إعلان

أسباب غضب نوبيين من محمد منير.. ومؤلفو العمل "سوء تفاهم"

12:14 ص الثلاثاء 14 يونيو 2016

مسلسل المغني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد مهدي:

مشاهد قليلة من إحدى حلقات مسلسل "المغني" للفنان محمد منير، الذي يذاع على القنوات الفضائية منذ اليوم الأول لشهر رمضان الكريم، بثت الغضب في قلوب عدد كبير من النوبيين، ودفعتهم للتعبير عن حزنهم ودعوتهم لمقاطعة العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال أكبر الصفحات المتخصصة في الشأن النوبي، نظرًا لاحتواء المسلسل على أخطاء ومغالطات تاريخية بشأن أرضهم- على حد تعبيرهم- نرصدها في السطور التالية، فضلا عن رد مؤلفي العمل "محمد محمدي" و"أحمد محيى" على تلك الانتقادات.

التهجير

بخطوات ثقيلة ترك أهالي النوبة منازلهم وأرضهم، البكاء كان حاضرًا في أرجاء المكان في لحظات التهجير، الحزن يكسو الوجوه، نظراتهم مُعلقة بالأرض والنخيل والنيل-وفق إسلام النجار عضو لجنة الشباب بالنادي النوبي- تلك التجربة التي لم يعايشها غير أنه تربى على ما جرى فيها ممن حضروها، لكنه شاهد في مسلسل "المغني" تفاصيل مغايرة "مسح معاناة أجدادنا.. التهجير كان بهدلة.. مش ناس شكلها عادي وفرحانة وهي سايبة أرضها".

صورة 1

لم يصدق "إسلام" حينما شاهد الحلقة الخامسة من "المغني" أن تظهر حالة التهجير القاسية كأنها أمرًا اعتياديًا "دا تزييف للحقايق خاصة إن منير عاش واتربى في منشية النوبة بأسوان، محضرش تهجير 1964"، يوضح أن أسرة منير من مهاجري التعلية الأولى لخزان أسوان "يعني منير كان طالب إعدادي وقت التهجير اللي ظهر في المسلسل".

عبدالناصر

"الصور اللي انتشرت عن التهجير مكنش فيها أطفال ماسكة صور عبدالناصر زي ما ظهر"، يقولها محمد فنجري، عضو الجنة الثقافة بجمعية "مرواو" النوبية، الذي يؤكد أن الصور نقلت مشاهد حمل الأطفال لحيوانات أليفة" كان معاهم كلاب صغيرة "مرضيوش يسيبوها لوحدها عشان متغرقش".

صورة 2

التاريخ

ما يزعج "فنجري" أن صناع المسلسل لم يبحثوا جيدًا في تاريخ النوبة من مصادر موثوق منها -من وجهة نظره- وهي الكتب التي رصدت تلك الفترة مثل "النوبة.. الفردوس المفقود" أو "النوبة حكايات وذكريات"، أو مؤرخين من النوبة "دا كان هيفرق جدًا في نظرتهم للقضية". 

 

وسيلة النقل

محمد عزمي، رئيس الاتحاد النوبي العام بأسوان، يرى أن محمد منير من الفنانين الكبار، ويملك محبة واسعة في قلوب النوبيين، غير أن هذا الأمر لا يجعلهم يتغاضون عن تشويه الثوابت التي تربوا عليها "يعني أهالينا متهجروش في سفينة فخمة زي ما طلعهم في المسلسل"، نُقلت الأسر النوبية في صنادل خاصة بالماشية والمعدات بطريقة مهينة لا تليق بهم-على حد تعبير فوزي-.

صورة 3

اللغة

هناك أزمة أخرى يتعجب منها "عزمي"، وهي تحدث النوبيين باللهجة الصعيدية خلال أحداث المسلسل "احنا مش صعايدة.. مبنتكلمش كدا، دي طريقة الصعيد الجواني" يتساءل هل القائمين على كتابة وإخراج العمل ذهبوا إلى النوبة وأجروا حوارات مع أهلها أم أنهم تأثروا بالدراما الصعيدية أثناء إعدادهم لـ "المغني".

المقاطعة

غضب دبّ في قلبه فور مشاهدته الحلقة المثيرة للجدل، اجتمع مع أصدقائه النوبيين "اتكلمنا إزاي نتحرك ونوصل صوتنا"، قبل أن يعبروا عن غضبهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على صفحاتهم الشخصية "وكمان تضامنت أغلب الصفحات النوبية من بينهم (النوبة) بيتابعها أكتر من 160 ألف شخص وقرروا مقاطعة العمل".

صورة 4

المؤلفين

تقبل مؤلفي العمل "محمد محمدي" و"أحمد محيى"، الانتقادات التي وجهت إلى المسلسل بصدر رحب "الناس من حقهم يعبروا عن رأيهم" لكنهما يعتقدا أن الهجوم على "المغني" في غير محله "احنا شايفين فعلًا إنهم عانوا والدولة نقلتهم لمكان أسوء، وكتبنا دا لكن يمكن مظهرش بالشكل الكافي" قالها محمدي.

ويضيف محمدي: "رؤيتنا للتهجير من خلال قراءات كتيرة وفُرجة على وثائقي وطبعًا كلام منير، وهو كان حريص على التأكيد إن النوبيين خاضوا تجربة قاسية وقدموا تضحية كبيرة".

صورة 5

وعن مشهد الطفل المتعلق بصورة الرئيس جمال عبدالناصر، أشار محيى إلى أنه لا يمكن الجزم على أن جميع النوبيين في تلك الفترة كانوا على خلاف مع "عبدالناصر"، وهي سمة الحياة، هناك من يتفق مع الرئيس وأيضًا من يختلف "التهجير كان معاناة والناس مضايقة، بس فيه ناس كانت مبسوطة لأنهم ظنوا إنهم رايحين مكان زي الجنة".

وتابع: "وضحنا في أكتر من مشهد طبيعة النوبيين وحبهم لبلدهم وجمالهم، وعكس ما اعتقدوا إننا بنُسيء ليهم، وكان فيه مشاهد توضح أزمتهم بصورة أكبر بس للأسف اتشالت خلال التصوير لظروف قابلت فريق العمل في أسوان".

صورة 6

وتعليقًا على حديث النوبيين باللهجة الصعيدية خلال أحداث المسلسل أوضح "محمدي" أنهما اختارا الكتابة باللغة العربية، ولم يلتزمان باللغة النوبية حتى يصبح الحوار سلسًا ومفهومًا لدى الجمهور المصري "لكن طبعًا كان مهم يبقى فيه حد بيظبط إيقاع الكلام عشان ميبانش إنه صعيدي".

فيديو قد يعجبك: