إعلان

بالصور- بسبب كورونا.. عيد بلا "سعف" أو "مصلين"

04:33 م الأحد 12 أبريل 2020

كنيسة سمعان الخراز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وتصوير- روجيه أنيس:

اليوم "أحد السعف"، يخلو الطريق إلى كنيسة "سمعان الخراز" في حي الزبالين بمنشية ناصر، من مظاهر الاحتفال المعتادة؛ حيث يركض الأطفال مزينين بالتيجان ويحملون السعف المجدول، والعائلات يتحركون في جماعات ذاهبين للكنيسة أو يكتفون بالتجمع والجلوس بالسعف أمام بيوتهم، ولكن اليوم لا توجد أي ملامح للبهجة.

ألقى فيروس كورونا المستجد ظلاله على كل شيء؛ ألغيت كافة الاحتفالات والتجمعات وأغلقت الكنائس، وبدت الصورة مختلفة هذا العام. كان باب الدير موصدا بعض الشيء، تطل منه سعفه صغيرة وينبعث صوت صلوات قداس أحد الشعانين، للحظة تخيلت أن الدير أقام قداسا قوامه الكاهن وعدد من الشمامسة فقط، مثلما فعلت بعض كنائس الكاثوليك، وأذاعته عبر الانترنت لشعب الكنيسة.

1

لكن اتضح أنه صوت البابا تواضروس في قداس أحد الشعانين الذي يبث من دير الأنبا شنودة. وقفت قليلاً أحاول رؤية ما يحدث خلف البوابة، حتى تقدم باتجاهي رائف؛ شاب في منتصف الثلاثينات مُزينا رأسه بالسعف المجدول، وهو أحد حراس الكنيسة.

2

"الكنيسة مقفولة" قال لي بجدية. سألته من أين أحضر السعف؟ فأخبرني أنه لا يوجد في كل المنطقة، وما صنعوه هو من جدائل النخيل الموجودة داخل الدير.

اصطحبني رائف لداخل الدير الخالي، وفي الطريق قال بحسرة: "حد كان يصدق إن الدير اللي كان بيبقي مليان على آخره في يوم زي ده.. يبقي فاضي كده؟.. انت ماكنتش تعرف تمشي من كتر الناس.. كان بييجي تقريبا ٣٠ ألف واحد هنا.. ربنا يبعد عننا الأيام الصعبة دي".

3

ألقى رائف التحية على بعض العمال داخل الدير، بينما يجلس أحدهم لجدل سعفه بيده، فطلب منه رائف أن يحفظ له واحدة بالمثل، إلا أن صديقه قال له: "لا دي للبنت بنتي وهي عماله بتعيط وعايزه سعف وانا ما صدقت لقيت ليها".

4

دخلنا المدرج الكبير المؤدي إلى مذبح الكنيسة الأثرية في حضن الجبل، وهنا تذكرت أيام الصلوات التي كنت آتي لتصويرها وأجدها ممتلئة عكس اليوم.

5

بعدما تجول رائف داخل الكنيسة، جلس متأملا السماء، فجأة يرن هاتفه بأحد ترانيم أسبوع الآلام، يطلب منه أحدهم الحضور، فنعود أدراجنا خروجا من الدير، أسير بمنشأة ناصر ناظرا حولي لعلي أرى مشهدا يُجسد العيد، فلا يحالفني الحظ.

فيديو قد يعجبك: