إعلان

في محبة شادي عبدالسلام.. مظاهرة شبابية لمشاهدة فيلم المومياء

05:28 م الخميس 05 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

حينما أنتج فيلم "المومياء" لمخرجه شادي عبدالسلام عام 1969، بطريقته غير المألوفة على السينما المصرية، لم يُعرض وقتها بالسينمات، فقد استغرق الأمر خمس سنوات حتى شاهده الجمهور المصري، أما دول العالم فكانت قد احتفت به أشد احتفاء، وفي مارس الماضي كان عبدالسلام يبتسم داخل قبره، فقد حظي الآن على تكريم مُشرّف، حين اصطف مُحبوه من الشباب في طابور طويل داخل مكتبة الإسكندرية، لمشاهدة فيلمه الروائي الوحيد.

في ذكرى ميلاد عبدالسلام أتى أكثر من 500 شخص، حتى يُشاهدوا النسخة المرممة من فيلمه "المومياء"، حصلت مكتبة الإسكندرية على النسخة الحديثة لفيلم "المومياء" عن طريق "سيماتيك بولونيا"، كما يقول، مبرمج السينما في مركز الفنون بالمكتبة "أحمد نبيل"، لمصراوي، وكان المسئول عن ترميم الفيلم مؤسسة "سينما العالم" التي يرأسها المخرج الأمريكي "مارتن سكورسيزي".

لم يجد نبيل فُرصة أفضل لعرض النسخة المرممة سوى ذكرى ميلاد عبدالسلام. هي المرة الثانية التي تُعرض فيها النسخة المرممة من الفيلم، ففي عام 2009 أهدى مهرجان القاهرة السينمائي دورته الـ33 للمخرج "شادي عبدالسلام"، أو كما لُقّب بـ"الفرعون الأخير"، وقتها عُرض الفيلم على جمهور المهرجان.

تنبع أهمية "المومياء" من طريقة سرده الغريبة عن المعتاد بالسينما المصرية، كذلك مشاهد الفيلم الذي يعتبر كل واحد منها لقطة مُتكاملة مصنوعة بمهارة من الديكور والملابس، يحكي الفيلم واقعة حقيقية حدثت في القرن الثامن عشر، تحديدًا عام 1881، حيث تعيش قبيلة الحربات بصعيد مصر على سرقة وبيع الآثار الفرعونية، ويقوم أحد أبناء شيخ القبيلة بإبلاغ بعثة الآثار عن مكان المقبرة التي تبيع قبيلته محتوياتها.

تحث قصة الفيلم على التمسك بتاريخ الأجداد، وهو الأمر الذي اهتم به عبدالسلام كثيرًا، حيث قال جملته الشهيرة "قضيتي أن يعرف الناس من هم وماذا كانوا وماذا قدّموا، لابد أن نوصل بين إنسان أمس وإنسان اليوم لنقدم إنسان الغد".

من بين الحضور جاءت عصمت قنديل، زوجة الكاتب علاء الديب، مؤلف الحوار بالفيلم، الذي كتب قصته عبدالسلام بالإنجليزية، سعدت السيدة بالحدث السينمائي كثيرًا "حاجة مفرحة، الشباب اللي حضروا نفسهم يشوفوا حاجة حلوة وهما عكس الناس ما بتقول عليهم، متعطشين للفن".

تتذكر عصمت كيف كان يحكي الديب عن علاقته بشادي، وأوقات كتابته الحوار اللافت بلغته الوسيطة بين الفصحى والعامية "كان بيقول إنها أجمل الأوقات اللي اشتغل فيها، وقتها كان شاب لسه، كان بيجيله البيت كل يوم".

لم تُشاهد عصمت النسخة القديمة من الفيلم "كنت أسمع إن الناس بتشتكي من الصوت، واللقطات مش واضحة"، حيث تمتلك نُسخة صحيحة للفيلم بمنزلها، على العكس منها كان محمد صلاح الذي يشغل منصب رئيس وحدة المونتاج بمكتبة الإسكندرية، وواحد من الحضور "شفته زمان في التليفزيون وبعد كدا في مراكز ثقافية، وقتها مكناش بنكمل عشرة بيكون نصهم من صناع الفيلم".

لم يعهد نبيل جُمهورًا بهذا الكمّ الكبير من قبل "معتقدش إن فيه عدد زي ده حضر افينت سينمائي متخصص بالشكل ده"، من وجهة نظره أن أكبر عدد حضر بهذا الشكل سابقًا كان "بعد ترميم الفيلم في 2010 زار سكورسيزي المكتبة وعمل ماستر كلاس، وقتها استضافه الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة وعزم فنانين كتير".

يذكر نبيل أن برنامج سينما الأحد الخاص بالمكتبة هو مشروع أسسه الناقد السينمائي سمير فريد "أنا بدأت اشتغل معاه من 2008 وكملت بعد وفاته".

خصوصية الحدث تنبع في رأي نبيل من أهمية فيلم المومياء، كذلك فإن عرض النسخة المرممة داخل مكتبة الإسكندرية هو نقطة لافتة "شادي عنده متحف خاص بيه في المكتبة وهو السينمائي الوحيد اللي له متحف في مصر"، كما أن ولادة عبدالسلام بالإسكندرية لها مذاقها أيضًا.

تمت دعوة عدد من الفنانين وصناع السينما لحضور هذا الحدث، من بينهم مهندس الديكور "أنسي أبوسيف"، الذي كان ضمن طاقم الديكور "وواحد من المقربين لشادي"، كما دعا نبيل عددًا آخر من المحبين والأقرباء "منهم الأستاذ مجدي عبدالرحمن المشرف على العملية الأولية لترميم الفيلم، والأستاذة مريدي النحاس بنت أخت شادي، هو مكنش متزوج فهي أقرب حد من نسله موجود".

في منتصف الطابور وقفت عصمت تنتظر دورها "كنت محظوظة بالدخول، الطابور كان لحد الشارع، فيه ناس جت ومشيت"، يقول نبيل إنهم قاموا بفتح قاعتين لعرض الفيلم بشكل متوازٍ، "قاعة المسرح الصغير وقاعة المحاضرات الغربية"، كذلك لفت نظر صلاح حجم الجمهور فقام بالتقاط صور نشرها على صفحته بالفيسبوك مُندهشًا من العدد "كانت مفاجأة، الحضور بالشكل ده معناه إن فيه أجيال جديدة وعيها بيتشكل في منطقة بعيدة عن اللي احنا متخيلينه".

9

كان حرص صلاح شديدًا لمُشاهدة النسخة المرممة "الفيلم دا مالوش شبه كتير في السينما"، يعمل صلاح في السينما منذ عام 2006، ويرى ضرورة مشاهدة أي مهتم بالمجال لهذا الفيلم، بالنسبة لصلاح كانت تجربة مُثيرة، مُقارنة بالنسخة القديمة فالفارق الذي رآه بالألوان "التانية كانت ألوانها باهتة، دي حقيقية، زي ما يكون عندك صورة فوتوغرافية باهتة، وصورة حديثة"، ومن أكثر المشاهد التي استرعت انتباه صلاح كان مشهد دفن شيخ القبيلة "دا كان مشهد مبهر"، كذلك مشهد النهاية الخاص بالتوابيت "وهي بتتحرك من المقبرة للمركب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان