إعلان

نحو عالم بعيد عن الحرب.. "لمياء" ترسل لأطفال سوريا القصص

11:47 ص الأحد 24 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

من في أعمارهم يعيش حياته بين اللهو واللعب، لم يكن باستطاعة أطفال سوريا القيام بذلك، تغمض جفونهم على صوت القنابل والقذائف بديلًا عن أم تهدهد صغيرها بالقصص والحكايات، لذا فكّرت لمياء سليمان، مديرة مؤسسة خطوات للتنمية الاجتماعية، في اهداء أطفال مدينة إدلب أولى قصصهم، لتتفتح أعينهم على عالم مُلوّن.

منذ نوفمبر الماضي بدأت لمياء السوريّة في مشروع كتاب "الكرة الحائرة"، هدفت إلى تقديم قصص قصيرة إلى الأطفال الهاربين من مناطق سيطرة داعش إلى مدينة إدلب، تقول صاحبة المشروع لمصراوي إن هؤلاء الصغار قضوا 3 سنوات دون تعليم أو خدمات دعم نفسي "مع كم هائل من العنف".

استهدف المشروع نحو 10 آلاف طفل سوري، رغبت لمياء عبر القصص ايصال رسائل التسامح والمحبة والتعايش السلمي، ضمّ الكتاب 6 حكايات للأطفال، من بينهم قصة للكاتبة والشاعرة المصرية "سارة عابدين"، التي تواصلت لمياء معها، فيما رحّبت سارة بالفكرة "أنا كنت بختار القصص اللي هتنتشر ده بالإضافة إلى قصة كتبتها للأطفال".

بدآ الاثنان معًا التخطيط للكتاب "تواصلنا مع عدد من الكتاب العرب"، تقول لمياء، لكنهما وجدا صعوبة في إيجاد قصص حول رفض الآخر وانتشار العنف "أي مشروع لدينا يُبنى على دراسة عميقة لاحتياجات الأطفال"، تذكر لمياء، وبينما قرأت سارة حوالي 30 قصة مُقدّمة للمشروع، إلا أنها وجدت صعوبة في إيجاد نصوص تحمل الفكرة العامة.

يضم "الكرة الحائرة" 6 قصص تُعالج قضايا "التسامح، تقبل الآخر، والخوف"، لدى سارة حكاية داخل الكتاب، تتحدث عن صداقة طفل بالظلّ الذي يخاف منه "كتبت القصة دي قبل المشروع وحسيت إنها مناسبة للأطفال السوريين"، بينما كتب بقية القصص "هاني آصف شويخ وأنا"، تقول لمياء.

يعتبر "الكرة الحائرة" هو الكتاب الأول الذي يمتلكه الأطفال القادمين من مناطق داعش "بعد الكتاب المدرسي"، كما تضيف لمياء، لا يتوقف المشروع فقط على وصول الكتاب لأيادي الصغار، بل مُرفق معه برنامج للدعم النفسي "حتى يساعدهم على التأقلم الإيجابي مع الحياة"، كذلك جلسات تتضمّن قراءة النصوص من قِبل مختصين تربويين.

وصلت القصص لأصحابها الصغار بمدارس إدلب، على مسافة يد قصيرة ينتظرهم عالم مُتخيل جميل، بينما لا تبدو وجوههم بغريبة عن الأطفال المرسومين على غلاف الكتاب، ذلك العالم لن ينتهي مع قراءة القصص فحسب، بل عليهم تحويل النصوص إلى أعمال فنية.

فيديو قد يعجبك: