إعلان

"أوصلتني جارتي المسيحية للمسجد لأنني خائفة".. كيف انعكس حادث نيوزيلندا على كندا؟

11:15 م السبت 16 مارس 2019

حادث نيوزيلندا

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت - شروق غنيم:

لم يبث أزيز الرصاص الرعب في نفس سُكان نيوزيلندا فحسب، فعلى بُعد آلاف الكيلومترات و17 ساعة فارق في التوقيت، نهش الهلع نفس إيناس عوض، الفتاة السورية التي انتقلت إلى كندا قبل ثمانية أشهر " كنت مترددة بالذهاب للمسجد، أولادي بعد ما شافوا الخبر قالو مش عايزين يروحوا وخاصة ابني الصغير 9سنوات، كان خايف جدًا".

بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية، وفي غضون قرابة 17 دقيقة، قُتل 49 مسلمًا وأصيب العشرات في مسجدين في كرايست تشيرش بنيوزيلندا، في حادث وصفته رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن بأنه "يوم أسود في نيوزيلندا" وأنه حادث إرهابي استهدف البلد "المُسالِم".

في بلدة باري بولاية اونتاريو تقطن السورية إيناس، حاولت أن تُهدأ صغيرها، أن تطرد المخاوف من روحها، غير أنها لم تكن الوحيدة التي تشعر بذلك "المسلمون في كندا ارتعبوا وتذكروا حادثة إطلاق نار مماثلة صارت من سنتين في مسجد في ولاية كيبيك الكندية وراح ضحيتها 7 شهداء".

لازم التردد إيناس حتى ظهرت جارتها ميبل كالملاك، تعرض المساعدة بإيصالها بسيارتها إلى المسجد "قبلت عرضها لإني كنت خايفة كتير"، لم تبرح كلمات التضامن والمواساة لسان السيدة الثمانينية، أنزل ذلك بعض السكينة على نفس الفتاة السورية "وحين وصلنا المسجد، أصرت تكون معي وما تتركني وتحضر الصلاة".

قبل أن تدخل ميبل إلى المسجد خلعت ربطة العنق ووضعتها على رأسها "كتير بتحب تراعي وتحترم مشاعرنا وتحسسنا إنها زينا" تقول إيناس. في خطبة الجمعة تمسّك إمام المسجد بمعاني السلام والتآخي، وبعبارته الحانية ربط على قلوب مسلمي كندا، ألقاها بالعربية والإنجليزية، فيما لم تخلُ خطبته من الصلاة والتضامن عابر الحدود إلى أهالي ضحايا حادث نيوزيلندا "رغم الرعب، لكن أعداد المصلين كانت أكثر من المعتاد لشدة الزحام" تحكي إيناس.

صار المسجد في باري ملاذًا للكنديات أيضًا ممن روعهن الحادث وأردن التعبير عن دعمن لضحايا نيوزيلندا، حضرت مديرة الشرطة في المدينة وأقدمت للمنبر وألقت كلمة تضامن وتعاطف، كما "دخلت سيدة كندية وعانقت معظم السيدات بالمسجد وهي تبكي ومعها ورود وبطاقة تحمل كلمات التضامن أرسلتها إلى إمام الجامع"، محبّة فاضت في المكان، تحكي إيناس "وفي ولاية أوتاوا خرج الكنديون وعملوا جدارًا بشريًا حول المسجد لحماية المصلين".

تسلل الاطمئنان إلى نفس إيناس رويدًا، أدركتها المحبة فخففت من وطأة خوفها، وحين عادت إلى منزلها نشرت صورة جارتها ميبل بينما ترتدي وشاحها كغطاء رأس وكتبت ما حدث "حدث تفاعل كبير على المنشور" صلوات وعبارات امتنان كتبت للسيدة الكندية "وريتها التعليقات وكانت متفاجأة من حب الناس إلها، قالت لي هذا أول ظهور لي على الفيسبوك" إذ لا تملك صاحبة الثمانين عامًا حسابًا على الموقع الأزرق.
1

فيديو قد يعجبك: