إعلان

من الوزير للخفير.. سيزا نبراوي (مناضلة 1919) تجمع المصريين في استفتاء 2019

02:30 م الإثنين 22 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – مها صلاح الدين:

في ساعات الصباح، من اليوم الأول للاستفتاء على التعديلات الدستورية، احتشد عشرات الناخبين أمام باب المدرسة الحكومية التي تضم 3 لجان انتخابية، من أجل الإدلاء بأصواتهم، تدل هيئة الناخبين على انتمائهم إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية متباينة، فمن بين المنتظرين لدخول اللجان؛ أشخاص يرتدون ملابس العمال المميزة "يونيفوم"، وآخرون من سكان الحي الهادئ الراقي، يهبطون من سياراتهم الخاصة ومنهم من جاء إلى اللجنة في المواصلات العامة، ومجموعه ثالثة يأتون بين الحين والآخر، في سيارات فخمة ووسط حراسات خاصة، هذه التركيبة المتنوعة لتوافد الناخبين على اللجان الانتخابية بمدرسة سيزا نبراوي بالتجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة.

فمن هي "سيزا نبراوي" التي جمعت داخل لجانها الانتخابية المصريين من الوزير إلى الخفير؟، ولماذا اختلفت وتنوعت تركيبة الناخبين في هذه المدرسة التي أدلى فيها 4 وزارء بأصواتهم؟ وشاركهم التصويت بنفس المدرسة، عمال مقاولات ونظافة، وكذلك ساكنو المدينة التي تضم بين قاطنيها المستفيدين من المشروع القومي للإسكان الاجتماعي وغيرهم من أبناء الطبقة المتوسطة ويتواجد بها أكثر من كمبوند والعديد من التجمعات السكنية الفاخرة.

قبل 100عام، شاركت زينب محمد مراد، الشهيرة بـ"سيزا نبراوي"، في تنظيم أول تظاهرة نسائية ضد الاحتلال الإنجليزي، وهتفت "نموت نموت ويحيا سعد.. والاستقلال التام أو الموت الزؤام".

الصورة الأولي 2الصورة الثانية 1

واستمرت سيدة ثورة 1919 في النضال ضد الإنجليز حتى عام 1951، بلغتها العربية المتلعثمة الممزوجة بعبارات فرنسية، وبعد مرور 100 عام من اشتراكها في أول مظاهرة نسائية، جمعت المدرسة التي تحمل اسمها بالقاهرة الجديدة، تركيبة مختلفة ومتنوعة من المصريين منهم المسؤولون والوزراء وحتى عوام الشعب خلال أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019.

الصورة الثانية 2الصورة الأولي 1

من سيارة سوداء فخمة وقفت في محيط اللجنة؛ هبط اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي وأحد القاطنين بالتجمع الخامس، صباح أول أمس "السبت"، ينتظر دقائق أمام المدرسة مع طقم حراسته الخاصة وسط العمال المنتظرين دورهم للتصويت في لجنته، وعلى مدار ساعات التصويت في اليوم الأول من الاستفتاء جاء عدد من الوزراء الواحد تلو الآخر، منهم سامح شكري وزير الخارجية وكامل الوزير وزير النقل وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال وغيرهم من المشاهير والمسؤولين.

موقع المدرسة التي تحمل اسم سيدة ثورة 1919، ساهم في هذا التنوع من المصريين، حيث تفصل المدرسة الحكومية بين فيلات التجمع الخامس الراقية، وبلوكات الإسكان الاقتصادي والاجتماعي ويتواجد في محيطها مشروعات إسكان ما زالت تحت الإنشاء، ويعمل فيها المئات من العمال والمتخصصين.

الصورة الثالثة

إلهام حسن، إحدى العاملات التي جاءت من أجل الإدلاء بصوتها، باعتبارها إحدى المغتربات بالمدينة الجديدة، تقف في طابور السيدات في انتظار دورها، تقول السيدة التي تعمل من أجل الإنفاق على بناتها الثلاثة، أنها جاءت من محافظة أسيوط رفقة زوجها قبل 10 أعوام، واليوم تعيش مع أطفالها بمدينة المرج بعد وفاة زوجها وتأتي يومياً إلى التجمع الخامس من أجل عملها.

أمام لجنة 2،3 بمدرسة "سيزا نبرواي"، المخصصتان للمغتربين، وقف العمال بزيهم المميز، منهم من يرتدي سترات صفراء وخوز رأس، وآخرون يرتدون ملابس عمال النظافة، يمسكون بأيديهم بطاقات الرقم القومي، يسلمونها إلى القاضي الذي يسألهم عن مسقط رأسهم، وما إن يتأكد من أنهم مغتربون، يسمح لهم بالتصويت.

أحمد منتصر، أحد هؤلاء العمال، يعمل في المعمار بإحدى الشركات الخاصة منذ 5 سنوات في القاهرة، ولا يلجأ إلى السفر إلى بلدته في محافظة أسيوط إلا أيام الإجازات، يقول إنه علم من زملائه أنه لا يحتاج إلى السفر كي يستطيع أن يشارك في التصويت على التعديلات الدستورية، فجاء برفقتهم للتصويت.

الصورة الرابعة (2)

مع فتح اللجان أبوابها، صباح اليوم الثاني من أيام الاستفتاء الممتدة على مدار ثلاثة أيام "السبت والأحد والاثنين"، كانت داليا، أول من أدلت بصوتها من سكان الحي الراقي بالقاهرة الجديدة، تقول السيدة الأربعينية إنها حرصت على الحضور باكرًا حتى تتمكن من الإدلاء بصوتها، قبل ذهابها إلى عملها.

الصورة الخامسة_1

وجود وزراء ومشاهير ضمن المصوتين بلجان المدرسة جعلها قبلة لجميع وسائل الإعلام، التي تمركزت فيها من أجل تغطية عملية الاقتراع، وخاصة اللجنة الأولى التي عرفت بين العاملين والمنظمين باسم "لجنة الوزراء"، بينما اقتصر استقبال المغتربين على اللجنة الثانية والثالثة.

وعلى مدار أيام التصويت الثلاثة على التعديلات الدستورية ـ التي بدأت السبت الماضي وتنتهي مساء اليوم الاثنين، استقبلت مدرسة سيزا نبراوي، المصوتين على هوادة، ويتأهب بداخلها أجهزة الأمن، والموظفون والقضاة، وأيضًا أجهزة الإعلام، يتناقلون الأخبار، ويفترضون أسماء الشخصيات العامة التي قد تأتي للتصويت خلال الساعات الأخيرة من اليوم الأخير للاستفتاء داخل المدرسة، لتصبح سيزا نبراوي أهم لجنة انتخابية بالتجمع الخامس في عام 2019، بنفحات من عام 1919.

فيديو قد يعجبك: