كيف تسببت "الهيافة" في تراجع كامل الشناوي عن كتابة الكتب؟
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- سما جابر
رغم ثقافته وآراؤه الرائعة التي نادرًا ما تخيب، لم يُقدم الشاعر الراحل كامل الشناوي على جمع أراؤه تلك أو أشعاره في كتب، حيث اقترح عدد من أصدقاء الشاعر الراحل الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، 30 نوفمبر، أن يقوم بكتابة الكتب ودواوين الشعر، حتى يترك أثرًا أدبيًا بعد رحيله، لكن دائمًا ما كان "الشناوي" يرفض.
من أكثر الأشخاص الذين ألحّوا عليه لبدء هذا الأمر، كان صديقه الكاتب الساخر أحمد رجب، الذي كان يرى أن في مجالسه كتابًا مسموعا جذابا، لا يستمتع به سوى الأصدقاء، فجاءت مطالبته بأن يحول الشناوي أحاديثه إلى كتب، لكنت الشناوي رفض حتى لا يقع في فخ "الهيافة"، حيث قال: "من الأفضل أن يقال عني لماذا لا يؤلف كامل الشناوي كتابا خير من أن يقال لماذا ألف كامل الشناوي هذا الكتاب الهايف".
وأكد الشاعر الراحل وقتها أنه يهاب تأليف الكتب، لأنه كلما قرأ ودرس يشعر أنه ازداد إحساسا بالجهل، وهذا الإحساس بالجهل هو الذي يشعره بخطورة المسئولية في تأليف كتاب يحمل اسمه، مُضيفًا: "هي مسئولية لا يحتملها إلا واحد يقوى عليها أو واحد جاهل بها، وأنا لا أقوى عليها كما أنني غير جاهل بها"، وذلك وفقًا لما جاء في إحدى أعداد مجلة آخر ساعة عام 1968.
ووقتها شبهه "رجب" بالتلميذ الذكي الذي يفضل الهرب من مدرسته والانطلاق بلا قيود، متهمًا إياه بالكسل، حيث أنه يفضل صحبة الناس بدلًا من المكوث على المكتب للكتابة.
لكن بعد مناقشات طويلة بينهما لم تسفر عن تنفيذ "الشناوي" لنصيحة صديقه، رد كامل على صفحات جريدة الجمهورية في صورة وصية كلف فيها أحمد رجب بجمع كل آثاره ونشرها، وقال: "أريد أن أصحح لصديقي أحمد رجب معلوماته عني، فأنا لا أجلس مع الناس لأقتل وقتي، وإنما أجلس معهم لأخلق النبض في حياتي، والطريقة التي أدير بها الحديث في المجالس تشحذ خواطري وتساعد أفكاري على تدريب عضلاتها".
وتابع: "أنت يا صديقي أحمد تصغرني بعشرين عاما على الأقل، وستعيش بعدي، وعندما تحترق سيجارة حياتي ويرشف القدر آخر نفس فيها، فاهرع إلى بيتي، وخذ ما تجده من أوراق، وانشره على الناس، وما أقوله لك ليس مداعبة، ولكنها وصية أسجلها هنا علنا وعلى رؤوس الأشهاد".
يُذكر أن الشناوي بدأ مسيرته الصحفية مصححا في مجلة كوكب الشرق، التي كان طه حسين مديرًا سياسيًا لها فأمر بنقله محررًا بمكتبه، ثم انتقل كامل الشناوي إلى روزاليوسف اليومية عام ١٩٣٥م، وعهد إليه العقاد أن يكتب المقال القصير، كما كان من عادة العقاد أن يكتب مقاله اليومي في البيت ثم يتركه في روزاليوسف صباحا، ويعهد لكامل الشناوي بمراجعته.
واسمه الحقيقي مصطفى كامل الشناوي سيد سيد أحمد الشناوي، وُلد يوم ٧ ديسمبر ١٩٠٨م في نوسة البحر مركز أجا دقهلية، وقد ولد في أعقاب وفاة الزعيم مصطفى كامل فسماه والده على اسمه، ولما كان والده قاضيا شرعيا لمحكمة أجا فقد ألحق ابنه بالأزهر، ولم يستمر فيه أكثر من خمس سنوات، وعمل بدار الكتب التي جعل منها جامعة خاصة به.
فيديو قد يعجبك: