لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عبدالفتاح القصري.. طرده جورج أبيض من المسرح وفقد بصره قبل رحيله- (بروفايل)

04:38 م الثلاثاء 08 مارس 2016

عبدالفتاح القصري

كتبت- منى الموجي:

"صعب أكون واد جان وأنا عينيا مخاصمة بعضها"، قالها ضاحكا محبا لصورته التي خُلق عليها، كان من الممكن أن يصبح "جواهرجي" ذائع الصيت يرث عن والده الذي كان يمتلك محل مجوهرات سمعته الطيبة، إلا أنه اختار الطريق الأصعب، أن يبدأ من جديد في مهنة يعشقها، ويحلم أن يذيع صيته من خلالها، ونجح في أن يحقق هذا الحلم ليكون واحد من أشهر فناني الكوميديا في العالم العربي، هو الفنان عبدالفتاح القصري.

تحل ذكرى رحيل القصري في شهر مارس الجاري، فقد رحل عن عالمنا عام 1964، بعد رحلة طويلة عاش خلالها 59 عام أضحكنا فلم يجد في نهاية حياته من يمسح دموعه، أحب فقوبل حبه من زوجته الأخيرة بالكراهية، أجزل العطاء فلم يجد سوى نكران الجميل.

عبدالفتاح القصري 1

في شهر أبريل وفقا لبعض المواقع على الانترنت ولد عبدالفتاح القصري في حي السيدة زينب لأسرة تتمتع بثراء كبير، يتاجر والده في الذهب، حرص على أن ينال ابنه تعليمه في إحدى المدارس الفرنسية، وقبل أن يتم تعليمه، طلب القصري من والده أن يعمل معه في تجارة الذهب ويكتفي بالقدر الذي وصل إليه في التعليم، فوافق ليجد أن ابنه كان يبحث عن فرصة يستطيع من خلالها قضاء وقت أكبر مع أصدقاءه المنتمين لفرقة فوزي الجزايرلي، وبدأ يهمل عمله، ويأتي متأخرا كل يوم، خاصة بعدما شارك بالتمثيل في عدد من المسرحيات دون أجر.

قوبل طلبه بأن يصبح ممثل بالرفض من والده، كيف لابن تاجر كبير أن يصبح مشخصاتي، من سيأتمنه على ماله وتجارته، فارتضى الابن بسياسة الأمر الواقع واضطر أن يواصل حياته حتى تأتيه فرصة يخرج بها من جلباب والده، وجاءت الفرصة برحيل والده، فسارع القصري وأغلق المحل، وتفرع للتمثيل وبدأ يلتحق بعدد من فرق الهواة، ثم فرقة عبدالرحمن رشدي وبعدها فرقة جورج أبيض.

عبدالفتاح القصري

وجوده في فرقة جورج أبيض لم يتح له الفرصة التي بها يُظهر موهبته كفنان كوميدي من العيار الثقيل، فقدم عدد من الأدوار التراجيدية، لكن الجمهور أدرك أنه كوميديان وأثناء آداءه لأحد أدواره على المسرح وجد أن الجمهور يضحك بدلا من أن يبكي، فخرج ليجد جورج أبيض غاضبا وطرده من الفرقة، ونشرت الصحافة الفنية أن جورج أبيض يطرد ممثل شاب من فرقته اسمه عبدالفتاح القصري فشل في أن يُبكي الجمهور، وبالصدفة قرأ الفنان نجيب الريحاني الخبر وطلب من مدير فرقته المسرحية أن يبحث عن هذ الشاب، لتشهد حياة القصري مرحلة جديدة.

في الوقت الذي شعر فيه أن الحظ يدير له ظهره، وفكر في العودة لمهنة والده عثر عليه مدير مسرح الريحاني، ليقدم في عام 1926 مسرحيته الأولى مع الريحاني وحملت اسم "محدش واخد منها حاجة"، وبعدها مسرحية "الجنيه المصري" و"البندورة" وفيها قدم لأول مرة دور المعلم الذي التصق به في كل أعماله السينمائية، التي بدأها عام 1935 من خلال فيلم "المعلم بحبح" مع فؤاد الجزايرلي، وبعدها قدم مع الريحاني فيلم "بسلامته عايز يتجوز"، ثم فيلم "سي عمر" الذي قدم من خلاله دور زعيم عصابة.

أكثر من 40 سنة قضاها القصري ممثلا على المسرح وأمام كاميرات السينما، لكنه لم يحسب حسابا لتقلب الزمان، أحب وتزوج ثلاث مرات، وكانت زوجته الأخيرة تصغره بعشرين عام تقريبا، وبطيبة قلبه حاول ان يعوضها بالمال فارق السن الكبير، لكنها لم تر طيبة القلب هذه، وظلت عيناها مسلطتان على أمواله فقط، فكتب لها كل ما يملك، وعندما عاد إليها يوما يحمله أصدقاءه فاقدا للبصر، أدرك ببصيرته أنها لن تقابل عطاءه وحبه بما يستحق وهو ما حدث بالفعل فأهملته وأجبرته على تطليقها، والأكثر من ذلك أنها جعلته شاهدا على عقد زواجها من صبي "البقال" الذي كان يعطف عليه القصري، وعاشا معه في شقته، وفرضت عليه حظر، فبات ممنوعا من مقابلة أصدقاءه.

عبدالفتاح القصري وشقيقته بهية

وذات يوم علمت الفنانة نجوى سالم وزميلتها الفنانة ماري منيب بالحالة التي وصل إليها القصري، وأنه فقد ذاكرته فذهبا إلى بيته وتم نقله إلى المستشفى لكن بعد فوات الآوان، فالحالة تدهورت واصبحت في مرحلة متأخرة، وفي يوم خروجه من المستشفى ذهب إلى بيته ليجد أنه ممنوع من دخوله بأمر من الحكومة، حيث أصدر الحي قرار بإزالة البيت، فنجحت نجوى في الحصول على شقة من محافظة القاهرة في مساكن الشرابية، وإعانة شهرية من النقابة قيمتها 10 جنيهات، ورافقته شقيقته بهية في أخر أيامه، حتى رحل في هدوء بعد معاناة مع المرض، ولم يحضر جنازته من الفنانين سوى الفنانة نجوى سالم.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان