إعلان

من مُخلفات المصانع إلى أعمال فنية.. حكاية مهرجان العلمين للفنون الأول

07:21 م السبت 23 يوليو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

تسعة أعمال فنية ضخمة، استقرت في مدينة العلمين الجديدة، خلال تنظيم Art D'Egypte للنسخة الأولى من مهرجان العلمين للفنون. بثَ سبعة فنانين الحياة في مُخلفات المصانع، أعادوا تشكيلها لتُصبح عمل فني مُتقن وفريد، وتُصبح شاهدًا على أهمية إعادة التدوير وإشراك الفن في حماية البيئة.

1_1 وشارك سبعة فنانين وهم؛ فيفيان البتنوني، مروة مجدي، عمار شيحا، حسام زكي، عمر طوسون، محمد زيادة، وتامر رجب.

لأول مرة يخوض الفنان التشكيلي حسام زكي تجربة إعادة التدوير. يمتزج اللونين الأحمر والأزرق في عمله الذي يحمل اسم "منطقة الراحة". صممه خلال قرابة خمسة وعشرين يومًا، فيما حرص على أن يكون عملًا تفاعليًا.

2_1 أفسح مكانًا فارغًا في منتصف العمل، ووضع ألة معدنية تتحرك مع الهواء مُخلفة صوتٍ، فيما تلعب أشعة الشمس مع المعدن وتمنح ظلالًا لكل من يقف في تلك المساحة "يقدر الشخص يتصور ويوثق لحظة التغيرات لما بيدخل المكان ده".

3_1

رغم أن العمل كانت نتاج ورشة في IDG أحدث مجمع صناعي في الساحل الشمالي والتي استضافتها E2 العلمين، إلا أن كل فنان خرج بعمل له طابع خاص، ترك من روحه وبصمته عليها.

وسط الأعمال المعدنية المستقرة في الهواء الطلق بالمدينة، منحت أشعة الشمس لونًا أكثر دفئًا للعمل الخشبي الذي صنعته فيفيان البتنوني، الفنانة التشكيلية منذ 23 عامًا، ومدير عام الفنون التشكيلية في الهيئة العامة لقصور الثقافة.

4_1

خلال جولة الفنانين على المصانع لاستخدام المخلفات، اختار كل فنان الخامة التي سيعمل عليها، جذب الخشب انتباه فيفيان خاصة أنها غير معتادة على تلك الخامة، بل تعمل بشكل أساسي في النحت على كُتل ومواد معدنية "بحب العنصر اللي من الطبيعة، حاجة من عند ربنا بتحس بيكي وبتحسي بيها.. بيبقى في حوار بينا وإحنا شغالين".

رغم تحديات اختيار الخشب، خاصة في وجوده في مساحة مفتوحة للهواء. عملت فيفيان لقرابة الشهر لتنفيذ العمل الذي منحته اسم الحياة "الخشب قديم وفي علامات الزمن"، صممته في اتجاهات مختلفة يمينًا ويسارًا فيما صنعت نوافذ من خامة الأكريليك "شبه اتجاهاتنا في الحياة، اللي رغم تناقضاتها ساعات تفتح شبابيك أمل".

5_1منذ عام 2019 وبدأت Art D'Egypte عقد شراكات مع المصانع لإعادة تدوير المخلفات لأعمال فنية، تحكي نادين عبدالغفار منظمة المهرجان والسمبوزيوم " الفنان المصري المعاصر في حاجة دائما إلي دعم لفنه وللأعمال التي يقدمها، لذلك كانت المشاركة مع المصانع لدعم إنتاج الأعمال الفنية، خاصة وأن الخامات ليست بسيطة".

تعددت الخامات بين الخشب، الحديد، الستانلس لتصنيع الأعمال المُركبة، ترى عبدالغفار أهمية الخطوة خاصة "أن مصر ستحضن قريبا مؤتمر تغير المناخ Cop 27"، لذا تنوي خلال المعرض السنوي في أكتوبر المُقبل تكرار تجربة التعاون مع المصانع.

6_1من خلال عملين، شارك الفنان التشكيلي عمار شيحا في المهرجان؛ عمل لصبي يمتطي دراجة مصنوعة من الخردة، وأخر عمل باسم "شموخ" من البلاستيك. لم تكن فكرة إعادة التدوير بجديدة على شيحا، إذ اعتاد في عمله على استخدام الحديد الخردة "من شدة حبي للمادة وخفة دمها.. بحب أني برجع لها تاني الحياة".

7_1

لكن استخدام البلاستيك كان للمرة الأولى، وهو ما اعتبره تحديًا، لذا قرر العمل على عملين في الوقت ذاته، إذ يبلغ ارتفاع "شموخ" 6 متر ونصف تقريبًا "كنت مستمتع بالتجربة لأبعد حد".

8_1
حينما حلّ الليل، تبدل العمل الفني للفنانة مروة مجدي، منحته الإضاءة الداخلية بُعدًا أخر، إذ صار يُشبه قناديل البحر، تمامًا مثلما أحبّت تصميمه، إذ استخدمت الحديد من المصانع وأعمدة إنارة،

9_1

العمل الفني الذي يحمل اسم "قناديل البحر"، أرادت أن تسلط الضوء على القضية البيئية المتعلقة بتلوث المحيطات وما يحيق من مخاطر للكائنات البحرية. كانت الفنانة الشابة حريصة على إبقاء فراغات في عملها لأسباب عدة "عشان يبان أعمدة الكهرباء، وتتغير مع الإضاءات المختلفة سواء الشمس أو النور الداخلي.. كمان عشان يصمد قدام الهواء".

10_1

كباقي الفنانين كانت تلك المرة الأولى التي تُصمم مروة عملًا مُعاد تدويره، إلا أنها استمتعت بالتحدي، اختبر الفنانون أهمية التجربة، وكيف صنعت حلقة وصل هامة بين المصانع والفنانين التشكليين، خاصة أنها تجربة لم تحدث من قبل، آملين بأن يظل هذا التعاون من أجل التوعية بأهمية إعادة التدوير والحفاظ على البيئة.

فيديو قد يعجبك: