إعلان

"يا ورد مين يشتريك في عيد الرنجة".. نُزهات مصرية في دنيا الزهور

12:08 م الإثنين 17 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

تصوير- كريم أحمد:

طقوس مختلفة يسلكها المصريون في عيد شم النسيم، تمتلأ الحدائق المختلفة بالعائلات، البعض يتجمّع حول مائدة عامرة بالأسماك المملحة "رنجة-فسيخ"، في حين دأب البعض الآخر على قضاء موسم الربيع في دُنيا الزهور، بمعرض حديقة الأورمان، لأسباب مختلفة، يأتي انخفاض سعر تذكرة الحديقة في أولوياتها.

على مدار 15 عام؛ تأتي أم عبدالله إلى حديقة الأورمان في عيد الربيع، دون تغيير المكان، تستعد قبلها بإعداد وجبات خفيفة "زي سندوتشات جبنة"، في الصباح تتوجه إلى معرض الزهور، تتنزه بين جنباته، تستشنق روائح مختلفة من الزهور، فتملأها بالبهجة، تسأل عن أسعار النباتات المختلفة، وفي نهاية اليوم تخرج مُحمّلة بأصص الزهور.

السبب الرئيسي في اختيار السيدة الأربعينية للحديقة هو رسوم دخولها المنخفض، والذي يبلغ جنيهًا، إذ تأتي رفقة أبنائها الستة "مقدرش أروح بيهم حديقة تانية تذكرتها مثلًا بخمسة جنيه، كدة هتكلف قوي"، في حين تجد بالأورمان كل ما تتمناه "وبعرف أراضي بنتي بإني اشتريلها وردة تزرعها بـ3 جنيه بس".

تتمنى أم عبدالله ألا يزداد سعر تذكرة الحديقة، وأن تبقى أسعار النباتات والزهور المختلفة في متناول يداهم، فيما تُعِد التواجد بالمعرض طقسًا مُفضلًا لها "فسحة ترُد الروح، من غير فلوس كتير".

وبعيدًا عن تناول الأسماك المُملحة، التي تعود لشّم النسيم، تتجول رانيا سمير، في معرض الزهور، رفقة والدتها المُسِنة وبناتها. تنتهز عيد الربيع كي تُجدد دماء عادات ورثتها عن أبيها، فضلًا عن إمداد الثلاث فتيات بها.

شراء النباتات المختلفة للاستعانة بها في الطبخ، هو الطقس الخاص الذي تحافظ عليه سمير منذ 40 عامًا؛ النعناع، الريحان، الروزماري، والزعتر، نباتات تجلبها لتزيين شُرفتها بها فتملأ دُنياها ربيعًا، فيما تستعين بهم في مطبخها "بحب استخدم مكونات طازة في الأكل".

تتقافز فتياتها سعادة حينما يأتي عيد الربيع، وتقرر الأم قضاء اليوم في المعرض "بيكونوا إجازة فبتبقى فُسحة ليهم، وكمان بقوا يحبوا ييجوا عشان يشتروا ويشوفوا الزرع بيكبر قدام عينيهم"، في حين تدربت سمير بمرور الوقت على كيفية اقتناء أجود نوع، وبسعر مناسب.

تركت أميرة كل الطقوس المتعارف عليها فيما يتعلق بالاحتفال بالطعام، في شم النسيم لا تلتزم بوجبة بعينها، أحيانًا تتناول الرنجة، وفي سنوات أخرى لا، حتى زيارتها المُعتادة لابنتها المتزوجة لا تستجلب معها طعام أو عُلب الحلوى.

تنتهز فرصة موسم الربيع، فتهّم بشراء زهور مختلفة مُهاداة ابنتها "الحلويات هتتاكل وخلاص، إنما دي روح هتعيش معاها"، أول أمس تجولت وحدها في المعرض تستطلع الأسعار لكنها لم تشترِ أي نبته "لازم جوزي يكون معايا عشان هو بيفهم أكتر مني في أنواع الزرع".

أما أمس، فكانت تقبض يداها على أكياس بلاستيكية مُحمّلة بزهور مختلفة، يطل منها الورد البلدي أبيض اللون، في حين وقفت رفقة زوجها أمام نبتة "مسك الليل" تتفقدها، ويقول محمد زوجها "أنا أصلي من الأرياف، عشان كدة بفهم شوية في الورد"، يحسمان قرارهم في النهاية بشرائها، لتنضم إلى مجموعة هدايا الابنة في عيد الربيع.

فيديو قد يعجبك: