لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمد فوزي.. فنان يقطر إبداعا

12:35 ص الجمعة 21 أكتوبر 2016

محمد فوزي

كتبت- منى الموجي:

أحد أهم وأشهر فناني الوطن العربي، في الموسيقى والغناء والتمثيل، ظلمته الدولة حيا ولم تنصفه ميتا، حياته قصيرة وإنتاجه غزير، حباه الله بوجه بشوش وصوت كتغريد الطيور، امتاز تمثيله بخفة الظل الذي لا يخلو من ثقل الممثل الجيد، هو "الأسطورة" محمد فوزي ، الذي نحيي في شهر أكتوبر ذكراه الـ50.

لم يضعه أحد في مقارنة مع أي فنان، مؤمنين بتفرده وأن من سيُقارن به سيخسر، لم يكن من هواة الصراعات، يعمل في صمت واضعا نصب عينيه هدفه الأهم "التأثير في صناعة السينما والموسيقى".

قليلون هم من استطاعوا الجمع بين الموهبة الفذة والعقلية التجارية، ونجحوا في أن يقدموا فنا يقطر إبداعا وصناعة تدر المال، بحسه الوطني وعقليته التجارية المتميزة، فكر في إنشاء أول مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج وطبع الإسطوانات، وأطلق عليها اسم " مصر فون "، وتعامل معها كل المطربين والمطربات، منهم " أم كلثوم ، ليلى مراد ، ومحمد عبدالوهاب"، توفيرا للعملة الصعبة التي تُنفق في إنتاج الاسطوانات، بسبب اضطرار الفنانين للسفر إلى اليونان لطبع الإسطوانات.

أسس أيضا شركة أفلام محمد فوزي ، والتي قدمت مجموعة من أشهر الأفلام الغنائية الاستعراضية، ومع ظهور قرارات التأميم ، وجد أن اسمه بين من تم تأميم ممتلكاتهم، لِمَ؟، لا أحد يملك الرد، قد تظن أنه ابن إقطاعي أو أن الملك قد أغدق عليه الهدايا والعطايا، وأن النظام الجديد يسعى لاسترداد مال الشعب، لكن فوزي لم يكن هذا أو ذاك. ما تردد في السنوات الأخيرة، أن السبب هو غضب النظام آنذاك من تأييده لأول رئيس لجمهورية مصر العربية اللواء محمد نجيب .

ارتضى فوزي بعد قرار تأميم ممتلكاته أن يكون مديرا لأملاكه يتقاضى أجرا على هذا العمل كأي موظف، لكن سوء المعاملة وضياع حلم السنين أثر عليه سلبا وأصابه بالاكتئاب، واكتشف أنه مريض بمرض لم يعرفه أطباء العالم وقتها، للدرجة التي جعلتهم يطلقون عليه "مرض محمد فوزي ".

ورغم مرور 50 عام على رحيل فوزي، لم يحظ حتى الآن بالتكريم الذي يليق بمبدع مثله، رغم أن أهل الفن يقدرون مشواره ويؤمنون بتفرده وعبقريته، لكن الدولة لم تحتف به بالقدر الذي يستحقه، مثلما تحتفي بغيره من المبدعين.

محمد فوزي رحل في 1966 عن عمر ناهز 48 عام، بعد أن ترك خلال مشواره الفني القصير عددا كبيرا من الأعمال الفنية غناءا وتلحينا وتمثيلا وإنتاجا، وبعد صراع مع مرضه النادر، الممزوج بغصة الظلم ومرارة ضياع الحلم .

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان