كيف ظهرت المرأة في أفلام صلاح أبو سيف؟
كتبت- سما جابر:
تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج الكبير صلاح أبو سيف، الذي توفي عام 1996، تاركًا تاريخًا كبيرًا من الأفلام التي تعتبر علامات مميزة في تاريخ السينما المصرية، حرص في معظمها على الاهتمام بالمرأة ومشكلاتها، وتسليط الضوء عليها، وقدمها في عدد من أفلامه بصورة قوية، حتى وإن بدت للبعض ضعيفة أو شريرة، فدائمًا سيكون للمرأة في أعمال صلاح أبو سيف وجهًا قويًا.
وفي ذكرى المخرج الراحل، يرصد مصراوي أبرز الأفلام التي قدمت المرأة القوية التي تتغلب على التحديات بكل السبل..
المواطن مصري
رصد الفيلم قصة عمدة يُدعى عبدالرازق الشرشابي، الذي يُطلب ابنه الأصغر توفيق، للتجنيد، فترفض زوجته ذهاب ابنها، فيقترح عليه أحد الأشخاص إرسال من ينتحل صفة ابنه للتجنيد بدلًا منه، وبالرغم من قوة شخصية العمدة على أهل قريته، وظلمه لهم والافتراء على بعضهم، إلا أن زوجته الثانية التي تتسم بقدر كبير من الجمال، كانت تفرض رأيها في بعض المواقف وتتحكم فيما يفعله العمدة في أهل البلد وأبناءه من زوجته الأولى أيضًا، فأصرت على أن يبحث زوجها على الشخص الذي ينتحل شخصية ابنها ليلتحق بالتجنيد بدلًا منه، حتى لا تضحي بابنها الوحيد.
الفيلم بطولة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف والفنان عزت العلايلي والفنانة صفية العمري، وعبدالله محمود وخالد النبوي وأشرف عبدالباقي، ومأخوذ عن رواية يوسف القعيد وسيناريو وحوار محسن زايد.
الزوجة الثانية
قدم صلاح أبو سيف في هذا الفيلم، نموذجين للمرأة القوية، وهما "فاطمة" و"حفيظة"، فتدور أحداث الفيلم في قرية من قرى الريف المصري حيث يسلط الفيلم الضوء على الاستبداد الواقع على الفلاحين البسطاء في القرية من قِبَل عِتمان، العمدة الثري المستبد، الذي يقرر الزواج من فاطمة التي تخدم بمنزله بالرغم من أنها متزوجة، من أجل إنجاب الولد الذي سيرث العمودية، والذي فشلت زوجته حفيظة في إنجابه، فيقوم العمدة باتفاق مع زوجته الأولى التي تفرض رأيها عليه دائمًا، بتطليق فاطمة من زوجها أبو العلا، وبمساعدة شيخ القرية الذي يحلل ويحرم وفقا لأهواء العمدة، وبعد ضغط وتهديد من العمدة، تصبح فاطمة زوجة له رغما عن أنفها هي وزوجها؛ فتقرر استخدام حيلها من أجل التخلص من هذه الزيجة، والانتقام لنفسها ولأهل القرية، وبالفعل تنجح في ذلك.
الفيلم قام ببطولته الفنانة سعاد حسني والفنانة سناء جميل والفنان صلاح منصور والفنان شكري سرحان، وقصة أحمد رشدي صالح وسيناريو محمد مصطفى سامي وسعد الدين وهبة وصلاح أبو سيف.
أنا حُرة
تدور الأحداث حول الفتاة أمينة التي تعيش مع عمتها وزوج عمتها، وتعاني طيلة الوقت من تسلطهما الشديد وتحكمهما في كافة تفاصيل حياتها، مما يجعل حلمها الأوحد هو إتمام دراستها لكي تنال الحرية التي تتمناها، وبالفعل انتهت من دراستها بالجامعة الأمريكية، والتحقت بإحدى الشركات الخاصة لتجد أنها فقدت الكثير من حريتها، فأصبحت الزيارات ممنوعة، وممنوع التحدث في التليفون، وممنوع التأخر عن العمل، ومع مرور السنوات، يتطور وعي أمينة شيئًا فشيئًا فيما يرتبط بمنظورها للعالم من حولها، وحول نظرتها للحرية، خاصة بعد أن تقع في حب المناضل عباس الذي انتهى بهما الحال في السجن.
الفيلم من بطولة لبنى عبدالعزيز وشكري سرحان وحسن يوسف وحسين رياض وزوزو نبيل، ومأخوذ من رواية إحسان عبدالقدوس وسيناريو نجيب محفوظ وحوار السيد بدير.
شباب امرأة
إذا ذُكر نموذج المراة المتسلطة في السينما، فلابد وأن يتصدر قائمة تلك النماذج الفنانة تحية كاريوكا بدورها في فيلم "شباب امرأة"، حيث تدور أحداث الفيلم حول طالب جامعي يأتي من الأرياف، إلى القاهرة ويستأجر غرفة بمنطقة القلعة من امرأة متسلطة تُدعى شفاعات، التي تُفتن بشبابه وحيويته وتستدرجه إلى ممارسة الرذيلة معها؛ ونتيجة لهذا يتعثر في دراسته وصحته، في هذا الوقت تساعده فتاة يعرفها هي ووالدها منذ الصغر في التخلص من كافة مظاهر الفساد التي يعيش فيها، كما يقدم له والدها النصيحة بالابتعاد عن شفاعات، إلا أن شفاعات تحاول أن يظل معها بكافة الوسائل، لكنها تلقى حتفها في النهاية.
الفيلم شارك في بطولته بجانب كاريوكا، كل من شكري سرحان وعبدالوارث عسر وشادية وفردوس محمد، وقصة وحوار أمين يوسف غراب وسيناريو صلاح أبو سيف
ريا وسكينة
رغم القسوة في شخصية السيدتين الأبرز في عالم الجريمة بمصر، "ريا وسكينة"، إلا أن المخرج صلاح أبو سيف قرر أن يكون أول من يقدم قصتهما على شاشة السينما عام 1953، وتدور القصة حول ظاهرة اختفاء السيدات بالإسكندرية، فيهتم البوليس بهذه الظاهرة والعمل على فك أسرارها، ويعد الضابط احمد خطة للكشف عما وراء هذه الظاهرة فيتنكر في زي أحد رجال البحر ويتسمى باسم دحروج وتستمر الأحداث إلى أن يتوصل إلى ريا وسكينة ويقبض عليهما.
الفيلم بطولة أنور وجدي وشكري سرحان وسميرة أحمد ونجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم ورياض القصبجي وبرلنتي عبدالحميد، وسيناريو صلاح أبو سيف ونجيب محفوظ وحوار السيد بدير.
فيديو قد يعجبك: