إعلان

الجدال بشأن اللغة الأيرلندية لا يزال يثير النزاع

03:18 م الثلاثاء 06 يونيو 2017

ايرلندا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

دبلن (دب أ)

تفتح اللغات الأجنبية الأبواب لأساليب حياة مختلفة، واعتمادا على مكان وجودك في ايرلندا، فإنها تفتح مرحاضا عاما مختلفا عما كنت تتوقع.

فعلى سبيل المثال الحرف "ام" الذي يشير إلى كلمة "مين" أو "رجال" أو دورة مياه الرجال في معظم البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، يعد اختصارا للكلمة الأيرلندية الغيلية "منا" – والتي تعني النساء.

وبالعكس، فإن الرجل الذي يأمل في استخدام دورة مياة في حانة في دبلن يجب أن يدخل من الباب المكتوب عليه حرف "اف" وهي اختصار لكلمة "فير" والتي تعني بالأيرلندية "رجال".

ومع ذلك، في أيرلندا الشمالية، الأمر مختلف تماما: يتم كتابة عدد قليل جدا من العلامات الإرشادية باللغة الغيلية، وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية.

وغالبا ما تكون الأسئلة حول الدين والهوية واللغة مترابطة معا، الأمر الذي يحدث تأثيرا غير مستقر، على الجزيرة الايرلندية المقسمة.

وتعد اللغة الغيلية الأيرلندية- المعروفة باسم الأيرلندية- لغة سلتية واللغة الرسمية لجمهورية أيرلندا، على الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي أكثر شيوعا على أساس يومي.

ومعظم الناس، عند سماعها لأول مرة، يجدون صعوبة في تحديد المنطقة التي تنبع منها اللغة.

وفي الجمهورية، يجب أن تكون جميع العلامات الإرشادية في الشوارع والقوانين والسجلات الرسمية، مثل رخصة القيادة، مكتوبة باللغتين الإنجليزية والأيرلندية، ويطلب من الطلاب دراسة اللغة الأيرلندية في المدرسة حتى سن 18 عاما.

ومع ذلك، في أيرلندا الشمالية، هناك تحفظات قوية ضد اللغة. وهناك جدال ظل مستمرا في منطقة النزاع السابقة لمدة عشر سنوات على الأقل حول اتفاق بشأن اللغة من شأنه أن يضع اللغة الإنجليزية والأيرلندية، التي تدرس كلغة أجنبية حديثة، على قدم المساواة.

وانهارت محادثات الائتلاف بعد الانتخابات الإقليمية في مارس، ويرجع ذلك جزئيا إلى هذه القضية، وأصبح أمام الأحزاب المتنازعة الآن حتى نهاية يونيو لتسوية نزاعاتهم، بما في ذلك المشكلات المرتبطة باللغة.

ويلخص الوضع تقرير لمعهد البحوث الاقتصادية والاجتماعية (إسري)، وهو لجنة مستقلة من الخبراء في دبلن، حيث يقول "في جمهورية أيرلندا، الرغبة في دراسة اللغة الايرلندية "لاجتياز الامتحانات" كانت سائدة، في حين أنه في أيرلندا الشمالية كان العامل الأساسي هو "تعلم اللغة الأيرلندية لذاتها"".

وتعد تكاليف الترويج للغة الأيرلندية وترجمة النصوص وجعل الدروس إلزامية تكاليف هائلة. وتشير تقديرات إلى أن الحكومة الأيرلندية تنفق أكثر من مليار دولار سنويا على تدريس اللغة، وفقا لصحيفة "ايريش اكزامينر" الأيرلندية، وهذا بدون حساب المنظمات الإضافية التي تمول مبادرات مماثلة.

وتم إنشاء معهد "فوراس نا غايلج" كجزء من اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998 بهدف الترويج للغة الأيرلندية في كل أنحاء الجزيرة. وقد تم منح حوالى 11 مليون يورو (3ر12 مليون دولار ) إلى 48 مجموعة فى عام 2015، وفقا لما ذكرته آنا دافيت المسؤولة بالمعهد.

ويتساءل الكثير من سكان أيرلندا عن ارتفاع تكاليف الترويج للغة، وتقول جيرالدين كين: "نحن جميعا نتعلم وندرس اللغة الأيرلندية ولكن لا أحد يستطيع التحدث بها بشكل صحيح.. أشعر بأن هناك شيئا يسير بشكل خاطئ". وتقول كين (46 عاما) إنها أرسلت ولديها إلى مدرسة داخلية في إنجلترا لتجنب تلقيهم دروسا في اللغة الأيرلندية.

وغالبا ما تتم السخرية من نوعية وجودة دروس اللغة. وقد أثارت صحيفة "بوليتيكو يوروب" الاسبوعية ضجة بعد أن ذكرت أن هناك 23 وظيفة بدوام كامل للمترجمين الأيرلنديين في البرلمان الأوروبي لا تزال شاغرة لعدم وجود عدد كاف من المرشحين المؤهلين. وكانت اللغة الأيرلندية لغة رسمية بالاتحاد الأوروبي منذ عام 2007.

كما أعطى التعداد الأخير، في عام 2011، مبررا أو سببا لشكاوى النقاد عندما وجد أن 5ر4 مليون من السكان، أي حوالي 41 بالمئة لديهم معرفة باللغة الأيرلندية ولكن 77 ألفا منهم فقط يتحدثونها بشكل يومي. وهذا يشمل أولئك الذين يعيشون في ما يسمى مناطق "غايلتاشت" على الساحل الغربي.

في أيرلندا الشمالية، يتردد أن 11 بالمئة فقط من السكان يجيدون اللغة الأيرلندية. أولئك الذين يرغبون في تعلم اللغة هناك يجب أن يكونوا متحمسين للغاية ولديهم الدافع، وغالبا ما يتعلمونها في دورات بمدارس ليلية.

ويختار بعض الآباء، وخاصة الكاثوليك، إرسال أبنائهم إلى المدارس التي يتم فيها التدريس باللغة الأيرلندية فقط.

وفي الجزء الشمالي من أيرلندا التي تعرف باسم جزيرة الزمرد، غالبا ما تثير اللغة الايرلندية معارك سياسية، حتى مع نهاية عقود من الصراع قبل سنوات، حيث لا يزال الجانبان لا يثقان في بعضهما البعض.

وبينما يدعم الكاثوليك والجمهوريون تعلم اللغة الأيرلندية ويدعمون الاتفاق بشأن اللغة، يرفض العديد من البروتستانت والاتحاديين بشدة هذه المفاهيم، ويرون أنها استراتيجية باب خلفي تهدف في نهاية المطاف إلى توحيد أيرلندا.

وضاق العديد من سكان أيرلندا الشمالية ذرعا بالمعركة التي لا تنتهي أبدا حول الدين واللغة.

ويقول نيال كومر، من جامعة أولستر: "يجب ألا تقسم اللغة الأيرلندية المجتمعات، إنها تراثنا المشترك".

وأضاف كومر أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الموالي لبريطانيا يعارض توقيع اتفاق بشأن اللغة لأنه "يخشى أن يؤدي منح اللغة حماية تشريعية أو وضع رسمي إلى تآكل هويتهم البريطانية".

الخلافات عميقة، والعديد من البروتستانت يربطون اللغة الايرلندية بالصراع في ايرلندا الشمالية.

وقال فيرجال ماك إيونراشتايج في كتابه عن سجناء الجيش الجمهوري الايرلندي واللغة الايرلندية إن السجناء في مركز الاعتقال "مايز" سيء السمعة، والذي توفي فيه 10 أعضاء في الجيش الجمهوري الايرلندي في 1981 بعد اضراب عن الطعام، كانوا يستخدمون اللغة الأيرلندية للتواصل مع بعضهم البعض والتعبير عن شكاواهم. والعديد من هؤلاء السجناء السابقين يعلمون اللغة الأيرلندية.

ويقول مارتن فينيجان، (68 عاما) والذي انتقل إلى لندن من بلفاست قبل ثلاثة عقود تقريبا إن "سماع هذه اللغة يجعل شعري يقف ". وبالنسبة له فإن فكرة أن يضطر أحفاده الأربعة في أيرلندا الشمالية إلى تعلم اللغة الأيرلندية بموجب اتفاق حول اللغة هي "فوق طاقته على الاحتمال".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان