إعلان

بميدان رمسيس.. البطاطس تهزم اللحمة في طابور "وزارة الداخلية"

05:26 م السبت 27 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في قلب ميدان رمسيس بالقاهرة، اصطف عشرات المواطنين في طابور، واحد للرجال وآخر للسيدات، من أجل الحصول على حبات البطاطس والطماطم، التي تبيعها وزارة الداخلية في منفذ "أمان"، بعد أن ارتفع سعر السلعتين بحوالي الضعف في السوق المحلي خلال الأيام الماضية.

يتبع منفذ "أمان" وزارة الداخلية، لها 924 منفذًا في جميع محافظات الجمهورية، والهدف منها هو "المساهمة في تلبية احتياجات المواطنين من السلع الغذائية الأساسية بأسعار تنافسية"، بحسب الوزارة، والتي أعلنت أنه جار التوسع في فتح المزيد من فروع المنظومة تباعًا.

على كرسي، بداخل خيمة، يُعلق على حائطها صورًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، مُزيلة بكلمات: "تحيا مصر"، يجلس شاب مرتديًا لقميص مكتوب عليه "كلنا واحد"، يستلم ستة جنيهات على كل كيلو بطاطس وخمسة على كل واحد من الطماطم، فيما يقول إن كل مواطن له ثلاثة كيلو جرامات كحد أقصى، قبل أن ينشغل في الحديث مع عجوز يقف أمامه.

في منتصف الطابور، وقف محمود حسين، يضرب كفًا بكف، بينما يُشير إلى منفذ بيع اللحوم، الذي كُتب على حائطه 90 جنيهًا لبيع الكيلو، قبل أن يقول: "وصلنا لمرحلة أن طابور اللحمة فاضي وطابور البطاطس عليه خناق".

المواطن أحمد الصاوي، تاجر فاكهة، أتى من محافظة القليوبية خصيصًا لشراء ما يحتاجه لتجارته، لكن ما أن علم ببيع البطاطس والطماطم بأسعار مُخفضة، حتى قرر الحصول على حبات منها. يقول الصاوي إن تدخل وزارة الداخلية لتوفير الخضروات بتلك الأسعار، بادرة جيدة، لكنه يتساءل: ما الذي يمنعها عن أداء دورها في منع الاحتكار بالأسواق؟

لا يعرف أحمد الصاوي السبب وراء الارتفاع المفاجئ في سعر البطاطس والطماطم بالأسواق في الأيام الأخيرة. لكن جمال علام، نائب رئيس شعبة تجار الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، يُرجع في حديث لمصراوي ارتفاع سعر الطماطم هذا العام إلى إصابتها بفيروس اسمه "الأوراق المتجعدة"، وارتفاع سعر البطاطس إلى زيادة تكلفة تخزينها في الثلاجات، وقلة المعروض منها.

وفي تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، احتلت مصر في العام 2018، المرتبة رقم 14 بين أكثر الدول إنتاجًا للبطاطس، حيث تنتج ما بين 5 و6 ملايين طن سنويًا، بحسب التقرير الذي تطابق مع تصريحات محمود عطا، وكيل وزارة الزراعة للبساتين والمحاصيل، لإحدى القنوات التليفزيونية، والذي قال إن الإنتاج لا يتم استهلاكه كليًا في السوق المحلي، بل يفيض منه، وتصدر مصر نحو 850 ألف طن بطاطس سنويًا.

وقال أحمد الشربيني أمين عام جمعية منتجي البطاطس إن القوات المسلحة تجهز مساحات كبيرة من الأراضي لزراعة البطاطس، وهو ما ينبئ بحل الأزمة عن قريب، حسبما ذكر في مداخلة تلفزيونية.

على باب الخيمة، كانت أشولة البطاطس مرصوصة واحد فوق الآخر، أيضًا في الداخل كانت مرصوصة، وأمامها شباب يرتدي قميص "كلنا واحد"، يقف كل واحد أمام منضدة وكل واحدة عليها ميزان، يوزن كل شاب 3 كيلو جرامات كحد أقصى، ويعبئ في أكياس بلاستيكية مطبوع عليها "أدوات كتابية ودراسية"، تُشير تلك الأكياس إلى ما كان يُباع في نفس الخيمة مع بداية الفصل الدراسي الجديد.

في ظل وجود عشرات المواطنين بمحيط منفذ البيع بميدان رمسيس، ظل المكان محتفظًا بشكل من الانضباط، من خلال عشرات العساكر الذين راحوا يُنظمون عملية البيع والشراء، وقيادات شرطية تتوزع في المكان.

لم يكن هيثم محمود، الطالب بكلية الحقوق، مشغولًا فقط بشراء البطاطس خلال انتظاره للدور، معتبرًا أن الأزمة لا تتوقف عند حصوله على الخضروات فحسب، ويناقش أقرانه في الطابور عن إمكانية حصولة على وظيفة تناسب تعليمه، شقة تساعده على الزواج، ومرتب يضمن له عيشة كريمة.

في الطابور، كان السيد محمد، ينتظر دوره، لا يهمه صاحب الـ50 عامًا من أين يحصل على البطاطس، الأهم بالنسبة له أن يشتريها بسعر يتناسب مع مقدرته الضعيفة، بغض النظر عن الجهة التي تقدمها.

فيديو قد يعجبك: