إعلان

هل بتنا بحاجة لإعادة كتابة قواعد الصحافة؟

02:19 م السبت 25 يوليو 2015

الصحافة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

باتت الصحافة والقيم المهنية في حاجة إلى إعادة كتابة قواعدها من جديد لمواجهة التحديات التي تطرأ في ظل التقدم التكنولوجي الحاصل والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت اداة لا غنى عنها في عالم صحافة اليوم، فجميع وسائل الإعلام بدأت تنقل تركيزها إلى النسخ الإلكترونية لمطبوعاتها، وتعمل المؤسسات الصحفية الكبرى على تدريب صحافييها على استخدام الادوات التكنولوجية التي تمكنهم من اداء مهام عملهم ومواكبة التطور الحاصل في المجال الإعلامي.

ومع ذلك التطور الهائل باتت الحاجة ملحة إلى تطوير قواعد العمل الصحفي وقواعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت لا غنى عنها لأي مؤسسة صحافية، وهي أيضا مصدرا هاما للقصص الصحافية. ويتضح ذلك من نسبة نمو مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام ويوتيوب وماي سبيس وغيرها من الشبكات التي اقتحمت عالم الصحافة فوضعت أمام الصحافيين تحديات بقدر ما قدمت لهم تسهيلات.

"أحاول باستمرار أن أقيم مستقل حقلنا. فالتكنولوجيا في تقدم بمعدل مذهل، وتحول كل شيء في مهنتنا"، تقول رئيسة المركز الدولي للصحافة جويس بارناثان، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها واشنطن. وتضيف "أنا الآن أمتلك ساعة آبل، لذا أستطيع التحدث عن تجربة عن "صحافة اللمحة" و"الوجبات الخفيفة" أي المعلومات الصغيرة التي تظهر بانتظام على معصمي".

لكنها تقول إن أكثر ما يثيرها ليست تلك المقبلات أو الأدوات الجديدة، لكن الصوت الجديد للصحافة. وتشير إلى أنها خرجت بعد حضورها مؤتمرات نظمتها الجمعية العالمية للصحف وشبكة المحررين الدولية، بانطباع قوي بأننا (كصحفيين) ليس علينا أن نقدم الأخبار بشكل مختلف فقط، لكن علينا أن نكتبها بطريقة مختلفة.

فعصرنا الحالي يتطلب نوعا من الكتابة يواكب السرعة التي تسير بها حياتنا، فأنت تريد أن تتابع ما يجري حولك عبر شاشة هاتفك الجوال التي لا تتجاوز حجم كافة يدك، وتحتاج ايضا إلى أن تكون قصتك جذابة بالقدر الكافي الذي يجعل القارئ يستمر في متابعة قصتك حتى نهايتها ولا يتركها وينتقل إلى قصة أخرى أو موقع اخر.خبأ

وتذكر في مقالها المنشور في مجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو" اليوم الجمعة، ما قاله المدون ليو بريتو في تجمع وان-إفرا "الشباب لا يحبون تجرد الصحفيين التقليديين". وما أضافه روبرت بيكارد من معهد رويترز "الشباب لا يحبون الأسلوب الصحفي".

تتحدث الكاتبة عن أنها وقعت في حيرة من أمرها مما سبق، وطرحت تساؤلات: "ما الذي يتحدث عنه هؤلاء الناس؟ كيف يجب أن نكتب بشكل مختلف؟ فالمتحدثون وصلوا إلى استنتاج بأن جيل الألفية الجديدة يريد المزيد من العاطفة. فهل هذا يعني أن صحفيي الغد يجب أن يكونوا أكثر تحزبا، ويعبرون عن رأي بقوة أكثر من اعتمادهم على وجهة النظر المتوازنة؟ لا اعتقد ذلك. اعتقد أن المطلوب شكلا جديدا من الحكي".

تقول إنه في عصر إنشاء الصحف والشبكان الإخبارية الليلية، اعتاد الصحفيون على تبني "صوت الرب"، كما قالها أحد أعضاء الفريق أو كتابتها على الأقل بطريقة غير متحيزة تبدو وكأنها أقل تشبثا بالرأي، وأكثر ثقة. "وعندما كنت صحفية شابة، كان يقال لي مرارا أن أبقي نفسي بعيدة عن قصصي".

من الواضح أن المواطنين الرقميين يتواصلون بشكل مختلف. ف61 في المئة يحصل جيل الألفية على أخبارهم عن السياسة والحكومة من فيسبوك، وفقا دراسة جديدة لمركز بيو لاستطلاعات الرأي. فهم يريدون محتوى يشعرون بأنه يناسبهم.

وأشارت إلى مثال في طريقة الحكي، حيث استخدمت محررة تدعى سارة كونيغ جميع مهاراتها الصحفية لتقول قصة جريمة قتل وقعت قبل 15 سنة. الصحفيون عادة يقولون قصصهم فور أن ينتهوا منها، غير أن كونيغ اخذت مستمعيها معها فيما كانت تجهز للقصة. وطرحت أسئلة صعبة. وكشفت عن تفكيرها الداخلي. كانت تحقق بشكل شخصي وعاطفي.

وأوضحت أن المستمعين اكتشفوا، وقالت القصص، وتواصل معها المستمعون بمزيد من المعلومات من بينها دليل يمكن أن يكون مادة في القضية. من ناحية أخرى، كان لديها الكثير من المصادر لقصتها، وسواء أكان ذلك عمدا أم لا استخدمت المستمعين مادة لحلقات قادمة. وعلى الرغم من أن سلسلة انتهت بشكل غير حاسم، إلا أن الشباب استمتع بالحلقات.

وتقول إنه إذا اعتقدت أن جميع ما أنت بحاجة إليه كصحفي في الحقبة الجديدة أن تتعلم كيف تنشر صورا على انستغرام أو تكتب تغريدة على تويتر، ومشاركة القصص على فيسبوك، فكر مرة أخرى. نحن أيضا نعيد تعريف قواعد كتابة الأخبار والصحافة السردية.. ونحن في بداية القصة فقط.

فيديو قد يعجبك: