عبدالسلام النابلسي.. هرب بأمواله من مصر وضاعت منه في بيروت

كتبت- منى الموجي:

ظل ممثل أدوار ثانية تغيب عنه البطولة المُطلقة، رغم أنه خاض هذه التجربة في أكثر من فيلم إلا أن ذكراه مرتبطة في أذهان الجمهور بأفلام لعب فيها أدوار ثانية، أطلق عليه عميد المسرح العربي يوسف وهبي لقب "الكونت"، هو الكوميديان عبدالسلام النابلسي .

ولد عبدالسلام في لبنان عام 1899 لأسرة متدينة يعمل معظمهم في القضاء، وكانت زيارته إلى القاهرة بهدف تلقي العلم في الأزهر الشريف ، وعندما تعرف على المنتجة آسيا عرضت عليه المشاركة في فيلم " غادة الصحراء " ليسحره هذا العالم بأضواءه، ويقرر البقاء في مصر ، ليشارك في مجموعة كبيرة من الأفلام وأصبح فاكهة يحب كثير من النجوم أن تتواجد في فيلمهم.

جاءته البطولة في وقت متأخر بعد سنوات طويلة ظل يظهر فيها كصديق للبطل، ملّ عبدالسلام من الأدوار الثانوية ، وقام بإنتاج فيلم " حلاق السيدات "، وتدور أحداثه في إطار كوميدي لكنه يظهر جوانب تمثيلية مختلفة اشتاق عبدالسلام لتجسيدها، واختار أن يشاركه في بطولة الفيلم رفيقا الكفاح الفنانة زينات صدقي ، والفنان إسماعيل ياسين ، وفشل في استعادة ما أنفقه على الفيلم وزاد الموقف قسوة عندما طالبته الضرائب بمبالغ مالية ضخمة عجز عن سدادها.

واضطر عبدالسلام بسبب تعنت مصلحة الضرائب معه إلى بيع شقته وقرر الخروج بهذا المبلغ بعيدا عن عين الضرائب، وسافر مع المنتج والفنان محمد سلمان الذي جاء بصحبة أسرته ليتعاقد مع عبدالسلام على المشاركة في فيلم يتم تصويره في لبنان، وفكر في وضع أمواله داخل دمية كبيرة تمسك بها ابنة سلمان، ومر الأمر بسلام ليحتفظ عبدالسلام بأمواله لفترة قصيرة، إذ خسرها بإعلان البنك -الذي وضعها فيه- إفلاسه .

وعن تجربته مع البطولة، قال الناقد الفني محمود قاسم لـ"مصراوي": "الافلام اللي عملها في الخمس ست سنوات الأخيرة قبل سفره من مصر كان أغلبها بطولات مناصفة مع إسماعيل ياسين زي ( حلاق السيدات )، وأنتج لنفسه وكذلك أنتج له رشدي أباظة ، وكانت افلام لطيفة زي ( عاشور قلب الأسد )، وكان فيلم ( قاضي الغرام ) اخر أفلامه في مصر مع نادية لطفي".

وأضاف قاسم "وقبل ان يكمل مسيرته في عالم البطولة المُطلقة تعرض لمشاكل مع الضرائب وسافر إلى لبنان واشتغل هناك لكن الافلام التي قدمها كانت ضعيفة ولم يتذكرها الجمهور".

ظل عبدالسلام النابلسي يعانى من مرض القلب لأكثر من 10 سنوات ، وتسبب إعلان بنك "أنترا" لإفلاسه، في إصابته باكتئاب وزادت حالته الصحية سوءا، ليرحل عن عالمنا في شهر يوليو عام 1968.