إعلان

دعم عبر الإنترنت.. كيف تقف بجانب مُحاربي السرطان؟

06:31 م الأحد 19 أغسطس 2018

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت- شروق غنيم:

لم يكن أحمد عزب بعيدًا عن السرطان؛ عايش كيف يسحب المرض الحياة من أصدقاؤه، كان يعلم أن الدعم النفسي هو طوق النجاة لهم، نبت اهتمام بداخله تجاه المرض، كيفية مواجهته، بذل المهندس الشاب مجهودًا حتى أصبح مُلمًا بكيفية دعم مُحاربي المرض، كان ينقصه فقط أن يجد مكانًا يستيطعتقديم ذلك من خلاله، حتى وجد مجموعة "السرطان بداية حياة".

في أواخر عام 2016، كانت مجموعة "السرطان بداية حياة" هي مُتنفَس عزب بعيدًا عن العمل، أسسها عبدالرحمن البراني على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من أجل دعم محاربي السرطان عبر الإنترنت، غير أنه أراد إضافة شيئًا مُختلفًا.

كبر أعداد المنضمين إلى المجموعة تدريجيًا، كذلك عدد القائمين عليه، طوروا من الفكرة، وجدوا أن المقابلات على الأرض ستفتح مجالًا أكبر للدعم، تكوّن علاقات صلبة بينهم والمحاربين، باتت التجمعات شيئًا أساسيًا، يمنحهم الدفء "لما بنتقابل كلنا كل واحد بيحكي عن مشاكله وبنبدأ نقترح حلول، وساعات بننسى مشاكلنا بمجرد ما كلنا نتقابل، زي أي عيلة بتتلاقى عشان تتونس وتتسند على بعضها".

سعي البراني لدعم المتواجدين داخل المجموعة لم ينتهِ عند الجانب النفسي؛ فكّر في أن وجود أطباء متخصصين سوف يكون إضافة مهمة بالنسبة لهم "خصوصًا لما بتطلع إشاعات ليها علاقة بعلاج جديد للمرض مثلًا"، بات هناك مجموعة أطباء يقدمون النصح والإرشادات مجانيًا داخل المجموعة على مدار اليوم "محدش بيتأخر لو لقى حد محتاج لمساعدة".

يؤمن البراني بأن الدعم النفسي مهم خلال رحلة العلاج، يشعر بذلك من خلال تجربته مع المتواجدين في المجموعة الإلكترونية "في ناس كان عندها يأس وبطلت علاج ودخلت كتبت على الجروب، ساعتها كل الموجودين بيقفوا جمبوا واللي عنده تجربه المرض وخّف منها بيحكي عنها عشان نحفزه يرجع تاني يتعالج".

لا ينسى صاحب الـ24 عامًا مشاعره حين وجد أشخاص عادوا مرة أخرى إلى مقاومة المرض "شعور ميتوصفش لما نلاقي الجروب سبب في إن واحد يرجع للعلاج تاني"، فيما تُقدم المجموعة أيضًا توعية للمتواجدين بضرورة الكشف المبكر، أو كيفية التعامل عند اكتشاف إصابة شخص بالسرطان "أهم حاجة بنقولها إنهم ميحسسوش الشخص بشفقة أو إنه صعبان عليهم، ده مرض زي أي حاجة تانية ويقدر يتغلب عليه".

داخل "الجروب" تدور الاستفسارات حول كيفية التعامل مع المرض، لا يتوانَ المتواجدون عن الرد، فيما يتخطى الأمر كونه إلكترونيًا فقط، يحكي عزب "لما حد بيكتب إنه هياخد كيماوي لأول مرة بنفّضي نفسنا ونروح معاه عشان ميبقاش لوحده، أو لحد محتاج أي مساعدة محدش بيتأخر على إنه نروحله فورًا حتى لو كنا الفجر".

أصبحت المجموعة قائم على تنظيمها قرابة عشر أشخاص "وأي مساعدات بنقدمها بتبقى على حسابنا الشخصي لإننا مبنقلبش أي تبرعات" يقول البراني، فيما يحكي عزب عن بعض الصعوبات التي يواجهونها "لما حد يشتكي من حاجة تبع مؤسسة علاجية، أوقات مبنقدرش نساعد لإن ده مبيبقاش في إمكانيتنا".

بات "الجروب" مُلتقى لمحاربي السرطان من محافظات شتّى، كذلك الداعمين لهم ممن عايشوا مرور أحدمن أقاربهم مع المرض، غير أن ذلك لا يُقدم بشكل جاف، كالعائلة التي توجّه برفق أحد أفرادها، فيما يشعر عزب بأهمية انضمامه للمجموعة "كل ما بتابع شخص وأشوفه بيتحسن خلال رحلته، دي بتبقى أحلى لحظة بالنسبة لي في الحياة".

فيديو قد يعجبك: