتي حققت نجاحا كبيرا، أعقبها طرح ألبومين أخرين حققا نجاحا مدويا، وجعلاه مغني معروف في أوروبا وأمريكا.
لم يمر الأمر بسلام، ولم يتوقف عند هذا الحد، فصاحب النجاح الكبير  قصة طويلة مع الإدمان، حيث بدأ باوي في تعاطي الكوكايين، فأثر الأمر عليه سلبا، وعام 1975 اكتشف الجميع التغيير في سلوكه، وعدم قدرته على التحكم بأعصابه وكلامه، فانتشرت القصص المسيئة له في الصحف والمجلات، وحاول الابتعاد عن كل ذلك بالهرب، ليستقر في العاصمة الألمانية برلين، وغير اتجاهه الموسيقي وأصدر ألبومات جديدة أعادته إلى القمة من جديد، وكلل ذلك بلعبه لشخصية "الرجل الفيل" على مسرح برودواي والتي جسدها في السينما الممثل أنتوني هوبكينز، وأشاد الجمهور بدوره، وقُدرت أرباحه عام 2001 فقط حوالي 30 مليون دولار.
استمرت نجاحات باوي، حتى غير اتجاهه الموسيقي عام 1992 وسجل ألبومات كلاسيكية حققت أعلى نسب بيع في العالم، وأشاد بها النقاد، وأصدر بعدها عدد كبير من الألبومات، وفي عام 2003 أصدر ألبوم بعنوان "واقع"، وقام بجولة في نوفمبر عام 2003، وحقق نجاح كبير وقام بجولة غنائية إلا أنه لم يُكملها بسبب إصابته بنوبة قلبية، بعد إقلاعه عن التدخين بستة أشهر، ومنذ ذلك الوقت لم يُصدر أي ألبومات غنائية، ولكنه شارك بأدوار سينمائية في عدد من الأفلام، لعب دور العالم تسلا في فيلم The Prestige عام 2006، وشارك بصوته في كرتون "سبونج بوب سكوير بانتس"، ثم أصدر ألبوم "النجم الأسود" يوم الجمعة الماضي، لتكون أخر هدية منه لجمهوره، قبل وفاته بثلاثة أيام.
ديفيد باوي - THE MAN WHO SOLD THE WORLD:

حرص باوي على أن يختلف كل ألبوم موسيقي خاص به، وأن يتميز بسمات تختلف عن الاخر، ويعد من أشهر الفنانين الذي غنوا للفضاء والخيال، وقدموا أغاني تحكي قصص خرافية.
وحاول باوي أن يحيط حياته بالكثير من الغموض والغرابة، فكان أول النجوم الذين اعترفوا بالثنائية الجنسية عام 1972، وفي حوار له عام 1983 نفى ذلك، مشيرا إلى أن اعترافه بأنه وقع في حب زوجته الأولى أثناء وقوع كل منهما في حب نفس الرجل، كان محاولة للفت الانتباه إليه، وخلق المزيد من الغموض حوله، وحرص على تغيير شكله باستمراره، فيظهر تارة بشعر أحمر  واضعا مساحيق التجميل كباقي نجوم "الروك أند رول"، وتارة أخرى كرجل كلاسيكي وسيم،  كما أنه رفض الألقاب الملكية البريطانية والتي يطمح لها أي فنان بريطاني، فرفض لقب القائد الملكي عام 2000، ورفض لقب الفارس عام 2003.

فيديو قد يعجبك: