إعلان

في منشأة ناصر.. سيدات "حي الزبالين" تصنعن الجمال من "بواقي" القماش

06:07 م الثلاثاء 25 ديسمبر 2018

السيدات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

قبل عشرين عاما كانت حنان ثروت تجلس قبالة والدتها، تُشاهدها بينما تجمع قطع القماش الصغيرة، تحيكها سويا، وتصنع منها أشكالا جديدة، كانت الشابة وقتها مأخوذة بالفكرة، وخلال أشهر معدودة التقطت "الصنعة"، انضمت لجمعية "حماية البيئة من التلوث" وأتقنت فن "الباتشوورك"، وباتت جزءً من قصة الجمعية التي تخدم سيدات منطقة "منشأة ناصر".

داخل المعهد الفرنسي، بمنطقة المنيرة، جلست حنان بجانب ميرفت جورج، تسوقان للمنتجات المتراصة أمامهما، والتي تنوعت بين أغطية للسرير، ألعاب محشوّة، حقائب مصنوعة يدويا ومفارش. في التسعينات كان حي الزبالين بمنشأة ناصر بالقاهرة، يقتصر على عمل الرجال فقط "اللي بينقلوا القمامة من أماكن لأماكن تانية وبيفرزوها وبيتاجروا فيها"، حتى قررت ليلى إسكندر، الوزير الأسبق للبيئة، أن تطور المنطقة بمساعدة آخرين "كانوا بياخدوا بواقي المصانع ويعلموا الستات الباتشوورك بدل ما البواقي تترمي في الزبالة أو تتحرق وتلوث الشارع" حسبما تحكي حنان.

1

حينما انضمت حنان للجمعية لم تواجه صعوبات في الاندماج "كنت فهمت الدنيا ماشية إزاي من والدتي"، مازالت الأم الأربعينية تتذكر سهر والدتها لساعة متأخرة من الليل "هي كانت اول واحدة تشتغل في قسم الباتشوورك، مكنش فيه غيرها وقتها ومكنش فيه مكن خياطة"، ومع الوقت تطور العمل؛ انقسم المكان لأجزاء عديدة؛ بين المشغل، العمل على النول، و"الباتشوورك"، وصناعة الحقائب يدويا "غير الستات اللي بتشتغل من بيتها".

العمل ليس سهلا "صحيح هي قصاقيص بس لازم تتخيط بالمسطرة"، تقول ميرفت إن التعلم يأتي بالخبرة، تعمل السيدة في منزلها منذ أكثر من عشر سنوات "باخد التصميم والقماش والأدوات واشتغل واوديهم الجمعية"، تغيرت حياتها كثيرا "بقى معايا مرتب شهري بساعد بيه في البيت، الفلوس بتحمي من الحوجة لأي حد"، لذا علمت ابنتها الأكبر نفس العمل "بقت تصرف على نفسها".

في منزل حنان، يتشابه الوضع "بناتي الاتنين بيشتغلوا مع الجمعية"، لا تعمل الأم في الخياطة فقط "باخد الشغل من الجمعية واوزعه على السيدات عشان يطلعوا المنتج". تواجه حنان صعوبات في العمل، لكن المزايا أكثر "بنشوف ناس جديدة، بنقابل أجانب وبنتعلم شغل مختلف كل فترة".

بين الإسكندرية، الساحل الشمالي، شرم الشيخ ومحافظات أخرى يجوب العاملون بالجمعية، يلمسون النجاح الذي يحققونه، تذكر حنان زميلهم الذي باع إحدى الحقائب لزوجة الرئيس عبدالفتاح السيسي "كان في ملتقى الشباب واشترت الشنطة المصنوعة من أغطية الكانز ودفعت حقها مرضتش تاخدها ببلاش"، تحكي السيدتان بفخر عن تلك اللحظة، قبل أن تضيفا "غير الناس الأجانب اللي بتسأل عن شغلنا بالاسم".

2

في حي الزبالين، حيث تعيش ميرفت وحنان، تغيرت النظرة لعملهما كثيرا، فبينما واجهت المبادرة في البداية تعجب البعض "إزاي ستات تشتغل ويعملوا منتجات من القصاقيص"، إلا أن الحال أصبح أفضل "بقوا ييجوا يسألونا بتشتغلوا إزاي، وبيضربولنا تعظيم سلام".

فيديو قد يعجبك: