إعلان

جاك كونتى: الرجل الذي تحدي الحصار بـ"القلم الرصاص"

01:48 م الإثنين 04 أغسطس 2014

جاك كونتى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد منصور:

الحاجة أم الاختراع، هكذا تقول الحكمة الخالدة، غير أن هناك ثمة عوامل أخري – بالإضافة للحاجة- يجب أن تتوافر لتقديم مُنتج ما في زمن ما؛ يقبع على رأسها توافر الرجل المناسب في الظرف المناسب، كـ"جاك كونته" حين حوصرت "فرنسا" اقتصاديًا إبان قيام الثورة الفرنسية.

في ذلك الزمان، فرضت المملكة المتحدة حصارً ضاريًا على جمهورية فرنسا الناشئة، وارغمت دول العالم على إيقاف حركتها التجارية مع الموانئ الفرنسية، حتي فرغت شوارع باريس من البضائع، وعجز الكتبة على تسيير أمور إدراتهم الوليدة، فالأوراق الفارغة يمكن تدبر أمرها من المزارع المنًتشرة فى نواحي فرنسا، إلا أن المداد المستخدم في الكتابة أصبح في نُدرة الماس، فالحصول على "الجرافيت النقي" القادم من مناجم "بوردويل" الإنجليزية أصبح في حُكم المُحال، واستخدام الأحبار السائلة القادمة عن طريق موانئ الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مستحيل تمامًا.

هنا جاء وقت استدعاء الضابط الفذ "نيقولا جاك كونتي" المولد قبل قيام الثورة الفرنسية بنحو 34 عامًا، بالتحديد في 4 أغسطس من العام 1755، للضابط الشاب معارك وجولات، وله أيضًا العديد من التجارب المُذهلة، طالبه الجنرال "لازار"
بالبحث عن حل مشكلة نُدرة الأحبار باستخدام مكونات محلية، بعدها بأسبوع، خرج "كونتي" باختراعه الأعظم؛ قلم إسطواني الشكل، دائري المقطع، يسهل استخدامه، ومكونه الرئيسي الطين بالإضافة إلى قطعتين من الخشب وقليل من الجرافيت؛ كلها مواد متوافرة إلى حد كبير في مخازن جمهورية فرنسا، ليُطلق عليه أسم "القلم الرصاص".

في عام 1858، وبعد مرور 83 عامًا علي وفاة "كونتي"، حصل الأمريكي " هايمان ليبمان" على براءة اختراع قلم رصاص في طرفه "استيكه"، ليُنسب له كونه مخترع هذا النوع من الأقلام، ورغم أن المحكمة الاتحادية الأمريكية ألغت في عام 1875 براءة الاختراع كونه يجمع بين شيئين تم اختراعهما في السابق، إلا أن القلم نُسب للـ"ليبمان" بالخطأ، وهو الأمر الذي دعى جماعات فرنسية للاحتفال بـ"كونتي" سنويًا؛ في ذكري مولده ووفاته، كونه المخترع الحقيقي لأهم أدوات الكتابة المعاصرة.

لم يكن "كونتي" مُخترعًا للقلم الرصاص فحسب، بل كان ضابطًا فذًا، ورسام، وكيميائي وفيزيائي ومهندس، رافق "نابليون" في رحلته إلي مصر، وقام بتجارب أوليه على طيران "بالون الهواء الساخن" في سماء مصر؛ الذي كان طيرانه المتواصل والمستمر واحدًا من أحلام "نابليون"، قال عنه الغازي الفرنسي إنه "العبقري القادر على خلق فنون فرنسا في الصحراء العربية".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان