إعلان

حوادث مُهملة وأخرى تحت الضوء..وخبير: خلل في المعالجة الرسمية والإعلامية

06:40 م الأربعاء 05 نوفمبر 2014

جانب من حادث تصادم البحيرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

مسلسل تتكرر أحداثه، نفس التفاصيل ذات النهايات الواحدة، ومشاهدون لا يرتقون لفاعلين، مسئولون وإعلام يهرعون لمكان الحادث، ثم يطوي الزمن الأيام، والنسيان يصير العامل الأهم، بعض الحوادث رغم تشابهها، وتساوي أعداد الضحايا بها، غير أن الاهتمام لا يتشابه، البعض يحظى باهتمام حكومي وإعلامي ومباشر من الرئيس أحيانا، في حين يتم تغافل حوادث أخرى.

ثلاثة شهور من أغسطس مرورا بسبتمبر وأكتوبر ويبدأ نوفمبر الآن صفحة جديدة من حوادث الطرق، فترة قصيرة جمعت ستة حوادث نتيجة تصادم أو انقلاب مواصلات بطرق مصر، ضحايا وإصابات نتجت عن تلك الحوادث، لم تحظَ باهتمام كافي رغم كثرة عدد الضحايا، أولها كان مصرع 7 مواطنين وإصابة 13 في انقلاب عنيف لسيارة ميكروباص، في الثالث من أغسطس الماضي، بالطريق الصحراوي الشرقي، قبالة مركز بني مزار، شمال محافظة المنيا.

حادث آخر على داخل ترعة أصفون بقرية الضبعية غرب الأقصر، في نهاية شهر أغسطس الماضي، وراح ضحيته 18 قتيل و13 مصاب، إذ كان الضحايا عائدين من حفل زفاف بمنطقة غرب الأقصر على متن سيارتي أجرة، وحسبما أفاد تقرير لمراسل موقع مصراوي ''محمد محروس'' أن السائقين كانا يلهوان ويسيران بسرعة جنونية ويتسابقان على الطريق السريع، حتى فوجئا بقدوم سيارة بالاتجاه الآخر.

امتدت حوادث الطرق إلى شهر سبتمبر، ولكن هذه المرة مع حادث تصادم حافلة سياحية بسيارة نقل، في بمنطقة الشيخ فضل الواقعة على الحدود بين محافظتي المنيا وبني سويف راح ضحيتها 10 وإصابة 33 آخرين، تلك الحادثة أدت إلى تفحم 5 جثث.

فيما حظى شهر أكتوبر بحادثة أخرى، على طريق أسوان القاهرة الزراعي أمام مدينة ادفو، لقى نحو 30 شخص مصرعهم، وأصيب 15 آخرين، تلك الحادثة حظت ببعض الاهتمام، فأعلن الدكتور ''حازم عطية الله''، محافظ الفيوم، مضاعفة المبلغ المقرر صرفه لأسر المتوفين من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، كما صرح بعلاج جميع المصابين بمختلف المستشفيات على نفقة الدولة، وقدمت وزارة الخارجية الفرنسية تعازيها لعائلات الضحايا عبر تويتر.

أما نوفمبر فبدأ سلسلة جديدة من الحوادث، أولها كانت منذ أيام قليلة بحادث طالبات سوهاج، حيث انقلبت سيارة ميكروباص عقب اصطدامها بسيارة نقل على طريق الكوامل بسوهاج، وراح ضحيته 11 طالبة، ومصرع السائق، وإصابة ثلاث طالبات، أخذ الحادث نصيبه من الاهتمام، وانتقل إلى مكان الحادث مدير أمن سوهاج، وتم نقل المتوفين والمصابين لمستشفيات سوهاج العام وسوهاج الجامعي.

يكتمل الشهر الحالي بحادث اليوم، ووفاة 18 تلميذا، لقوا حتفهم في حادث حافلة مدرسية بالبحيرة، الحادث الذي حظى بالاهتمام الأكبر، حيث كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الوزراء ابراهيم محلب بالتوجه للبحيرة لمتابعة الحادث، وأشرف رئيس الوزراء والوفد المرافق له على نقل مصابي الحادث من المطار إلى مستشفيات القوات المسلحة بالقاهرة، لتلقي العلاج اللازم، وصرح رئيس مجلس الوزراء بأنه تم نقل 10 مصابين إلى مستشفيات بالقاهرة، فيما تناوبت الشخصيات العامة في التعليق على الحدث.

يعقب دكتور ''أيمن الصياد''، الخبير الإعلامي، على حالة الاهتمام التي تتبع حدثا بعينه دون الآخر، أن الاهتمام حينما يأتي من الرئيس أولا، تتبعه الحكومة ثم الإعلام، رغم أن تلك الحوادث وغيرها يذهب ضحيتها مصريون ''كلنا سواء''، فلا فارق بين حادث البحيرة وحادث سوهاج الذي سبقه بأيام قليلة.

ويوضح ''الصياد'' أن هناك خللا في المعالجة سواء الرسمية أو الإعلامية، ولأسباب تبعد عن المهنية يتم تحديد أجندة الإعلام ''أحيانا يبعد الإعلام عن مشكلة ما حتى لا يُتهم أنه يقوم بإبرازها''، مستطردا أن أجندة الإعلام الحالية يحددها السياسة، ويجب تحديد تلك الاهتمامات بشكل مستقل عن الدولة، وبغض النظر عن موقفها الرسمي، يكمل حديثه قائلًا إن الاهتمام بالحوادث واجب مهني لا علاقة له بالسياسة، ويفترض أنه في حالة ابتعاد المعالجات الإعلامية عن السياسة، كانت المسائل أكثر مهنية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: