علماء يحذرون: الغلاف المغناطيسي للأرض يضعف باستمرار

كتب - حاتم صدقي:

أعلن فريق من الباحثين والعلماء بجامعة روتشستر بانجلترا أن المجال المغناطيسي للأرض يضعف بين الحين والآخر.

وأضاف العلماء وفقًا لما نشرته مجلة بحوث الأرض، الجمعة، أن التفاوت في قيم المجال المغناطيسي للأرض ظهر بشدة عند القُطبين.

فعلى سبيل المثال إذا وضع أحد البوصلة في اتجاه جنوب أفريقيا من بريطانيا، فإن مؤشرها سيشير إلى جهة الشمال على الرغم من وقوعها في نصف الكرة الجنوبي. ما يشير إلى تراجع في المجال المغناطيسي، والخطر الأكبر لذلك سيكون لأن هذا المجال يحمي البشر من إشعاعات ضارة قادمة من الشمس.

كما يزيح هذا المجال المغناطيسي الجسيمات الضارة تحملها الرياح الشمسية التي تضر بالكائنات الحية.

وخلال المئة وستين عاما الماضية، كانت قوة المجال المغناطيسي للأرض تتناقص بمعدل "ينذر بالخطر"، ما جعل العلماء يتحدثون عن إمكانية حدوث تغير في قطبي الكرة الأرضية.

وكان علماء أكدوا أن الحقل المغناطيسي للكرة الأرضية مثله مثل المغناطيس له قطبين، ولكنه ليس ثابتًا كما اعتقد كثيرون لسنوات طويلة، فقد كانت آخر مرة انعكس فيها القطبان منذ حوالي 800 ألف عام.

لكن العلماء حذروا من أن التغيرات الحالية تنذر بانعكاس في فترة زمنية أقصر من المتوقع، حيث قد يحدث ذلك في خلال 160 عاما.

وقال الدكتور فينسنت هاري الأستاذ بجامعة روتشيستر، والباحث الأول في هذه الورقة البحثية التي نشرت بمجلة بحوث طبيعة الأرض - أن المجال المغناطيسي للأرض كان يتغير.

وتمكن فريق الباحثين في جامعة روتشيستر تحت اشراف الدكتور جون تاردينو، أستاذ ورئيس قسم علوم الأرض والبيئة، من تحويل الورقة البحثية إلى مصدر غير عادي للمعلومات التي وجدوها في جنوب إفريقيا، حيث تنتشر القبائل المتحدثة هناك بما لديها من عادات مثيرة.

ففي سنوات الجفاف والقحط المائي، قاموا بحرق بعضا من منازلهم المصنوعة من الطين كنوع من التضحية. وكان هذا الطين يحتوي على بعض الجزيئات المغناطيسية التي غيرت من أوضاعها طبقا للمجال المغناطيسي للأرض.

وعند احتراق المنزل، تعمل الحرارة العالية المتولدة على تثبيت تلك المعادن المغناطيسية بفاعلية في وضع واحد.

ويعرف العلماء والباحثون، كما يقول الدكتور هاري، أن مثل هذا السلوك غير العادي قد حدث مرتين علي الأقل في الماضي منذ 160 عام.

ومع ذلك يصر العلماء على أن ضعف شدة المجال المغناطيسي الحالي لا يعلن بالضرورة عن التحول المخيف في القطب المغناطيسي. ومع ذلك فمن المبكر جدا ببساطة أن نقول على سبيل اليقين ما إذا كان هذا السلوك سيؤدي إلى انعكاس كامل للقطب.

فلا نعرف حتى الآن، بحسب ديلي ميل، إذا ما كان المجال المغناطيسي الحالي في سبيلة للتبدل من عدمه خلال آلاف السنوات القادمة.

وإذا لم يحدث الانعكاس الكامل للقطبين في المستقبل القريب كما يقول، تاردونو، فإن الضعف في شدة المجال المغناطيسي أمر مثير بالنسبة للعلماء.