صحف الإمارات تتناول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والأزمة الأوكرانية
أبوظبي - (أ ش أ):
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في مقالاتها الافتتاحية بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية ''الاستثنائية'' وتأثيرها على القضايا والحقوق العربية، اضافة إلى مشروع قانون إسرائيلي يجبر الأسرى المضربين على تناول الطعام بجانب الأزمة الأوكرانية.
وذكرت صحيفة (الخليج) أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي علاقات استثنائية تتجاوز الصداقة والتحالف وقد تكون فريدة في العلاقات الدولية .. لافتة إلى أنها شكل من الاندماج المطلق في مختلف القضايا السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية.
وأضافت أن الولايات المتحدة تتخلى عن قيم الحرية والعدالة والحق من أجل إسرائيل لتوفر لها كل أشكال الدعم كي تضمن تفوقها العسكري وتديم احتلالها للأرض العربية وتحول دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني كي يستعيد حقوقه بموجب قرارات الشرعية الدولية كما توفر لها الحماية في مواجهة أي إدانة دولية أو عقوبات جراء ممارساتها العنصرية واعتداءاتها والمجازر التي ترتكبها وكلها تندرج في إطار جرائم الحرب ضد الإنسانية.
وأشارت إلى أن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرين عاما كراعية للمفاوضات بين الفلسطينيين و إسرائيل كان في الواقع دور الشريك للطرف الإسرائيلي حيث تم خلال هذه السنوات إهدار الحقوق الفلسطينية وتهويد معظم الضفة والقدس والعمل جار على قدم وساق على التهام المزيد من الأرض.
وتساءلت (الخليج) في ختام افتتاحيتها ماذا فعلت الولايات المتحدة خلال توليها دور'' الراعي النزيه '' سوى التأكيد كل يوم على أن أمن إسرائيل هو جزء من الأمن القومي الأمريكي وأن الدعم الأمريكي لها صلب كالحديد ..وبالتالي فإن كل المواقف الأمريكية تندرج تحت هذا الإطار ولا تحيد عنه وتصبح كل الحقوق العربية والفلسطينية ومعها أمن الشعب الفلسطيني والأمة العربية في خدمة أمن إسرائيل.
من جهتها ، ذكرت صحيفة (البيان) أنه لليوم الـ /27/ على التوالي يخوض الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الذي يخالف القوانين والشرائع الدولية والإنسانية .
وتحت عنوان ''تعذيب إسرائيلي بالغذاء'' أضافت أنه بدلا من أن تستجيب سلطات الاحتلال لحقوق هؤلاء الأبطال المشروعة صادقت ما تسمى ''اللجنة الوزارية لشئون التشريع'' على مشروع قانون قدمته وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي يجبر الأسرى المضربين على تناول الطعام في حال ''تعرضت حياتهم للخطر'' الذي وحده سجانهم يحدد تفاصيله وآلية التعاطي معه دون أدنى اعتبار لأدميتهم.
وأوضحت أن القانون الجائر الذي باشرت وزارة الأمن الداخلي العمل عليه منذ العام 2012 بعد أن سادت معتقلات الاحتلال موجة إضرابات عارمة عن الطعام للأسرى الفلسطينيين يتيح لمصلحة السجون الإسرائيلية تغذية الأسرى قسرا بناء على عدة محددات لكنه لا يلزمها بتقديم العلاج الطبي للمرضى الذين يعانون خطر الموت في كل لحظة وتتعمد سلطات الاحتلال إهمال حالاتهم المرضية التي في غالبيتها العظمى تعود إلى أسباب مرتبطة بظروف أسرهم.
وأضافت أنه رغم معارضة الفلسطينيين وبعض منظمات المجتمع الدولي وعدة منظمات حقوق إنسان إسرائيلية لمشروع هذا القانون الذي وصف بأنه تمهيدا لتعذيب الأسرى عبر إجبارهم على التغذية أو تناول الأدوية بخلاف رغبتهم إلا أن إسرائيل لا تأبه للاعتراضات أو الانتقادات بل هي تمارس انتهاكاتها علنا لاعتقادها أنه لا يوجد رقيب عليها أو أن الرقيب ضعيف إلى درجة لا يقوى على إيقافها عند حدها.
وأضافت (البيان) - في ختام افتتاحيتها - أن الأسرى الذين لا يسعهم إلا خوض معركة كرامة قوامها الجوع فلم تترك لهم سلطات المعتقل خيارا أو وسيلة للتعبير عن رفضهم لانتهاكاتها المتتالية وبات حتى الاحتجاج بالإضراب عن الطعام أمرا يصعب تحقيقه أمام سجان لا يأبه بحياة أسرى الحرية ولا يأبه إلا لتعذيبهم وإذلالهم وكسر عزيمتهم والتي تبقى عالية بصمودهم وصبرهم رغم أنف المحتل.
وحظيت الأزمة الأوكرانية على اهتمام صحف الإمارات، حيث ذكرت صحيفة (الوطن) أن الجميع في أوروبا الشرقية والغربية يتفق أن أزمة أوكرانيا لن تحل إلا عبر الوسائل الدبلوماسية التي تتوفر لها أجواء خالية من التوترات الحادة المؤدية إلى استقطابات وانقسامات ومزيد من الاحتقانات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما فطنت روسيا منذ البداية إلى ذلك على الرغم من أنها اتخذت الخطوة الأكثر جرأة بغزو شبه جزيرة القرم وهو ما أغضب الغرب ودفعه إلى اتخاذ إجراءات تصل إلى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا وقادة التمرد في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وأضافت أن القادة فى الغرب يعلمون أن العقوبات الاقتصادية لن تؤثر كثيرا على روسيا التي استطاعت أن تحقق نجاحات وإنجازات اقتصادية خلال العشرين عاما الماضية بهدوء ودون ضجيج. موضحة أن روسيا كانت تريد الانفتاح على الغرب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ولكن يبدو أن الخطوة التي سارعت بها أوكرانيا بإعلان نيتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قد أثار مخاوف قديمة لدى روسيا التقليدية فانزعجت من وجود قوات حلف الناتو على أبوابها.
وذكرت (الوطن) أن دواعي الخوف دفعت موسكو نحو ما اعتبرته تأمين لحدودها وتعطيل لمخططات احتوائها من خلال استقطاب جميع الجمهوريات السوفيتية السابقة ما عدا روسيا الاتحادية للحلف من بوابة الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الصحيفة أن الدبلوماسية هي خير طريق نحو تخفيف المخاوف والهواجس الروسية وفي الوقت نفسه المخاوف الغربية..فروسيا لا تريد اقتراب حلف الناتو من حدودها والغرب لا يرغب أن يرى '' المشروع السوفيتي'' يطل من جديد بوجه مختلف..مضيفة أن الدبلوماسية لا تعني عدم الوضوح إنما تهدف إلى حل المشكلات الناضجة والواضحة بطرق مباشرة يعرفها خبراء الدبلوماسية في كلا الجانبين.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: