إعلان

بين الثانوي والجامعة.. كيف استقبل الطلاب نظام "الأوبن بوك"؟

06:37 م الأحد 13 يناير 2019

كيف استقبل الطلاب نظام الأوبن بوك

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت-رنا الجميعي:
تصوير- فريد قطب:

لم يكن نظام "الأوبن بوك" جديدًا كما يختبره الآن طلبة المرحلة الثانوية، بل يعرفه طلبة الجامعات منذ سنين، خاصة الكليات العملية التي تعتمد على الفهم، ومع الاختلاف بين المراحل التعليمية إلا أن التعامل مع نظام "الأوبن بوك" واحد، فبينما يراه البعض يستغرق وقتًا أطول لحل الإجابات، رآه أخرون أنه طريقة أسهل لأنه يعتمد على الفهم.

يبدو التغيير كوحش يقلق الجميع، لذا كان نظام "الأوبن بوك" مُقلقًا بالنسبة لطلبة المرحلة الثانوية، الذين اعتادا على تغيّر الأنظمة التعليمية من آن لآخر، وظلّ الطلبة في حيرة من أمرهم حتى اختبروا اليوم الامتحان الأول، وأمام شارع المدارس بمنطقة الدقي كان الارتياح سمة عامة بين الطلبة كانوا فتيان أو فتيات.

"زنجر ولا كريسبي".. التفتت يارا لتسأل صديقتها عن "الساندوتش" المراد، فبعد انتهاء اليوم الأول لامتحانات الصف الأول الثانوي، خرجت الصديقات معًا ليقررن الذهاب إلى المطعم المُجاور لمدرستهن. على الناصية المقابلة لما يُطلق عليه "شارع المدارس" بمنطقة الدقي وقفن يأكلن السندوتشات مُثرثرين حول أول مرة نظام "أوبن بوك".

منذ أسبوعين فحسب تيقنت الطالبات من اعتماد نظام البوكليت والكتاب المفتوح للامتحانات، المُدرسين كانوا هم وسيلة التأكد من شكل الامتحانات، حيث أدركت روناء وهايدي ويارا أن الفهم هو السبيل لحل امتحان مادة العربي "كنا عارفين إنه جاي كله أدب وقراءة"، مصطحبين معهم داخل القاعات كتاب الوزارة فقط.

على 16 ورقة كان الامتحان الذي انقسم إلى أسئلة اختيارية وأخرى مقالية، لم تحتاج الطالبات إلى فتح كتاب الوزارة كثيرًا "فتحته بس عشان أعرف أحل الاختياري، بيطلب معاني في الأدب" تقول هايدي، أما الأسئلة المقالية فتعتمد على الفهم الكامل.

مرّ اليوم على خير كما يقولون، ومع سهولة النظام الجديد إلا أن الصعوبة كانت في حلّ الامتحان في المدة المطلوبة، وهي ساعتين ونصف، حيث أردن وقت أكبر "السؤال مش مباشر وبناخد وقت ندور على المعاني في الكتاب"، لذا يتمنوا العودة إلى النظام القديم الذي تعودن عليه "بنحل أسرع ومبنحتاجش وقت كتير زي النظام ده".

1

على العكس من رغبتهن كان محمد ويوسف، بعد الامتحان انطلقا الصديقان معًا تجاه محطة مترو الدقي، لم يزل كتاب مادة العربي بيد يوسف عادل، يناقش زميله محمد ممدوح في إجاباته، علامات الارتياح تبدو على وجهيهما حين قالا "النظام ده أسهل بكتير"، حيث تمكنا من حل الامتحان بسهولة، ولم يحتاجا أساسًا لفتح كتاب الوزارة.

بينما يعلمان أن هناك مواد سيضطرا فيها إلى الكتاب، تحديدًا المواد التي تعتمد على الحفظ "زي التاريخ والجغرافيا".
عودة إلى الماضي مع طلبة الجامعات كان الأمر بالنسبة لهم مُختلف، حيث دخلوا عامهم الدراسي الأول، وهم يعلمون عن نظام "الأوبن بوك"، ففي عام 2000 كان محمد منصور في عامه الأول بكلية الهندسة، جامعة عين شمس، تعتبر ضمن الكُليات العملية التي تستلزم نظام "الأوبن بوك" داخل قاعات الامتحان، "امتحان الأوبن بوك دا كان معروف، إننا مبنعرفش نحله أصلًا"، يقولها ضاحكًا، يُفسّر الشاب تعليقه أن المواد التي تحتاج إلى نظام الكتاب المفتوح هي بالأساس تتضمن قوانين صعبة "وصعب حفظها زي مادة كانت عندي اسمها انتقال الحرارة"، وتتنوع الكُتب التي يدخل بها منصور بين كتب صغيرة الحجم "ودي بتكون كتب لدكتور المادة"، وأخرى مراجع كبيرة.

ومن نفس الكلية تخرّجت أيضًا سارة جمال عام 2012، تتذكر أن نظام الكتاب المفتوح لم يكن مُلزمًا لجميع كليات الهندسة بجامعات مصر "حسب كل دكتور، غالبًا الدكاترة اللي دارسين برة بيعملوا النظام ده"، حيث درست الشابة بجامعة المنصورة، تميل الشابة العشرينية أكثر لذلك النظام لأنه معتمد على الفهم، بدلًا من الحفظ والتلقين، تقول "المواد اللي فيها أوبن بوك هي اللي بجيب فيها امتياز"، وعلى العكس منها كانت المواد المعتمدة على الحفظ "كنت بنجح فيها بالعافية".
وعلى العكس من الكليات العملية التي يعتبر فيها نظام الكتاب المفتوح أمرًا مقبولًا، كانت سلمى أسامة الطالبة بكلية الإعلام تضطر لشرح ذلك النظام للمراقبين بالامتحانات "مكنوش فاهمين لسة الأوبن بوك"، يلزمها المراقب بترك كل الكتب التي تحملها خارج القاعة، تُعيد على مسامعهم في كل مرة حديث أستاذ مادة الترجمة الصحفية "الدكتور قالنا ندخل بالقاموس عادي"، يستغرقوا وقتًا للتأكيد من تلك المعلومة حتى يسمحوا لها بالدخول بالقاموس.
وفي آداب قسم أسباني كانت ندى مصطفى تعلم جيدًا أن لا مشكلة سوف تُقابله مع مراقبين الامتحانات، "بيكون مكتوب على الورقة مسموح باستخدام الكتاب أو القاموس"، كانت مُشكلتها الأساسية مع نظام الأوبن بوك هو التشتيت التي تشعر به "بيكون فيه صعوبة، أحل الأسئلة ولا أفضل أدور على الإجابة من الكتاب"، نفس المُشكلة تقابل زملائها الذين يلجأون إلى حفظ أجزاء كبيرة من المادة بدلًا من استخدام الكتاب.

فيديو قد يعجبك: