إعلان

"من تمصر تبصر".. حلم الأفارقة في الدراسة بالمحروسة يتغلب على مخاوف الغربة

04:07 م الأربعاء 20 مارس 2019

الشاب النيجيري محمد هادى

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب - محمود عبدالرحمن:

قبل أربع سنوات، حمل الشاب النيجيري محمد هادى، حقيبته متجهًا الى مصر لاستكمال دراسته، بعدما حصل على منحة دراسية مجانية. لم يكن قرار الرحيل وترك أسرته لسنوات سهلًا، ولكن شغف التعلم في دولة يرى اسمها في كل كتاب يقرؤه، والحصول على شهادة جامعية منها، جعله يتحمل مرارة الغربة.

محمد واحد ضمن 61 ألف طالب إفريقي يحصلون على منح دراسية في مصر، أشار إليهم زكريا ديابات، الرئيس السابق لاتحاد الطلاب الأفارقة في مصر خلال كلمة ألقاها بالمائدة المستديرة بمنتدى الشباب الأفريقي، السبت الماضي، في أسوان، قائلًا: "كلما زادت المنح تزيد إمكانيات الأفارقة نحو المستقبل".

كان محمد صاحب الـ27 ربيعًا، يجلس في الساحة الخضراء، بالقرب من كلية أصول الدين، داخل جامعة الأزهر العتيقة، يتبادل أطراف الحديث مع زملائه من البلد الإفريقي، تحديدًا أبناء ولاية كإنو، حول أمور الدراسة ومواقيت الامتحانات، قبل أن يتوجه بحديثه لـ "مصراوي": "أنا من زمان كان حلمي إني أدرس في مصر، وأحصل على ليسانس اللغة العربية.. الدراسة في مصر جعلت من إخوتي دعاة في نيجيريا".

الصورة الاولى

لم يكن محمد أول من يدرس في مصر في عائلته، بل اعتادت أسرته قبل سنوات، إرسال أبنائها لدراسة اللغة العربية بمصر بعد انتهاء مرحلة الثانوية، على الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية والسائدة لديهم، " اللغة العربية وشهادتها تجعلني أصبح معلمًا بدولتي أو أكون أستاذًا بالجامعة "، في نيجيريا يعتبرون اللغة العربية أسمى لغات العالم، تجعلهم يتدبرون القرآن الكريم، وتعليم أحكامه للأجيال الأصغر.

"من تمصر تبصر" يبتسم محمد وهو يتذكر هذه العبارة المتداولة بين عائلته، يرددونها على كل صبي في طريقهم لإرساله إلى مصر لإتمام تعليمه، "أعلم منذ زمن أن الشخص الذي يأتي إلى مصر تتفتح عيناه"، النزول إلى مصر، ومخالطة شعبها الطيب، غير من شخصيته كثيرً، كما يشير.

قبل ثلاث سنوات، طرق حسن عمر، الشاب الثلاثيني، أبواب اختبارات الأزهر الشريف في نيجيريا، أراد أن يحصل على منحة دراسية بجامعة الأزهر، لكنه أخفق، تملك منه الإحباط، وسيطر عليه الحزن، الأمر الذي جعل والده يتخذ قرارًا بإرساله لإتمام دراسته بالقاهرة على نفقته الخاصة، يقول حسن: " كثيرون هم من يتقدمون للمنحة ولا يقبلون ولكن والدي أصر على تحقيق حلمي".

الصورة الثانية

مثل جميع الأفارقة غير الناطقين بالعربية، تعلمها محمد في أحد المراكز المتخصصة، كأولى خطوات الالتحاق بإحدى كليات جامعة الأزهر، على مدار 6 شهور.

ورغم أنه يدرس على نفقة والده، أحضر زوجته بداية العام الدراسي لتدرس اللغة العربية هي أيضًا، استأجر شقة صغيرة بمنطقة حلوان، بمحافظة القاهرة، ورزق هناك مولوده الأول، أنهى دراسته، أما الزوجة فما زالت تدرس، لذا لم يستطع العودة، فقرر بدء العمل على رسالة الماجستير في تلك الفترة.

خلال الأسبوع الماضي، أشار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته في افتتاح المقر الإقليمي الدائم لشمال إفريقيا لاتحاد الجامعات الإفريقية، إلى أن هناك أكثر من 6 آلاف طالب من الدول الإفريقية يدرسون في جامعة الأزهر، بينهم 800 فتاة في المراحل الجامعية المختلفة، و2000 منحة تعليمية تقدمها مصر لطلاب إفريقيا، مضيفًا أنّ الأزهر يجهّز لافتتاح القسم العلمي في المرحلة الثانوية أمام الوافدين والوافدات من الطلاب الأفارقة إلى مصر.

الصورة الثالثة

بجوار مبنى كلية الشريعة والقانون، جلس ياسين جمعة، من مدينة دار السلام، العاصمة السابقة لدولة تنزانيا، يقبض بيده على كتاب اشتراه من مكتبة الجامعة، يتردد عليه زملاؤه الأفارقة لمعرفة منهج الدراسة، ياسين صاحب الـ26 عامًا، مثله مثل غيره الذين اتخذوا قرار الرحيل، ومغادرة أسرهم تحقيقًا لأحلامهم بالدراسة في الخارج وتحديدًا في مصر.

لم يرغب الشاب في دراسة اللغة العربية منذ صغره في المعاهد الأزهرية بتنزانيا، لكن حلمه بالسفر إلى مصر جعله يخضع لاختبارات الحصول على منحة للدراسة بكلية اللغة العربية، بجامعة الأزهر "الدراسة في مصر لها قيمة عظيمة جدًا، كما أن مصر مشهورة بالعلماء والشهادة المصرية شرف لكل إنسان أفريقي"، يقول ياسين.

فيديو قد يعجبك: