إعلان

رغم استخدامها كأداة توثيق.. لماذا ابتعد شاب عن شراء "الجرايد"

05:56 م الإثنين 13 أغسطس 2018

الصحف اليومية في القاهرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

تصوير- محمد حسام الدين:

في منزل محمد سمير، يتكوّم الزمن في هيئة مانشيتات، كانت الصُحف بالنسبة للشاب أداة توثيق، اعتاد أن يشتريها ويحتفظ بها ويحافظ عليها بعيدًا عن العبث، يعلم أنه في لحظة ما ستكون وثيقة تاريخية يُخرجها لأحفاده، يطالعهم على لمحات من الماضي، يحكي لهم عن الفترة التي عاش بها، ورغم ذلك كله، فإن سمير لم يعد يشتري الجرائد الورقية الآن.

يتذكر سمير حين انكّب فجأة على شراء الجرائد، كانت البداية عام 2009، تغلّفت تلك الفترة من حياته باهتمام بما يجري في البلاد، باتت الجرائد بالنسبة له أكثر من مصدر للأخبار وما يدور من أحداث، ولع تملكه لقراءة المقالات، ينتظر بلهفة كاتب مُحبب من إسبوع لآخر "كان في جراءة في التحليل للوضع السياسي الموجود، ده شكل وعي سياسي بالنسبة لي".

تصاعد الأحداث في مصر كان سببًا إضافيًا لاهتمام الشاب الثلاثيني بشراء الجرائد، مع حلول بدايات عام 2011، كانت هناك أخبارًا عن شيئًا مختلفًا سيجتاح ميادين مصر، اهتّم سمير بالأمر "وبالنسبة لي الجورنال هو اللي هيحكي لي في إيه، بقيت أشتري الجرايد اليومية ولسة فاكر لحد دلوقتي مانشيت إنذار".

بالنسبة لسمير كانت الصُحف الورقية هي مصدر الخبر والتحليل والكشف، لذا حين قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير كان يشتري يوميًا إصدارات أكثر من صحيفة "فضلت على الحال ده لحد بعد التنحي بشهر"، قد تكون انتهت أحداث الثورة لكنها لازالت موجودة داخل خِزانة سمير "محتفظ بكل الأعداد والجرايد اللي اتناولت الموضوع، مفتحتهاش من ساعتها لكن عارف إني هطلعها لأحفادي مثلا لما أبقى ستين سنة ولا حاجة".

ظل سمير على هذا الحال، يهتم بمانشيتات الجرائد صباح كل يوم، ما الذي تتناوله صحيفته المُفضلة من موضوعات، واحتفظ بشغفه تجاة كُتاب رأي آخرين، غير أن مع نهاية عام 2012 بدأ في التراجع عن كل ذلك، مع انهماكه أكثر في مهنته كمدير تسويق في إحدى الشركات الدولية، وشغفه وممارسته لفن التمثيل، وبات شراء الجرائد في تلك الفترة نادرًا.

سحبت عجلة العمل ومسؤلياته اهتمام الشاب الثلاثيني بمتابعة الأخبار كما مضى، ومعها انسحبت الجرائد اليومية من يديه، غير أنه من حين لآخر كان يزور مقالات كتاب رأي على المواقع الإلكترونية، تدريجيًا حّل الهاتف المحمول مكان الصحيفة "زيادة عدد مستخدمي الإنترنت بقى أكتر والخبر بيجيلك في إيدك في لحظتها، مش محتاج تستني لتاني يوم".

لم يعد سمير مهتمًا بشراء الصحيفة الورقية "مفيش وقت للقراية ومبقيتش حاسس فيها حاجة مهمة أكتر من اللي بشوفه على السوشيال ميديا أو على المواقع الإخبارية على الإنترنت"، وكذا فقد اهتمامه بمتابعة كل ما يدور مثلما اعتاد سابقا "لو شوفت عنوان لخبر واهتميت بتفاصيله ممكن أدخل اقراه على الموقع الإلكتروني وخلاص".

قبل شهرين كانت آخر تجربة لسمير بشراء إحدى الجرائد الإسبوعية "مش عشان أي حاجة غير طبيعة شغلي في الإعلانات"، فعمله في مجال الإعلانات يستهدف الإعلان من خلال الصحف الورقية لكن على فترات متباعدة تصل إلى ستة أشهر أو سنة.

رغم أن بورصة عمله قد تتأثر بتصاعد وتراجع بيع وشراء الجرائد الورقية أو أسعارها، إلا أنه حين سمع عن الزيادة المُرتقبة لأسعار الصحف لم يعبأ كثيرًا كرجل في مجال الإعلانات أو حتى كقارئ "طبعًا سعر الإعلان هيزيد، بس مش تأثير كبير وده كان متوقع بالنسبة لنا".

رغم كل ذلك لا تزال للصحيفة الورقية جلال في نفس سمير، شئ من رائحة الماضي وأحداثه، ملمس الورق، القراءة بتمهُل لمقالات الرأي والتحليل "والجورنال له كدة قعدة معينة ووقت معين"، غير أن الزيادة نفسها لم تكن سببًا في أن يبتعد سمير عن شراء الصحف "الموضوع بادئ من بدري بالنسبة لي، وبحكم طبيعي شغلي متوقعين إن الإنترنت هيغير مسار الصحافة الورقية".

فيديو قد يعجبك: