إعلان

"خشب" من حضن البحر.. كيف يحوله طبيب عظام إلى أثاث؟

11:05 ص الإثنين 09 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

منزل هادئ بمنطقة العجمي في الإسكندرية، يطل على العالم الأزرق، هو كل ما يملكه شهير ماجد، منذ كان صغيرًا، ترّبى على اللعب مع البحر، الرمال، الشجر، والطيور، ارتبط بالمكان، وأسرته الطبيعة، لذا حين كبر لم يكن غريبًا أن يهجر كل شيء من أجل تمضية وقته معهم.

كان والده الدكتور ماجد موريس يُحب أعمال النجارة، بجانب المنزل أقام ورشة، عالم خاص يدخله، عن كثب تابع شهير أيادي والده بينما تطرُق على الخشب، كيف يصوغ منه كراسي، طاولات، وخزانات ملابس تستقر في المنزل في النهاية، تعلّم مبادئ النجارة وأحبها كما والده.

على درب أسرته، درس شهير الطب، تخصص في العظام "لكن عمري ما كان الموضوع في دماغي، لأنه مش الحاجة اللي نفسي أمارسها في حياتي"، ظل هذا الخاطر يدور بوجدان شهير، رغم أنه أمضى في المجال ما جعل له عيادة خاصة واسم معروف بالمكان.

قبل عشرين عامًا، كلما تجوّل شهير عند البحر، يجد على شاطئه خشب، ظل في حُضن البحر لفترات لا يعرفها أحد، لكنها استقرت في النهاية عند أقدام شهير "وأنا غاوي موضوع النجارة، فبقيت بلمه وأخده على الورشة أشتغل عليه".

لخشب البحر مميزات أغوّت شهير "شكله بيعجبني لأنه يبقى متاكل، ومتسنفّر في المية والرملة، وحروفه ملفوفة وله شكل وشخصية ولون مختلف تمامًا عن اللي الواحد بيشتريه من المحل"، من هنا بدأت قصة شهير مع إعادة تدوير ما يُعرف بـ"Driftedwood".

ظّل شهير على ذلك، يُجمِع ما في جوف البحر من خشب، ثم يُعيد تشكيله في صيغة كراسي، ترابيزات، لكن ظّلت تلك المنتجات حبيسة الورشة ومنزله، إلا أن دعاه منذ 12 عامًا أحد أصدقائه للمشاركة في معرض "كنت متردد لأني بعمل الحاجة لنفسي.. لكن قولت أجرّب"، أحّب الحاضرون ما صنعه، بيع الأثاث، ونجحت التجربة.

ظلت حياة شهير مُعلّقة ما بين الطب والخشب، إلى أن حسم شغفه الأمر منذ ثلاث سنوات، حين قرر ترك مهنته والتفرغ لصناعة الأثاث" مكنش قرار سهل، اللي حواليا بقوا يقولوا هتسيب الجراحة وتشتغل نجار؟ محدش كان موافقني في القرار، بس أنا قلبي مش مبسوط في المجال الطبي، ولقيته مع النجارة".

في نظر شهير، فإن ما يفعله ليس النجارة التقليدية "الخشب اللي بستخدمه كل خشبة مفيش شبهها، زي اللوحة.. البحر بيخلي خصوصية لكل قطعة ومبتبقاش فيها خطوط مستقيمة، كمان ملح البحر بيخلي مضاد للحشرات، والناس اللي بتشتري مني بتبقى شايفة إنه قطعة فنية".

دائمًا هُناك خشب على البحر، لكن أيام النوّات والعواصف يكثر تواجدها "عشان كده تدوير الخشب بالنسبة لي بعمله على طول، مبيقفش"، يذهب شهير إلى هُناك، يجمع الخشب، يُخزنه، يُصمم شكل جديد، ثم يُصنعه ويسوقه، كل ذلك بمفرده، كمشروع ذاتي مؤمنه به "القطعة بتاخد مني شهر، عشان أطلعها بجودة عالية فنيًا ومن ناحية البُنا والتعمير، ودراسة الأبعاد والزوايا والارتفاعات والنسب".

تدوير الخشب كالسحر بالنسبة لشهير، يأسره كيف يمكن "خلق حاجة من شيء مكسر وملوش قيمة"، أن تُخرِج يداه قطعة فنية من مجرد خشب مُلقى على البحر لا يُبالي به أحد، فيما يشعر براحة نفسية أكتر تجاه الموضوع "طريقة الحياة اللي عايش بيها دلوقتي صحية أكتر من زمان، بدل ما أركب العربية وأقعد ساعتين في السكة عشان أروح العيادة، بجري على البحر وبلم خشب وبعوم، وبرجع للورشة أبدع.. والإبداع أكتر متعة بالنسبة لي في الموضوع".

تابع باقي موضوعات الملف:

فتش عن المخلفات.. الكنز في إعادة التدوير (ملف خاص)

1

بالصور- في قلب الشيخ زايد.. بيت كامل من المخلفات

1

خالد حلاوة.. مدرس "فرنساوي" يحلم بمزرعة "دود" في كل بيت

2

في حي الزبالين.. إعادة التدوير "فن ومدرسة"

3

8 معلومات عن إعادة التدوير في مصر (فيديوجراف)

4

فيديو قد يعجبك: