إعلان

من 3 أماكن مختلفة.. "سميحة" تحكي ذكريات نصف قرن مع معرض الكتاب

02:16 م الثلاثاء 05 فبراير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

تتجوّل سميحة حسن داخل معرض الكتاب في مقر إقامته الجديد بقصر المنارة في التجمع الخامس، فتستحضر ذكريات عايشتها حين ذهبت إلى الحدث لأول مرة منذ كانت في سن الثالثة عشر عامًا، وكان مُقامًا بأرض المعارض الدولية بالجزيرة (دار الأوبرا المصرية حاليًا).

في عام 1969 أقيم معرض الكتاب لأول مرة في تاريخ مصر بينما كانت تحتفل القاهرة بعيد ميلادها الألف الأول، وفي مساحة عرض 2000 متر مربع شارك الناشرون بالإضافة إلى مساهمة خمس دول أجنبية كما يذكر الموقع الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

شغف نما داخل نفس سميحة تجاه القراءة وهي صغيرة، يقع في أيديها أي كتاب فتُقلب صفحاته وتقرؤه في نهم، تسعد إذ تزور رفقة والديها مكتبات منطقة وسط البلد، تقتني قصص الأطفال بينما لا تغادر أعينها مُطالعة عناوين الروايات "بتاعة الكُبار". غير أنها ذات مرة داخل صفوفها المدرسية، حكى مدرس اللغة العربية لهم عن معرض الكتاب وأهمية زيارته، فما كان منها إلا أن انتظرت موعد إقامته وذهبت رفقة أصدقاؤها.

تحكي السيدة الستينية عن المشهد في معرض الكتاب في أول محل سَكن "كان معرض بيتباع فيه أدوات منزلية وحاجات تانية، فكنا نشوف ناس طالعة في إيديها كتاب والإيد التانية جردل ومقشة مثلًا".

لا تُغادر حالة المعرض آنذاك روح سميحة، كانت تتحيّن لحظة انطلاق المعرض، تدخر مصروفها "وأحوّش أي فلوس باخدها زي العيدية أو حلاوة نجاح"، تذهب بالمبلغ إلى المكان وتقتني الروايات التي بدأت تستقطب اهتماماتها.

عايشت سميحة محطات مهمة في عُمر معرض الكتاب، في نسخته السادسة عشر انتقل مقر إقامته إلى أرض المعارض الدولية بمدينة نصر عام 1984، اتسعت مساحة المكان وباتت 700 ألف متر مربع، فيما ارتفعت نسبة المشاركة فيه حيث يقول الموقع الرسمي لمعرض الكتاب إنه وصل إلى 34 دولة مشتركة يمثلها 670 ناشرًا.

أجواء مختلفة عايشتها صاحبة الـ67 عامًا داخل أرض المعارض بمدينة نصر، أخذت عام تلا الآخر تقتني روايات مختلفة، تشتري كتبًا في مجالات عِدة، غير أنها عاودت شراء كتب الأطفال مرة أخرى لطفلها "أنا كمان بحب أطّلع على أي كتب تعليمية".

انتقلت سميحة للعيش في السعودية، قرابة 28 عامًا قضتها السيدة الستينية هناك، غير أنها كانت تنتهز فرصة إجازة ابنها والتي تزامن إقامة معرض الكتاب في إجازة منتصف العام وتأتي إلى مصر، فتشتري الكتب بشراهة "بعتبره زي خزين الأكل اللي لازم يبقى في التلاجة، معرض الكتاب خزين السنة بالنسبة لي في الكتب".

هذا العام وبينما يُكمل معرض الكتاب عامه الخمسين تحت شعار "اليوبيل الذهبي" انتقل من موقعه مرة أخرى، ليستقر هذه المرة على أرض مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس. لم يكن جديدًا على سميحة أن تستمع لقرارٍ كهذا، اختبرت الأمر سابقًا ومعه تطورات في كيفية تنظيم الحدث "بس كنت خايفة من المشوار لإنه بعيد عليا"، لكن تبّددت هذه المشكلة بالنسبة لها حينما "شوفت إعلانات في التلفزيون إن في عربيات من المكان القديم بتوصل لهنا".

ثلاث مرات قَدِمت سميحة إلى المعرض في حُلته الجديدة "متعودة على ده، مبلحقش أشبع من المعرض وأجيب كل الكتب اللي عاوزاها من مرة واحدة"، تتجوّل في المكان بينما تشارك 35 دولة في 723 جناحًا لـ1273 ناشرًا. لم تتخلّف عن عادتها في كل مرة تعود فيها إلى معرض الكتاب، حيث تشتري كتبًا للأطفال، بعضها لحفيدها "ولنفسي، بحب طول الوقت أشوف الكتب التعليمية للطفل بتقدم إيه دلوقتي"، فيما لا تفوّت فرصة شراء روايات بالعربية والإنجليزية "مكتبتي مليانة كتب فوق بعضها، بس ده مشهد بيبسطني طول الوقت، عشان كدة معرض الكتاب كِنز بالنسبة لي".

فيديو قد يعجبك: