تقرير.. 3 مراكز تحتاج للدعم لبناء جيل تاريخي للزمالك

كتب - هادي المدني:

أتت خسارة الزمالك أمس الجمعة، أمام الاتحاد السكندري وتوديع كأس زايد للأندية الأبطال، لتفقد الفريق أحد أهم البطولات التي ينافس عليها هذا الموسم، وتطرح سؤال حول جودة قائمة أصحاب القمصان البيضاء.

ونستعرض من خلال هذه السطور، فريق الزمالك الحالي، وما يمتلكه من مميزات وما يعانيه من عيوب لكي يصنع تاريخًا استثنائيًا في تاريخ ثاني أكبر نادي تتويجًا بالبطولات في مصر.

بداية الأمر لا يمكن أن يكتب أحد الأجيال التاريخ بالنسبة لنادي بحجم الزمالك إلا من خلال البطولات التي يحققها خلال الحقبة التي يلعب بها، وإذا كان جيل مطلع الألفية الثالثة قد كتب تاريخًا كبيرًا بعدما فاز ببطولة الدوري الممتاز 3 مرات خلال 4 مواسم فقط، مما يعني 25% من عدد مرات فوز الزمالك بالبطولة منذ انطلاقها عام 1948، فإن الجيل الحالي مطالب بما هو أكثر من ذلك من أجل الجلوس على عرش الأجيال ممن مثلوا الزمالك في الألفية الثالثة.

يثق الزمالك في قدرته على المنافسة والظفر بالبطولات، حيث صرح أمير مرتضى منصور، المشرف على الكرة، قائلًا: "المنافسة على لقب الدوري الموسم الحالي صعبة بالتأكيد، لكن أرى حتى الآن أننا نمتلك أفضل قائمة لاعبين في الأندية المصرية ولا ينافسنا إلا بيراميدز."

أظهر الزمالك شخصية قوية خلال بطولة الدوري الممتاز الموسم الحالي، فقد حول التأخر إلى فوز في 3 مباريات خلال الموسم الحالي أمام وادي دجلة، حرس الحدود، والداخلية، كما تمكن من استعادة تقدمه بعد تعادل الخصم في مباراة أخرى كانت أمام المقاولون العرب.

جانب آخر جدير بالملاحظة، وهو أن الزمالك تمكن من تسجيل أهداف في أخر 10 دقائق من عمر المباراة، خلال 6 مواجهات بالدوري الممتاز وذلك من أصل 13 مباراة لعبها، وبالرغم من انتقاده على مستوى الفاعلية الهجومية، فقد سجل أهداف في 11 من أصل 13 مباراة لعبها بالدوري.

يمتلك الزمالك أعلى معدلى تهديفي خلال الموسم الحالي بعدما أحرز 29 هدفًا، كما أنه الأقل استقبالا للأهداف - باستثناء الأهلي - بين كافة أندية الدوري الممتاز بعدما استقبل 10 أهداف فقط.

أبرز ما يميز الزمالك في الموسم الحالي هو الاستقرار الفني والإداري، وهو أمر لم يتحقق للفريق على مدار عهد مجلس الإدارة المتواجد حاليًا سواء في فترته الأولى أو الثانية، حيث حافظ المدير الفني كريستيان جروس على وجوده مدربًا للفريق منذ تعينه في الصيف الماضي.

حالة الاستقرار هذه انعكست على اللاعبين وشعورهم بالثقة في أنفسهم، حيث قال محمد عنتر، لاعب الفريق: "لا أرى أي منافس للزمالك في الوقت الحالي، فالأهلي لم يلعب مؤجلاته بعد ليقترب منا في جدول الترتيب"، ثقة تولدت من تحقيق الفريق للفوز في 6 مباريات متتالية، لكن على الفريق ألا يرتكن لما حققه في السابق، ويُصر على الاستمرار بنفس الأداء وتطوير نفسه أكثر إذا كان يرغب في كتابة التاريخ.

لم يتمكن الزمالك من تحقيق هذا الاستقرار حتى عندما فاز بالدوري موسم 2014-2015، حيث قام مجلس الإدارة بالتعاقد مع أكثر من مدرب على مدار الموسم كان أخرها جيسوالدو فيريرا الذي استمر على مدار الدور الثاني.

لكن ماذا يحتاج هذا الفريق ليكون أكثر اكتمالًا؟ من الواضح أن الأزمة الأكبر على الإطلاق تتمثل في مركز المدافع الأيسر حيث لعب الثنائي أحمد فتوح، وبهاء مجدي ولم يتمكن أي منهما من ترك انطباع جيد لدى المدير الفني الأمر الذي أدى إلى مشاركه الجناح الأيمن عبدالله جمعة في هذا المركز خلال المباريات الماضية.

ويبقى تدعيم هذا المركز أمر في غاية الصعوبة نظرًا لندرة العناصر المميزة في هذا المركز وربما يكون خيار التعاقد مع لاعب اجنبي في هذا المركز صعب لنظرًا لوجود 4 لاعبين أجانب في الفريق حاليًا وإن كان المغربي حميد أحداد بيعد تمامًا عن المشاركة.

ثاني المراكز من حيث الأولوية في الدعم هو المهاجم الصريح، أمر يمكن دعمه بحقيقين، الأولى أن كاسونجو المهاجم الحالي سجل 3 أهداف فقط على مدار 11 مباراة لعبها في الدوري، والأمر الثاني هو أن الهداف هو قلب الدفاع محمود علاء.

ثالث المراكز التي تحتاج لدعم هو قلب الدفاع، وهنا لا نتحدث عن قلب دفاع يلعب أساسيًا في ظل المستوى الجيد من محمود علاء ومحمود حمدي "الونش"، فبالرغم من جودة محمد عبد الغني إلا أن الفريق مازال بحاجة إلى دعم هذا المركز بعنصر آخر لمواجهة أي نقص عدد محتمل للإصابة أو الإيقاف.

ويبقى حتى الآن الزمالك الفريق الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري الممتاز دون وجود أي منافسة من الأندية الأخرى، حيث يمتلك 32 نقطة متفوقًا على بيراميدز بـ6 نقاط، وفي حالة فوز الأهلي بكل مؤجلاته سيكون في المركز الثاني بفارق 3 نقاط عن الزمالك