إعلان

"لسه مطلعتش بطاقة".. "فارس" يقود "دي جي" الاستفتاء لأول مرة

11:29 ص الأحد 21 أبريل 2019

فارس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد

رغم صوت الأغاني المندفع من السماعات العملاقة، كان فارس علي، مسؤول "الدي جي" يشبه الأجواء من حوله؛ ساد الهدوء في شارع الثورة بمنطقة الدقي، يتقدم المشاركون في الاستفتاء على تعديل مواد الدستور نحو مدرسة جمال عبد الناصر الإعدادية للبنات، يؤدون التصويت ويرحلون في دقائق، فيما يقف فارس متكئًا على قدمه اليمنى، يعيد تشغيل الأنغام المعتادة أوقات الانتخابات، وتكسو ملامحه -البادي صغر عمرها- التأني.

منذ أربعة أعوام، قرر فارس مشاركة شقيقه الأكبر في عمله "شغال في الدي جي يجي من 18 سنة"، ابتهج صاحب السادسة عشر عامًا بحضور الأفراح، قبل علمه أن مهمة مشغل الأغاني لا تقتصر على الحفلات فقط، حين صحب أخيه، 27 عامًا إلى اللجان الانتخابية، كان وقتها لازال يتعلم "أصول المهنة"، لكنه تلك المرة مع الاستفتاء على تعديل مواد الدستور أعطاه أخيه رخصة القيادة "دي أول مرة أنزل لوحدي في انتخابات وامشي الشغل"، يشعر الفتى بالمسؤولية، وإن كان يعلم ما عليه "بفضل أعيد في الأغاني السياسية وأعلي وأوطي حسب ما بيتقالي".

يقف فارس ومن حوله أربع سماعات كبيرة، ومن خلفه شاشة تعرض تصوير أغاني وطنية، يحضرها بالطلب، يكسر الهدوء من حوله بالتصفيق وحيدًا بين الحين والآخر، ما إن توشك أغنية على الانتهاء حتى يشغل التالية، لكن الأمر ليس سهلاً كما يقول "الصعوبة إن الواحد يعرف يقرأ انجليزي عشان يشغل الأغاني وإلا لازم يحفظها"، لا يجيد طالب الصف الثالث الثانوي التجاري الإنجليزية، لذلك يحفظ ترتيب أسماء الأغاني عن ظهر قلب.

عمر فارس لا يمكنه من الانتخاب، إذ يكمل السادسة عشر عامًا في يونيو المقبل، لكنه يوميء برأسه حين يُسأل عن إدلائه بصوته ويقول "ماليش في السياسة". يعتبر فارس وقوفه على "الدي جي" مهمة، لا يفضلها، لكنه يراها مساعدة لشقيقه من ناحية وتدر عليه الدخل في الوقت ذاته "اليوم في الأفراح بـ700 جنيه وفي الانتخابات بـ1000".

يفضل ابن منطقة ميت عقبة أجواء الأفراح عن الانتخابات، إلا أنه لا ينسى العام الماضي في انتخابات الرئاسة، كان يرتكز مكانه مع شقيقته أمام اللجان في منطقة سكنهم "كانت أتوبيسات كتير تيجيب ناس وتدخل تنتخب ويخرجوا فرحانين ويرقصوا"، تلك الأوقات المفرحة هي الأفضل بالنسبة له.

يعلم فارس أن ما يقوم به عملا مؤقتًا، لا يشغله الأجواء من حوله، يلتفت فقط لتنفيذ مهمته حتى انقضاء الأيام الثلاثة للاستفتاء، فيما يحلم أن ينهي دراسته حتى يعمل مع أبيه في شركة الاتصالات، مفضلا أن يكون موظفًا على العمل خلف السماعات.

1

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان