إعلان

في ذكرى أصلان.. الكاتب الذي خلّد الـ"كيت كات" سينمائيًا

04:51 م الأربعاء 03 مارس 2021

إبراهيم أصلان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

من الصعب على أحدنا أن يطأ منطقة إمبابة ولا يتذكر من خلدها في حكاياته وقصصه الكثيرة حولها، من الصعب ألا تلتفت حولك تبحث عن "يوسف النجار" و"الشيخ حسني" و"الهرم" تاجر المخدرات.

تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب الراحل "إبراهيم أصلان" أحد أعمدة جيل الستينات، ومن نقل القصة والرواية المصرية نقلة مختلفة على مستوى الأفكار واللغة والمكان.

المكان الذي عشقه وعاش به أغلب حياته وكتب معظم أعماله حوله؛ هو منطقة "إمبابة" بالقاهرة التي انتقل إليها من بلدته الصغيرة بقرية "شبشير الحصة" التابعة لمركز طنطا حيث ولد عام 1935، وانتقل للقاهرة في طفولته ليغرس حي "إمبابة" في ذهنه كل ذكرياته والتفاصيل التي استوحى منها قصصه.

1

منطقة "إمبابة" التي تعد من المناطق الشعبية بالقاهرة والمزدحمة بالسكان لم تكن على شكلها الحالي طوال الوقت، فهي عبارة عن جزيرة نيلية تحولت مع الوقت من أرض زراعية للانتشار الحضاري، واشتهرت بوجود "مطار إمبابة" بها، وفي مطلع التسعينات أصبح الحي الضخم سكانيًا من أبرز أماكن انتشار الجماعات الإسلامية والنزاعات الطائفية التي تنمو وتترعرع وسط الفقر والجهل.

منذ استقراره بها لم يتأمل "أصلان" الحي من أعلى فالتحم بطبقاته وشخصياته المختلفة، فلم يكمل تعليمه والتحق كموظفًا بهيئة البريد المصرية وبوسطجي بأحد مكاتب البريد، ليخرج لنا كتابه القصصي "وردية ليل" الذي استوحاه من الفترة التي قضاها بالبريد، طبيعة العمل تلك جعلت "أصلان" مُتأملًا للبشر وللشخصيات المحيطة به.

2

في أواخر الستينيات صدرت لأصلان المجموعة القصصية "بحيرة المساء" ليتلقاها الوسط الأدبي بشكل جيد، وربطته علاقة جيدة بالأديب "يحيى حقي" الذي يدين له بالفضل جيل الستينات، حيث نشر قصصه في مجلة "المجلة"، ليترك البريد بعد فترة طويلة من العمل به تركت أثرها عليه وعلى كتابته.

في عام 1972 حصل أصلان على منحة التفرغ لكتابة روايته "مالك الحزين"، لكن الرواية ظل يعمل عليها لأكثر من ثمانية أعوام فتصدر عام 1981، وقد ردد عن تلك الفترة بأنه كاتب مُقل في كتاباته، ويُفضّل التروي والتأجيل، وتدور أحداث الرواية الشهيرة حول مقهى شعبي في منطقة "الكيت كات" في إمبابة وحياة رواده، وأحداث يومي 18و19 يناير عام 1977 بما يعرف بانتفاضة الخبز، الرواية قوبلت بحفاوة على مستوى مصر والعالم العربي، وخُلّدت ضمن قائمة أهم مائة رواية عربية، وتحولت لفيلم "الكيت كات" الذي أخرجها للجماهير الذين تأثروا بشخصية "الشيخ حسني"، وأصبح أيقونة سينمائيمة، وقد أخرج الفيلم "داوود عبد السيد"، وقام بدور الشيخ حسني الممثل محمود عبد العزيز.

3

اعتبر "أصلان" من الأدباء المقلين في أعمالهم حيث لا يتعدى عدد كتبه العشرة، كما أن ظهوره الإعلامي نادر، وبعد سنوات من الاستقرار في حي "إمبابة" تركه "أصلان" وانتقل إلى حي المقطم، لكن خياله وإبداعه ظل هناك يكتب عن الشخصيات المختلفة والطبقات المتوسطة والفقيرة، حتى قيام ثورة 2011 فيكتب آخر كتبه "انطباعات صغيرة حول حادث كبير"، ويُنهي به مسيرة أعماله، ويرحل عنا بعدها بعام مُخلفًا لنا تركة صغيرة في عددها، لكنها ثرية لا نمل من قراءتها أبدًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان