إعلان

"نوتردام".. الحريق في عيون مصريين زاروا الكنيسة الفرنسية

10:54 ص الأربعاء 17 أبريل 2019

حريق نوتردام

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب- محمد زكريا:

كانت أول ما اختار الشاب زيارته، في رحلة إلى باريس بالعام 2011، لذا عندما وصل خبر الحريق إلى مسامع فادي فرانسيس، أحس حزن شديد، كأن النار مست قلب الشاب، قبل أن يسأل نفسه عن مصير تلك الشبابيك الملونة على جدران الكنيسة، وكانت هي أكثر ما شد انتباهه بدخل "نوتردام".

مساء الاثنين، اندلع حريق في كاتدرائية نوتردام الفرنسية، أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في العالم.

داخل الكنيسة الأثرية، التي استغرق بناؤها أكثر من 100 عام، في القرن 13 الميلادي، وأدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمتها للتراث العالمي في العام 1991، قضى فرانسيس حوالي ساعتين، يلف على اللوحات الفريدة، ويستمع إلى صوت عزب ينضح عن آلة الأورغان- آلة تشبه البيانو.

تربط فرانسيس علاقة بـ"نوتردام"، منذ الطفولة، وهو يتعلم بإحدى المدارس الفرنسية في مصر، ليقرأ رواية "أحدب نوتردام"، التي ألفها الكاتب فيكتور هوجو، حيث تعود أحداثها إلى القرن الـ15، وتدور أجزائها داخل الكنيسة.. ليتعلق الطفل بالإرث الفرنسي، حتى قبل أن يلتقيه.

ضمن أكثر من 13 مليون شخص، يزورون الكنيسة التي تطل على نهر السين وسط العاصمة الفرنسية، سنويا، كانت نورهان سمير في العام 2015، خلال جولة سياحية لها في أوروبا.

ورغم أن العام نفسه، شهد حادثا إرهابيا في فرنسا، نفذه عربي، حسبما أشارت التحقيقات الرسمية، إلا أن الشابة لم تلحظ أي تمييزا تجاهها في باريس، على العكس تماما، كانت تلقى ترحيبا كبيرا من الفرنسيين، حتى إن أحدهم عبر عن امتنانه لها كعربية محجبة، والتقط الصور معها، لذا ارتبطت الكنيسة في داخلها بقيم التسامح والسلام، الذي لازمها طوال جولتها بصحن "نوتردام".

ليس لهذا فقط أحست نورهان حزنا، بعد أن شاهدت النيران تلتهم "نوتردام"، لكن لإحساسها بفقد إرث تاريخي وإنساني، احتضن على مدار تاريخه المراسم الإمبراطورية وحفلات الزفاف الملكية، وبداخله احتفل الفرنسيون بالأحداث الوطنية الكبرى، لذا لم تجد الفتاة أي مبالغة في وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاحتراق الكنيسة بـ"صدمة للأمة كلها".

الصدمة أصابت جهاد حمدي، عندما علمت بحريق "نوتردام"، زارت الشابة الكنيسة مرتين، ومرت من أمامها في ثالثة، بينما تتذكر ذلك السلام النفسي الذي أحسته بداخل صحنها في كل مرة، ارتياح لم تعتده وسط تفاصيل الحياة الضاغطة.

الشابة كانت تنوي زيارة الكنيسة مرة أخرى، لكن ما إن شهدت الحريق يلتهم مبناها، أحست للحظة الأولى بصعوبة تحقيق ذلك، إلى أن علمت بالدعم المادي والمعنوي الذي تلقته الكنيسة، لذا أيقنت بأن ما تتمناه يمكن تحقيقه في المستقبل، بعد أن تُعاد إلى سيرتها الأولى.

فيديو قد يعجبك: