إعلان

منعًا لاندثارها.. مشروع فني لإحياء "آلة الطنبورة" النوبية (صور)

05:02 م الأربعاء 08 مايو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:
منذ 10 أشهر، خاض الفنان "أشرف القناوي" جولة في قرى ومراكز محافظة أسوان، منشغلًا بتحقيق حلمًا جديدًا سبق أن خاضه في مؤسسة الدرب الأحمر للفنون، بتدريب طلاب على آلات موسيقية لتخريج جيل جديد من الموسيقين، تلك المرة أراد تكرار التجربة في محافظة أسوان والنوبة، بدعم من مؤسسة أغا خان الدولية، لفت انتباهه حينها اختفاء آلة الطنبورة وعدم معرفة الكثيرين بها "رغم إنها آلة فرعونية مهمة وطالعة من النوبة، عشان كدا قررنا إنها تبقى جزء أساسي في المشروع" يذكرها مدير مشروع أسوان للموسيقى بحماس.

صورة 1

على قدم وساق عمل "أشرف" مع فريقه من أجل إنجاز التجربة "بعد ما لفينا كتير، وصلنا إننا هنشتغل في مدينة أسوان نفسها" في البداية وضعوا خطة لتعليم أبناء المحافظة العود والإيقاع قبل إضافة آلة الطنبورة "وفرنا مُدرب لكل قسم، والطنبورة وصلنا لأخر اتنين بيعزفوها في النوبة" أعلنوا في يوليو الماضي عن استقبال طلاب أول دُفعة "وكنا بنقبل أعمار بتتراوح من 8 سنين لحد 25 سنة، عشان نقدر نطلع جيل متعلم مزيكا صح".

صورة 2

فور الإعلان عن المشروع الفني، شهدوا إقبالًا كبيرًا من قِبل الراغبين في تعلم الآلات الموسيقية المختلفة من أجل الحصول على شهادة معتمدة بإجادتهم للموسيقى"عملنا اختبار لتحديد المستوى عشان نختار الناس بعناية" عبارة عن مقابلة شخصية مع المُدرب للحديث عن سبب اختيار الآلة ومدى اهتمامه بها ومدى استيعابه للتجربة "وطبعًا بنتكلم عن ضرورة الالتزام في الدراسة، وعدم إهمال المواعيد" لأنها تمتد لنحو عامين وتحتاج إلى التفرغ وإتاحة الوقت من أجل التركيز.

صورة 3

بعد عشرات المقابلات، اختاروا -وفق آيات محمد منسقة المشروع- 74 طالبًا في الأقسام الثلاثة من بينهم 8 لتعلم العزف على الطنبورة "6 منهم بنات، وفيه طفل عنده 13 سنة" أغلبهم من القرى النوبية التي تعاني من اندثار تلك الآلة رغم أهميتها في التراث النوبي "الدراسة اقتصرت على أبناء أسوان والنوبة بس عشان نضمن قُرب المسافة والتزام الطلبة" مع وجود قواعد صارمة في حالة الغياب أو عدم الاهتمام بالدراسة "اللي بيطلع من الدراسة بنرفض إنه يرجع تاني" إذ يتم توفير للجميع الآلات الموسيقية وعدم تقاضي مصاريف دراسية "بنأخد رقم بسيط عشان ضمان الجدية".

صورة 4

واجه القائمون على المشروع أزمة فيما يخص آلة الطنبورة "إنها بقيت نادرة ومش موجودة بسهولة" دارت نقاشات طويلة انتهت إلى ضرورة تعليم الطلاب كيفية تصنيعها بجانب العزف عليها "وساعدنا عم رمضان(80 عاما) وعم أحمد (60 عاما) من النوبة، أخر اتنين بيصنعوا ويعزفوا الطنبورة" حضرا إلى مقر التدريس ونُفذت طلباتهم الخاصة بتصنيعها "هي بتتصنع من الطبيعية، القصعة من القرع أو الخشب، الجلد بيكون من رقَبة الجمل أو البقر، والقوايم من شجر الصمت أو الزان" لنحو أشهر انهمكا في تمرير خبرتهما إلى الطلبة وسرعان ما تمكنوا من تنفيذها بحترافية شديدة.

يعتقد "أشرف" أن تلك التجربة هي الأولى في مصر "احنا المدرسة الوحيدة اللي بتعلم صناعة وعزف الطنبورة في محافظات الجمهورية" هناك تجارب مشابهة لتدريب طلبة على تنفيذ السمسمية بمنطقة القناة "لكن الآلتين بيختلفوا عن بعض" يرى أنها إحياء لآلة موسيقية بالغة الأهمية لابد من الحفاظ عليها من الاندثار "خاصة لأن اللي بيعرفوها كويس في سن كبير، ومفيش حد بيتوارثها عنهم" كما أشارت آيات.

صورة 5

رغم اقتصار المشروع على مدينة أسوان والقرى النوبية فقط إلا أن هناك تحضيرات في الفترة الأخيرة لتجهيز أول قافلة موسيقية تجوب قرى أسوان "عندنا خطة إننا نروح سلوا بحري وأكتر من بلد نعمل ورش فنية لمدة أسبوع" حتى يُصبح الفن متاحًا للجميع "بعد تغطية أسوان هنكمل في باقي قرى ونجوع الصعيد" فضلًا عن وجود نية لإدخال آلات جديدة "بعد ما اطمنا إن الطلاب أجادت الطنبورة وغيرها من الآلات" مع التخطيط لوجود مهرجان فني داخل أسوان كنتاج للمشروع.

فيديو قد يعجبك: