إعلان

"الفسيخ ممنوع".. كيف يمر شم النسيم على السوريين بمصر؟

07:28 م الإثنين 09 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

لا تمر احتفالات شم النسيم في مصر، دون امتلاء الحدائق العامة، وتنتشر على الموائد الأكلات المعتادة في تلك المناسبة من بيض مُلون ورنجة وفسيخ، تلك طريقة الأسرة المصرية للاستمتاع بـ "شم النسيم" فيما يتعامل معه السوريين الذين يعيشون في القاهرة والمحافظات المختلفة بشيء من القلق والخوف.

منذ 4 سنوات، حضرت مارية من سوريا برفقة زوجها وأبناءها، قادتها الصدفة إلى تزامن الأيام الأولى لهم بالقاهرة مع احتفالات شم النسيم "ما بنعرف عنه شيء في سوريا" لم تكن معتادة على الأمر في بلادها، ودُهشت حينما رأت تجمعات أمام محال الأسماك لشراء الرنجة والفسيخ.

الفسيخ.. لماذا؟

تتعجب مارية من تناول تلك الأسماك ذات الرائحة النفاذة، لم تتذوقها منذ جائت إلى مصر، لكنها مع مرور السنوات صارت تتحتفل بشم النسيم مع أفراد أسرتها وصديقاتها "بنروح حديقة الأزهر، نقضي اليوم نستمتع بالجو وبنرجع على طول" لا تعتقد أن الاحتفال له قيمة دون الرفقة من عائلتها.

تنظر مارية إلى "شم النسيم" كإجازة لابنها الصغير من الدراسة، وعُطلة رسمية للبلد التي تعيش فيها، تمنح الأسرة الفُرصة إلى الخروج سويًا وقضاء وقت جيد، وهو ما تفعله عدد من الأسر السورية لمشاركة أشقائهم المصريين الأعياد-وفق عائشة الأيوبي، عضو بجمعية رابطة سوريات.

أجمل ما في شم النسيم، كما تقول الأيوبي، حينما ترى الأطفال ينطلقون هنا وهناك في الحدائق العامة بفرحة وأيضًا الأسرة البسيطة تتفرش الأرض ويتناولون الغداء معًا " بتحس عن جد فيه روح عيد، وحفاظ على تراث قديم بين المصريين".

اختفاء الناس

كانت الأيوبي دُهشت هي وأسرتها في أول شم نسيم يمر عليها بمصر "لقينا الشوارع فاضية" من عادتهم الخروج في كل فُرصة سانحة "لقينا الحدائق مليانة مفيهاش مكان نقعد" تذكرها ضاحكة. أدركت وقتها أن هذا الاحتفال مميز لدى أهل القاهرة.

لا تأكل الأيوبي الفسيخ "سألت عنه قالولي مو صحي" أخبروها الحقيقة، بأنه سَمك يتم حفظه بطريقة غير صحية "عشان كدا ما جربت أدوقه أبداً" تتذكر عيد النيروز في سوريا المشابه لأعياد الربيع في مصر "بيخرجوا الناس على الحدائق، بييعملوا مخيمات ويشعلوا النار" كما يتناولون "المشاوي والكِبد، احنا مشهورين بهيك" وفق نورة البقاعي سورية تعيش بمصر.

لم تشارك البقاعي في أي احتفال بعيد شم النسيم منذ قدومها إلى مصر، يمر عليها كأي يوم عادي، تتابع فقط ما يدور في الشوارع والحدائق من خلال شاشة التلفزيون. ولم تستصيغ تذوق الرنجة أو الفسيخ.

رِزق

داخل محل للهواتف المحمولة بمنطقة 6 أكتوبر، ينهمك أيهم، الشاب السوري، في التعامل مع عشرات الزبائن، يعتبر احتفالات شم النسيم فُرصة للزحام وتدفق مزيد من الناس على المحل الذي يعمل به "الجميل إنك بتتعامل مع ناس حالتها المزاجية كويسة".

يقع المحل بجوار واحد من أكبر المطاعم في منطقة السادس من أكتوبر، يرى كم كبير من المواطنين يحضرون لتناول الغداء، بعضهم يرقص بجوار السماعات الضخمة التي تبث أغاني حماسية "عيد حقيقي" يحضره للعام الثاني على التوالي، لكنه لا يتمكن من المشاركة فيه "السوريين اتعودوا على الشغل طول الوقت، ما في وقت للاحتفال".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان