إعلان

"سيجارة الشعب".. حكايات المصريين مع "كليوباترا"

04:50 م الأربعاء 25 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

تصوير- نادر نبيل:

من محل، بحي حدائق القبة، في القاهرة، استلم محمد الحسيني، سجائره المُفضلة، كليوباترا، دفع ثمنها، ثم أخرج واحدة ونفث دخانها في الهواء. خفّ توتره الآن، كما يقول.

من بين كل السجائر، تحظى كليوباترا بشعبية كبيرة بين المصريين، ربما بحكم العادة، وهي الأقدم بين الأنواع الأخرى، وربما لانخفاض سعرها مقارنة بـ"الأجنبية"، خاصة بعد أن ارتفعت أسعار السجائر في السنوات الأخيرة.

منذ 40 عامًا، يُدخن الحسيني السجائر، عادة قبيحة كما يصفها، لكنها باتت جزءًا منه، صديقًا لا يُفارقه، يُخرج همومه في دخانها، وتُعينه على مشقة العمل تحت عجلات السيارات.

كانت أول سيجارة يشربها الحسيني هي كليوباترا. من يومها وحتى الآن باتت نوعه المُفضل، "كليوباترا بوكس.. كليوباترا أزرق.. كليوباترا أحمر.. جولدن كليوباترا"، تتابع الرجل على تدخين أنواعها.

على مدار سنوات طويلة، عاصر الرجل كثيرًا من الأنواع الأخرى، جرب دخان الكل، لكنه لم يفضل أيًا منه، كأن صدره طبع على النفس الأول.

وأعلنت الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) عن طرح صنف سجائر جديد، كليوباترا جولدن، اعتبارًا من اليوم، الأربعاء، بسعر 15.5 جنيه للمستهلك. وكانت إيسترن كومباني أعلنت عن تعديل لأسعار البيع لبعض المنتجات من أصناف السجائر اعتباراً من الخميس الماضي 12 يوليو 2018.

لكن حسن الخولي، يتذوق سجائر مارلبورو وميريت، يُفضلها، ويصفها بأنها الأقل ضررًا على صحته، فيما يتعثر صاحب الـ30 عامًا في ثمنها، فأسعارها تبدأ من 40 جنيهًا، وهو يعمل سائقًا على ميكروباص مقابل 100 جنيه في اليوم، فكيف له أن يُخصص نصفها لشراء علبة سجائر؟

قبل سنوات، حاول الرجل الثلاثيني الإقلاع عن كليوباترا، لكنه فشل، يعود إليها مع كل فرصة، فرحة وغضبة.

داخل الكشك الموجود بحدائق القبة، كانت السجائر تتراص واحدة فوق الأخرى، على أرفف تفصل بين الأنواع المختلفة. يقول البائع حسن الصاوي، إن سجائر كليوباترا، بأنواعها، هي الأكثر مبيعًا، خاصة بعد ارتفاع السجائر في الأسابيع الأخيرة.

وتنتج السيجارة الشعبية الأشهر في الشركة الشرقية للدخان والتي يعود تاريخها لإصدار السلطان أحمد فؤاد مرسومًا بتأسيسها في 12 يوليو 1920؛ بهدف محاربة الإنتاج الأجنبي للسجائر. فيما يُروى أن تواجد نوع سجائر كليوباترا يعود لطلب الرئيس الرحل جمال عبدالناصر بتواجد نوع دخان مصري خالص، وكذا يُقال أن سبب التسمية جاء تيمنًا بالنجاح المدوي –حينها- لفيلم "كليوباترا" بطولة النجمة العالمية إليزابيث تايلور في ستينيات القرن الماضي.

محمد سيد، لا يؤمن بالتخصص، يشرب كل الأنواع، حسب قدرته المادية. في أوقات كانت تلازمة سجائر مارلبورو، أوقات أخرى يشرب "إل إم"، والآن تلازمه سجائر كليوباترا.

يعمل سيد بمطار القاهرة، ويتقاضى 1500 جنيه شهريًا، وهو ما لا يكفي احتياجاته الأساسية، لذلك يضطر إلى شراء سجائر كليوباترا بالواحدة، ويضعها في علبة: "ياه لو العلبة كليوباترا جولدن؟.. أهي تشبه الأجنبي".

فيديو قد يعجبك: