إعلان

الزراعة للأطفال.. تعليم الصغار "ازاي يحافظوا على النبات؟"

02:49 م الأربعاء 01 مايو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير-أحمد النجار

"يا ماما أنا عايزة أزرع بطيخة".. قالتها "تولين" وهي تركض نحو والدتها، كان حماس الصغيرة يُثير في أمها وأبيها الفرح، داخل معرض الزهور، بجناح مبادرة شجرها، شارك الشقيقان تولين وعلي في ورشة زراعة للأطفال، برفقة 20 طفل آخر.

1

في الرابعة من عصر يوم الجمعة الماضية، وقف مصطفى فايد وسط الأطفال، يُشير لنبتة بين يديه قائلًا "أيه هي أجزاء الزرعة دي"، يرفع الصغار أياديهم في الهواء مُتحمسين، تتباين إجاباتهم، غير مُبالين إن كان صحيحة أم لا، المهم المشاركة، منذ عام بدأ فايد في تقديم ورش زراعة للصغار والكبار التي تقيمها مبادرة شجرها، يقول "لازم أراعي إن المصطلحات للأطفال تبقى بسيطة، الهدف الأساسي للورشة إني أغرز جواهم ازاي يزرعوا نبتة صغيرة، وبديهم حاجات بسيطة عشان الزرعة تنبّت معاهم بسهولة".

2

في منتصف الورشة يشير فايد نحو الأصص الملونة الموضوعة على منضدة مجاورة، "مين عايز البمبى ومين عايز الأزرق"، تتسارع أيادي الصغار لرفعها عاليًا "أنا عايز البمبى"، لتنتهى الأصص زهرية اللون بلمح البصر، ويضطر الباقون لأخذ الأصص الزرقاء، ثم يتجه فايد للأطفال متسائلًا "يا ترى الزرعة محتاجة أيه وهنحط فيها أيه؟".

3

"الزرع محتاج شمس ومية وهنحط فيها سماد وبذور".. يتلهف الصغار للإجابة على أسئلة فايد، كل واحد فيهم يُجيب، مرة يُخطأ ومرة يصيب، يعطي فايد الفرصة للكل للمشاركة، ويُخبرهم بعد ذلك أنهم سوف يزرعون الجرجير، ويُشير إليهم للاتجاه نحو أصيص كبير وُضعت فيه التربة، يذهب الصغار ليحصلوا على التربة بأياديهم الصغيرة، لا يُعجب الكل باختيار الجرجير للزراعة، منهم تولين وعلي اللذان يودّان زراعة البطيخ.

4

حضر تولين وعلي برفقة والديها رشا محمد وشادي سليمان، وقفا يُراقبا صغيريهما في سعادة، "هما بيحبوا يشتغلوا بإيديهم، عشان كدا بنخليهم يشتركوا في ورش تعليم فخار وتلوين، أنشطة يشغلوا فيها مخهم بدل الألعاب الإلكترونية"، وكانت تلك أول مرّة يذهب فيها الطفلان لورشة زراعة "فرصة يجربوا يزرعوا جنينة البيت" تقول الأم ضاحكة.

5

مع اقتراب نهاية الساعة الأولى للورشة قدمت سماح سيد برفقة طفليها جودي وعبدالله، أشار إليها فايد أن الورشة ستُعاد ثانية بعد ربع ساعة "هيكون فيه ساعة تانية عشان الولاد اللي جم متأخر يتابعوا الشرح من أوله". تتابع سماح مبادرة شجرها منذ 3 أشهر، لم تكن من المهتمين بالزراعة غير أن الفيديوهات التي تُطلقها المبادرة شجعتها "عجبني إننا نزرع حاجات مثمرة في بيوتنا"، حيث تأسست المبادرة منذ 2016 بهدف زراعة الشجر المثمر، ترتسم ابتسامة على وجه سماح قائلة "ودلوقت زرعت عندي في البيت طماطم وبطاطس ومانجة".

6

ما إن استقر كل طفل بالأصيص الخاص به، وجّه فايد لهم سؤال جديد "إحنا هنسقي الزرعة أمتى في الصيف؟"، يُجاوبه الصغار، ثم يتبعهم فايد قائلًا "يا الصبح بدري، يا أول الليل بعد المغرب"، تُكرر غزل الإجابة ورائه، ناظرة إلى أصيصها في سعادة، وما إن انتهت الورشة حتى هرولت نحو والدتها قائله لها "شوفي يا ماما"، جرّبت غزل الزراعة من قبل داخل مدرستها "الحاجات البسيطة زي الفول والعدس اللي في القطنة"، لكن سُرعان ما تموت النبتة، غير أن هذه المرة تتمنى غزل الحفاظ عليها "ههتم بيها وأسقيها زي ما قال".

7

تجد والدة غزل، دينا وادي، تلك الورش مهمة للصغار والكبار، تؤمن أن الزراعة مُفتقدة من المجتمع المصري "رغم إننا بلد زراعي من الأول"، ومنذ أقل من سنة بدأت دينا تزرع بعد سنوات طويلة نسيت فيها أهميتها، حتى أنها تذّكرت عم فهمي الجنايني في مدرستها الذي كان يُعلمهم الزراعة "ويودينا الجنينة نشوف الزرع هناك"، تتمنى دينا أن تنتشر عدوى الزراعة بين أفراد المجتمع "وسط الطاقة السلبية اللي إحنا عايشين فيها، الزراعة بتغير الحالة المزاجية وبتخلينا مقبلين على الحياة".

فيديو قد يعجبك: