إعلان

رحلة البحث عن سيجارة.. اختفاء وارتفاع أسعار والبيع «على حسب الزبون»

04:07 م السبت 05 أغسطس 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

يدخن خالد محمود سجائر كليوباترا منذ 12 عاما، لا يستبدلها بأخرى، مهما كانت المغريات. ارتفع سعر علبة سجائر كليوباترا مؤخرا حتى باتت تلامس الـ70 جنيها، ومن غير السهل العثور عليها، في حين أن سعرها الرسمي 24 جنيها، ليقطع الرجل عدة مشاوير بحثا عنها دون فائدة، إلا من بعضها، وبأسعار تصل إلى 3 جنيهات ونصف الجنيه للسيجارة.

ارتفاع أسعار السجائر مؤخرا بات ملحوظا، تشتكي عدة جهات وقطاعات منه، لكن الشكوى تحولت إلى اختفاء بعض الأصناف، وظهورها بشكل نادر في بعض المتاجر، ما يستدعي رحلة بحث عن السيجارة المفضلة، سواء كانت كليوباترا أو غيرها، بشكل يؤرق أمزجة المدخنين، البالغ عددهم 18 مليونا في مصر، بحسب آخر إحصاء رسمي معلن.

يقول خالد ذو الـ32 عاما، إنه قد يسأل في أكثر من متجر يوميا، في سبيل بحثه عن سيجارته المفضلة، لكن تعامل الباعة معه يختلف من منطقة لأخرى، فقد يبيعه البعض السجائر «فرط»، ما بين سيجارة إلى ثلاثة، مستغلا أن سعرها بذلك الشكل قد يوصل العلبة إلى 70 جنيها، أو يحصل على علبة في مرة لكن بسعر مرتفع، وإذا كانت بينه وبين البائع علاقة بيع قديمة فقد يحصل عليها لكن بعد أيام من عدم الحصول عليها.

«السجائر تدخل ضمن المزاج، هناك من يحب سجائر مالبورو، أو إل آند إم، هناك من يفضل تارجت، أو كليوباترا، الأنواع مختلفة ولكل شخص مزاجه» يتحدث الرجل الذي يتابع تصريحات مسؤولين حول السجائر، وتوزيع التهم بينهم وبين بعضهم، وإلقاء اللوم الأكبر على التجار، لكنه في الوقت نفسه، يستعجب أنه لا يوجد حل للأزمة التي ظهرت منذ شهور حتى الآن.

صاحب متجر في وسط القاهرة، يعزي اختفاء السجائر لقلة المعروض منها، وبعدما كان يحصل بشكل يومي على أكثر من 25 "خرطوشة" (عبوة بها 10 علب سجائر) فإن حصته تقلصت إلى 15 خرطوشة، يحصل عليها مرة أو مرتين في الأسبوع، ما يضطره للبحث عن علب أخرى لدى تجار آخرين وإن كان السعر مرتفعا «حين تتوافر لدي سجائر يبحث عنها الزبائن فإن الأولوية للشخص الذي يشتري مني على الدوام، لا أعطي الغريب، هذا بين كافة التجار».

منذ 8 سنوات وأحمد جابر، يدخن سجائر «إل آند إم» يشتري العلبة بـ70 جنيها، لصنف «إل آند إم أحمر» وهي وإن كانت أكثر توافرا من أصناف أخرى إلا أن سعرها ارتفع بشكل كبير وغير رسمي، إذ أن آخر زيادة لتلك العبوة كان في يوليو الماضي، ووصلت إلى 42 جنيها، لكنها لا تباع بذلك السعر، مع الزيادات المتتالية غير الرسمية.

لكن جابر لا يعثر على سيجارته المفضلة أيضا بشكل سهل، يخفي الباعة أحيانا بعض الأنواع، لإعطائها لزبائنهم لضمان ذهابهم إليهم، وعدم تحولهم إلى باعة آخرين، ما يدفع الرجل للبحث في أكثر من مكان «حين وصلت إلى 50 جنيها كنت أشتريها، وحين زادت عن ذلك ووصلت إلى 60 كنت أشتريها أيضا، الآن وصلت إلى 70 جنيها ومن غير السهل العثور عليها، لا أعرف متى تنتهي أزمة السجائر».

وتشن مديريات التموين بالمحافظات بالاشتراك مع الأجهزة الأمنية حملات مفاجئة على الأسواق، وفي محافظة البحيرة مؤخرا، تم ضبط 6 تجار بأحد مراكز المحافظة، يتلاعبون في حصص السجائر وتصرفوا في تحو 21 ألف عبوة، لبيعها للسوق السوداء، إضافة إلى محال تبيع علب سجائر مختلفة بأسعار تزيد عن السعر المحدد، لكن وبحسب تجار فإن تلك الرقابة ليست كبيرة لكثرة المحال التجارية التي تبيع السجائر بأسعار غير المقررة.

وعلى عبوات السجائر أكواد يجري مسحها لتحديد السعر الخاص بكل عبوة، وفيما يقول مسؤولون إن على المواطن مسحها والشراء بالسعر المحدد لها وعدم مساعدة التجار على استغلال تلك الزيادات، التي تتمثل وفق شعبة السجائر في نحو 100 مليار جنيه من الأرباح بالبيع بسعر غير رسمي، فإن مصطفى عبد الخالق، لم يجرب يوما مسح ذلك الرمز «أسعار السجائر الرسمية معروفة، لكن لا أحد يشتري بها، ومن يرفض الشراء بذلك السعر فإن غيره سيوافق، هذا ليس حلا للأزمة».

كان إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، قد قال في مداخلة متلفزة لبرنامج «الحكاية» إن اختلاف أسعار السجائر يعود أحيانا لاختلاف الزبون، وربما هيئته، قائلا في حديثه مع عمرو أديب، إن البيع «بحسب الجثة اللي قدامه، عمرو بيه أديب يقوله 100 جنيه لو لإبراهيم إمبابي هيخاف منه ويدهاله بـ24 جنيه».

فيديو قد يعجبك: