إعلان

''تمثال'' و ''ميدان'' و''ساحة حبيبة''.. آخر ما تبقي للجنرال الذهبي

07:51 م الأحد 09 مارس 2014

''تمثال'' و ''ميدان'' و''ساحة حبيبة''.. آخر ما تبق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:

من أمام ميدان التحرير، وقف علي مقربة من الميدان، ليظل الأكثر ارتفاعًا وشموخًا فيه، مشيرًا بأصبعه بإتجاه ميدان شهد ثورتين للمصريين، وشهد دمائهم، انتصاراتهم، اشتباكهم مع الشرطة حينًا واحتفالهم معها حينًا آخر، ليظل هو صامتًا بإشارة يده اليمني، وشاهدًا علي الحياة السياسية.

عبد المنعم رياض، المحارب المصري، عرفه المصريون بالرجل الثاني بجوار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لكن شعبية الزعيم طغت علي معرفته، ليبقي اسمه قرين ميدان شهير كائن بوسط القاهرة، ويحمله اسم ''موقف'' سيارت شهير يتجمع فيه أصحاب الأسفلت من الميكروباصات والأتوبيسات، مع نفق آخر بمدينة الإسكندرية يخلد أسمه، وشارع آخر بمنطقة المهندسين.

إشارة بيده اليمني تميزه، وفي يده اليسرى نظارة معظمة، كانت سلاحه في المعركة لمتابعة المشهد، اسمه محفور فوق تمثاله، الذي تم انشاؤه في العيد القومي الثالث لمحافظة القاهرة، بتاريخ 15 يوليو 2002، وفوق التمثال بعض من ملصقات السياسة، وإشارات للحبيبة من حروفهم الأولي، وأسفله بطانية مهترئة، توحي هيئتها أنها تخص أحد الجائلين، وأمامه ساحة متسعة لبعض الزوار يطغي عليهم ''الحبيَبة''.

45 عامًا مرت علي استشهاده، ظل مشرفًا علي خطة الجيش المصري لتدمير خط بارليف، حتي الثامن من مارس 1969 تاريخًا لبدء الخطة، حتي اشتعلت النيران علي خط الجبهة في اليوم التالي، صمم الجنرال أن يتابع الموقف عن قرب، بالقرب من أبنائه من الجندية المصرية، ويشارك جنوده مواجهة الموقف.

الموقع رقم 6 كان اختياره موقعًا لفتح النار، في حرب استنزاف العدو بدأت عقب هزيمة يونيو 1967، تركيز شديد علي دشم العدو، لكن فجأة نيران العدو كانت أقوي منه، لم تترك الزعيم أن يكمل خطته المدفعية، حتي انفجرت مدفعية بالقرب من الحفرة التي يقود المعركة منها، لتكون نقطة النهاية في مسيرة ثلاثين عامًا من قائد الجيش، متوفيًا بعد التأثر بجراحه.

جلس ''إبراهيم عبد النبي'' 53 عامًا أسفل تمثال ''عبد المنعم رياض''، في انتظار أحد أصدقائه في الميدان الشهير، ارتباك بدا علي وجه الرجل المصري عند سؤاله عن اسم التمثال، اعترف بعدها أن لا يعرف أسمه، وأن كل ما يعرفه هو اسم الميدان الشهير.

يقول ''إبراهيم'' الذي يعمل ''فران'' بمنطقة إمبابة أنه لم يهتم بالسؤال عن اسم التمثال، لكنه فور سماع اسمه انتبه لسماع الاسم مرات من أخويه، فهو لم يكمل تعليمه بعكسهم، وسمع من أخواته المتعلمين عن أسم الجندي وقت ذكري حرب الاستنزاف، غير متذكر لمعلومات محددة عنه.

وأمام الساحة المعروفة باسم البطل، جلس ''محمد عبد النبي'' -30 عامًا- علي دكة بالساحة، يعطي ظهره للتمثال، يعرف ''عبد الغني'' اسم التمثال والميدان، لكنه لا يعلم عنه شيئًا، يقول ''عبد النبي'' أن مهنته ببيع الأحذية لم تتح له الفرصة لمعرفة تاريخ بلده، ويقول ''أنا مش هستفيد حاجة لو عرفت تاريخه''.

لكن ربة المنزل ''أم عبد الرحمن'' انفرجت أساريرها عند سماع اسمه، فالسيدة الثلاثينية سمعت عنه في التلفزيون، وقت ذكري الحرب، تقول ''أعرف عنه إنه إنسان محترم ومناضل، ضحي عشان بلده مع جنود مصر'' ، تأتي السيدة بصحبة ابنها إلى الميدان كل أسبوع أو أسبوعين، تمر علي الطريق لمنزل والدتها الكائن بالتحرير، تجد في كراسي ساحة الميدان فرصة لالتقاط أنفسها بصحبة ولدها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان