إعلان

"محشي وشيشة وفسيخ".. البدرشين تحتفل بشم النسيم في "بِركة فاروق"

07:30 م الإثنين 29 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وتصوير - عبدالله عويس:

"بطيخة وحلة محشي وشيشة".. كانت هذه أهم 3 أشياء حرصت فوزية أحمد على إحضارها معها، في نزهتها رفقة أولادها وزوجها صباح يوم شم النسيم، إلى "بِركة الملك فاروق" التي تقع في قرية زاوية دهشور، التابعة لمركز البدرشين في الجيزة.

مساء ليلة شم النسيم، كانت فوزية تتأكد من أن كل الحقائب جاهزة بمحتوياتها، نظفت الأسماك المملحة، وبعض الخضروات، كما اشترت بعض العصائر، وتركتها في الثلاجة لتنال نصيبها من البرودة.

"بيبقى معايا كل حاجة، واتبسط وأنا وجوزي نشم نفسنا" تحكي فوزية وهي تتابع أولادها الـ3 الذين سريعًا ما انطلقوا لشراء بعض الألعاب، بينما انخرط كبيرهم في لعب كرة القدم مع أطفال آخرين، "وجوزي مش بيسيب الشيشة، فبجيبها له وبيبقى هو راصص كام حجر، وبنولع الفحم هنا وآخر اليوم نروح".

الصورة 1صورة 2

من قرية أبو رضوان بالبدرشين، خرج صلاح أمين، الذي اعتاد الاحتفال في ذلك المكان منذ طفولته، ويعتبر شاهدًا على بعض تغييرات حدثت في احتفالات ذلك اليوم: "زمان مكنش في ناس كتير بتيجي، ومكنش في كل التجار اللي بيستغلوا الأطفال هنا، لكن أكلنا وشربنا واحد ومتغيرش"، قالها بينما كانت زوجته تفرش الأرض بملاءة وضعت فوقها أطباق البيض والطعمية والباذنجان والخضروات، ليتناول وجبة الإفطار مع أولاده الـ5 ومن حضر من أحفاده: "من 10 الصبح لحد 5 المغرب، نشم هوا نضيف، العيال تلعب، نغير جو ونتوكل على الله.

صورة 4صورة 3في البِرك الصغيرة، يلقي الأطفال بأجسادهم في المياه، اتقاءً لحرارة الشمس التي تلهب رؤوسهم، غير مبالين بتحذيرات أقاربهم وتهديداتهم لهم.

"ما أنا مش باجي كل يوم، هوا يوم في السنة باجي مع أبويا واخواتي وألعب في الميه حبتين" قالها محمد عبدالرحمن بينما كان يرتدي ملابسه بعدما نادته أخته ليتناول الطعام معهم.

صورة 5صورة 6 مكررصورة 6

حقائب عدة، ومجموعة من الحصير، ومواقد صغيرة، وأطباق وحلل، وملاءات مختلفة، تضعها الأسر في توكتوك وتصل بها إلى محيط البِركة، التي تشتهر باسم "بِركة الملك فاروق" والتي كان يصطاد فيها الملك بعض الطيور في مواسم هجرتها: "الاحتفال هنا ببلاش، ودي ميزة كويسة، مش محتاج أروح أدفع تذكرة ولا غيره" قالها عماد عامر الذي يعمل في شركة تصدير، وحضر في الصباح إلى المكان رفقة صديقيه، كعادة لها أكثر من 7 سنوات: "بنفك عن نفسنا وناخد صور حلوة لبعض ونروح" ليقاطعه محمد سليمان صديقه، بعدما أخرج حزمة بصل كانت معه ويأمره بتنظيفها استعدادا للأكل.

صورة 7

اعتاد أحمد إبراهيم 40 سنة، وزوجته على زيارة البِركة واستمرا في ذلك بعد الإنجاب: "العيال كان نفسهم يروحوا أي مكان في القاهرة بس هنا الدنيا أحسن، وبصراحة اتخنقنا بسبب الشيشة بس في الآخر جبتها".

على طول الطريق المؤدي لتلك المنطقة، باعة يفترشون الأرض، وآخرون معهم بضعة ألعاب تجذب صغار السن. وكان ناجي نصر، أحد هؤلاء، فبعدما قدم الشاب من طنطا لحضور أحد الموالد، اتجه للبركة للبيع: "كور بقى، زمامير، طراطير، عربيات.. أي حاجة تجيب رزق" يقاطعه محمد عبدالعال، الذي يبيع الحواوشي والكفتة للزائرين: "أنا عندي محل شغال فيه في دهشور، بس النهاردة باجي هنا، مش كل الناس بتحب الرنجة والفسيخ يعني".

صورة 9صورة 10

يحرص أهالي القرى المحيطة بالبِركة، على زيارتها بحثًا عن قضاء وقت ممتع، فمن قرى الشوبك الغربي، ومنشية دهشور، ومزغونة، والإخصاص، كان هناك أطفال وكبار سن: "أنا قلت أنزل هنا أفسح بنت أخويا الصغيرة، لكن عشان في ثانوي ومش فاضي فمش هقدر أكمل بقية اليوم" قالها محمود خالد، مشيرًا للأطفال من حوله: "الناس دي كلها نازلة تتبسط بأي شكل بقى، بس المهم إنها متبقاش خروجة مكلفة عليهم".

صورة 13صورة 11صورة 12

فيديو قد يعجبك: