إعلان

"للتسلية مش للمعلومة".. متابعون يرفعون شعار "لا للثقة" في مواقع التواصل الاجتماعي

02:47 م السبت 15 يونيو 2019

مواقع التواصل الاجتماعي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

حتى عام 2012 كانت آمال محمد تعتبر فيسبوك المنصة الأهم بالنسبة لها للاطلاع على الأخبار ومعرفة الجديد، غير أن تلك النظرة اختلفت مع الوقت، باتت الآراء المتضاربة والمعلومات الخاطئة تُزعجها، حتى قررت السيدة الثلاثينية اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي مكانا للتسلية فقط "حاجة لطيفة أقضي فيها وقت.. لكن معتبروش مصدر مهم للمعلومة".

منذ أيام نشرت شركة إبسوس لدراسات السوق، دراسة جديدة عن وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار الشائعات من خلالها ومدى ثقة المتابعين فيها، حيث اعتمدت على أكثر من 21 ألف مستخدم من دول مختلفة، ضمنها مصر.

خرج الاستطلاع الذي أجرته الشركة على مدار العام الماضي بعدة مؤشرات، أهمها أن 75% ممن شملهم البحث لا يثقون في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما قال 86% من المتابعين إنهم وقعوا فريسة مرة على الأقل لتصديق الأخبار الكاذبة، فيما جاء موقع فيسبوك كمصدر أول لتلك الأخبار، يليه تويتر.

لم تتراجع متابعة آمال لموقع فيسبوك حتى الآن "ببدأ يومي بيه بس كروتين اتعودت عليه"، لا تصدق الشابة ما يُكتب إلا من الصفحات الشخصية لأصدقائها او الشخصيات العامة "وأحيانا بحتاج أتأكد من الكلام فبدور من مصادر تانية"، تلك الحالة من اللا ثقة تكونت مع الوقت، لكن ثمة حوادث بعينها رسّخت ذلك المفهوم، تتذكر عام 2013 مع التظاهرات التي خرجت دفاعا عن الرئيس الأسبق محمد مرسي "كان فيه كلام بيتكتب على فيسبوك غلط عشان استدرار عطف الناس"، لم تلمس الشابة ذلك من فصيل الإخوان فقط "أكتر من اتجاه.. كل حد استخدم فيسبوك عشان يروج لنفسه بغض النظر عن الصح والغلط".

عام 2009 انضم محمد أشرف لرواد موقع تويتر، أحب الشاب الذي يعمل كمصمم للجرافيك الموقع أكثر من فيسبوك، اتخذه منذ البداية كمكان للمرح ومتابعة أخبار الفنانين، وأحيانا كان يتابع منه الأخبار الجادة "زي المحاكمات المختلفة لرموز الفساد"، لكن تلك المتابعة سرعان ما توقفت بعد حالة التخبط التي حدثت له "كل واحد بيفتي زي ما هو عايز. مش ببقى عارف مين صح ومين غلط".

يعرف أشرف يقينا أن منصات التواصل الاجتماعي "معمولة عشان الناس تتكلم براحتها"، لكنه يعيب غلبة بعض المحتوى على غيره بسبب تأييد عدد أكبر من المتابعين له "ممكن هاشتاج ملوش أهمية يبقى رقم واحد فجأة"، فيما يعيب الشاب ذلك على المستخدمين أنفسهم "لو كل واحد دقق بينشر إيه مش هيبقى فيه أخبار غلط".

على العكس يرى خالد عبد القادر، خبير مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأخبار الزائفة لا يقع عبئها على المستخدم "بل بالأساس وسائل الإعلام اللي بتنشر للأخبار دي"، ويرى خالد أن المستخدم يتعين عليه التأكد مما ينشره بشكل عام، لا سيما وأن فيسبوك طرح عدة أدوات بسيطة للتأكد من المعلومات والصور.

مع الكم الهائل المنشور عبر موقع فيسبوك، لا يمكن التحكم تماما في الأخبار الزائفة، يقول خالد إن مسئولي فيسبوك لا يروجون لأنفسهم كجهة إعلامية "بل شركة تجارية بتقدم خدمة التواصل الاجتماعي وبالتالي هي مش مسئولة عن كل المحتوى الغلط اللي عليها"، لا ينكر مختص التواصل الاجتماعي أن فيسبوك قد يمنع بعض الصفحات أو الكتابات التي لا تناسب توجهات الشركة بشكل عام، لكنه قد يمنع في المقابل المحتوى العنصري أو الزائف إذا ما ضغط رواد الموقع في ذلك الاتجاه.

بشكل عام، يعتقد خالد أن استخدام فيسبوك وتويتر وغيرهما كمصدر للمعلومة أمرا ممكنا، لكن يجب أن يحدث ذلك بحذر "يعني المتابع يبقى واعي للمكان ده وفاهم إزاي يتأكد من وسائل تانية"، يضرب خالد المثل بغلاء أسعار الليمون في الفترة الأخيرة، فرغم هبوط الأسعار لحد ما مازال الليمون يتم استخدامه في الصور الهزلية ويتم نشرها بشكل ضخم "هنا نقول إنه ده لطيف لو بنتفرج عشان نتبسط لكن لو بناخد من الصور دي معلومة يبقى ده غلط".

منذ عامين، تُلح ابنة بثينة عصام الدين عليها لتنشئ لها حسابا عبر موقع فيسبوك، فرغم أن ابنتها في العاشرة من عمرها "بس خايفة عليها عشان الكلام الكتير اللي بيتكتب على الموقع".

تتابع الأم الثلاثينية فيسبوك بالكاد، تفتحه مرة واحدة يوميا فقط لتطمئن على صديقاتها أو تقرأ وصفات للطبخ أو تتصفح المنشورات المختلفة عن الأطفال وتعليمهم، لم تعتمد عليه يوما كمصدر للمعلومات، فيما اعتمدت عليه أحيانا كمكان للاستشارات المختلفة "ودة كان سبب كافي إني ملجألوش تاني"، تتذكر بثينة رؤيتها لأكثر من تعليق في مجموعات مختلفة خاصة بالسيدات "كل واحدة بتقول رأيها تبعا لتجربتها الشخصية بدون الرجوع لمختصين وفيه حاجات بتتكتب غلط تماما".

ما تقرأه والدة الطفلين، يمر على "فلتر" بداخلها، تختار منه ما يتم نشره من عدمه، لا تُلقي باللوم على أي جهة إلا المستخدمين، ورغم تأجيلها لخطوة التحاق الابنة بالموقع الأزرق، لكنها تعلم أن ذلك قادم لا محالة "بس ساعتها هكون فهمتها إزاي تتعامل معاه".

فيديو قد يعجبك: