إعلان

مسرح "أرابيسكا تياترن".. صوت اللاجئين العرب في السويد

04:30 م الخميس 07 فبراير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- رنا الجميعي:

مع بدايات إقامة هيلين الجنابي في السويد افتقدت تواجد الفرق المسرحية والأنشطة الثقافية، التي تُعبر عن احتياجاتها كلاجئة سورية، هي الممثلة التي تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية من دمشق عام 2005، لذا قررت تأسيس فرقة مسرحية، في ديسمبر عام 2015، برفقة زوجها السويدي أوسكار روسين، لتكون الفرقة مُعبّرة عن صوتهم المفقود بالسويد.

1
نحو أربعة أعوام هو عمر فرقة "أرابيسكا تياترن"، أو المسرح العربي، التي تعتبر المؤسسة المسرحية الأولى الناطقة بالعربية في أوروبا، تقول هيلين في حوارها لمصراوي إن اختيارها للمسرح جاء لأنه يساهم في تمثيل الواقع "وبيمثل قضايانا بصورة واضحة"، تأمل هيلين عبر العروض المسرحية والأفلام القصيرة التي تقوم بها الفرقة أن تحلّ المشاكل الاجتماعية التي تواجههم، فيما يحاولون أيضًا "تقديم الحلول عبر البحث وطرح الأفكار".

بدأت الفرقة بعمل ورش العمل المسرحي، وأصبح قوام المشروع الآن حوالي 15 موظف ما بين فنانين محترفين في مجال المسرح وإداريين ومنتجين،فيما لم يقتصر الأعضاء على السوريين فقط بل ضمّت فنانين من مصر والعراق ولبنان وفلسطين.

2

في عروضها الأولى توّجهت الفرقة للأطفال العرب حيث قامت بعمل مسرح الدمى والأقنعة، ومشروع يُسمى "الحكواتي"، يقدمه الممثل مصطفى الدرويش، كل تلك الأنشطة تمّت خلال الفترة التي تزايد فيها عدد اللاجئين بالسويد، كما تذكر هيلين، في الفترة من 2015 إلى 2017، وحسب احصائيات رسمية تقول فإن عدد اللاجئين السوريين في السويد وصل إلى أكثر من مئة ألف شخص حتى عام 2016.

3
اختارت الفرقة في بداياتها القيام بعدد من القصص العالمية كان أولها "الأمير الصغير"، حيث تقول هيلين إنه أول عمل مسرحي ناطق بالعربية يُقدّم في السويد بشكل احترافي، وقامت أرابيسكا تياترن بعمل أكثر من 90 عرض للمسرحية، كما تُقدّم الفرقة الآن عروض لرواية "دون كيخوتة" بالتعاون مع المسرح الوطني السويدي، وقد عرض أرابيسكا تياترن على خشبات المسارح المُختلفة داخل السويد، كذلك في المكتبات والصالات.

منذ 2017 اختلفت عروض أرابيسكا تياترن قليلًا، حيث جاءت خطة التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، لتقوم الفرقة بعمل أفلام قصيرة تركز على المساواة وحرية المرأة واحترام الحريات الفردية، حيث بدأت أولى أفلامها بالهدف الخامس وهو تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين جميع النساء والفتيات، تلك الأفلام عرضتها الفرقة على صفحتها، وحققت مشاهدة مرتفعة "فالعرض الأول شاهده حوالي مليون شخص".

هذه الأعمال القصيرة أضافت للفريق بُعدًا آخر لم يكن موجودًا من قبل "صار لنا توجه بالتركيز على حقوق الإنسان والمساواة"، وبالتدريج بدأت سلسلة من الأفلام تُناقش كذلك قضايا اللاجئين داخل المجتمع السويدي، فلا تنفصل قضاياهم عن الحقوق العامة، ومن ضمن تلك الأفلام نوقش تعنيف الأطفال من قبل اللاجئين السوريين، والذي لا تقره دولة السويد.
القضايا التي صارت محل اهتمام أرابيسكا تياترن لم تُناقش فقط عبر الأفلام القصيرة، بل قدّمت عرض مسرحي باسم "شفق قطبي"، "وهو مأخوذ عن قصص وتجارب حقيقية حدثت مع مهاجرين".



ولم تكن الفرقة بمعزل عن المؤسسات السويدية، بل على العكس قامت بعمل عدة شراكات مثل المسرح الوطني، ومسارح سويدية أخرى كـ"تور تياترن"، و"سيركوس سيركور"، "وشكل التعاون كان عبر انجاز عروض مسرحية وإقامة فعاليات ثقافية قائمة على التعددية والاختلاف الثقافي"، وتمكّنت الفرقة من تكليل مجهودهم بالنجاح حيث تلقت جائزة مؤسسة الفنان السويدي "مايكل نيكفيست"، التي تركز على الفنانين والمنظمات غير الربحية، كما تمكّنت هيلين من الحصول على منحة لمدة عشر سنوات من المجلس الفني لدعم الفنانين في السويد.

4
مازالت هيلين تتطلع للكثير، في الفترة المقبلة تتجه نحو قضايا الشباب في مرحلة المراهقة، وتتمنى بشكل عام من تحقيق الاستمرارية في عمل المسرح العربي، وتكون جزء من تطوير المشهد الفني في مجال المسرح، كما أنها تحلم بالاستمرار في مجال حقوق المرأة والتسامح والحريات الفردية.

فيديو قد يعجبك: