إعلان

''أطفال بولاق'' في رمضان.. وجوه لا تعرف إلا ''اللعب والتراويح''

11:26 م الأحد 28 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد ودعاء الفولي:

''أتصورنا.. أتصورنا''.. بخطوات قافزة بعض الشيء، صاح أطفال منطقة بولاق أبو العلا، بترديد تلك الكلمة، حالهم كحال أغلب أبناء المناطق الشعبية، يرضيهم ويسعدهم بسيط الأشياء، ولو كان التقاط صورة.

وما بين اللعب كحال أغلب الأطفال، والذهاب لصلاة التراويح يقضي عدد من أطفال ''بولاق'' أيام شهر رمضان؛ فالمنطقة التي يرجع البعض اسمها بشكل غير مؤكد للغة الفرنسية ''بو لاك'' بمعنى''البحيرة الجميلة'' لا شيء يفسد سعادة وفرحة هؤلاء الأطفال، أو يقلقهم ويمنعهم عن مضي أيامهم.

''مريم'' آتت من بعيد مع أربعة من أقاربها الصغار؛ كانت أكبرهم في السن وأكثرهم كلامًا ''أنا سمعت إنكم بتصوروا الأطفال الصغيرين، وكنا عايزين نتصور''، وما إن علمت أن أمر التصوير صحيح حتى بدت على وجهها ابتسامة، وروت ما تفعله مع أقاربها ''هاجر وقمر وسهيلة'' في رمضان ''أنا أصلاً من إمبابة، بس باجي هنا في رمضان عند ستي وبعدين أقضي معاها رمضان كله''.

''رمضان'' بالنسبة للأطفال الأربعة هو اللعب ثم اللعب؛ ففي رمضان تتجمع الأسرة ويجتمع الأطفال أيضًا ''إحنا بنلعب مع بعض كل يوم، بننزل نلعب سوا من بعد الفطار، ونفرقع صواريخ، ونسهر لبليل في الشارع''، ورغم أن الحارة التي تقطن بها عائلة الأطفال هادئة لحد كبير إلا أن ''الدنيا هنا آمان عشان إحنا بنبقى كتير وبنلعب تحت البيت مش بنروح بعيد''.

''استغماية''.. هي اللعبة المفضلة لهنّ في كل وقت ومكان، فرغم أن ''مريم'' تصوم اليوم كله، وكذلك ''هاجر'' ذات الست سنوات إلا أنهما مع ''قمر'' و''سهيلة'' يلعبان في النهار؛ فيخرجن قبيل المغرب بفترة ويمكثن في الشارع حتى المغرب، ثم يعودن للعب مرة أخرى بعد الإفطار، فصلاة التراويح أمرًا لا يأتي على خاطرهن ''معندناش إسدالات نروح نصلي بيها''، على حد قولهن.

أكثر ما يؤرق ''مريم'' في منطقتها هو ''الشتيمة اللي مش كويسة اللي بتتقال كل شوية''، أما ''يوسف'' فهو الأخ الأكبر لـ''مريم''، وهو على عكسهن لا يفضل اللعب في الشارع بل يفضل البقاء في المنزل واللعب على جهاز ''الكمبيوتر'' الخاص به حتى في شهر رمضان.

الشقيقتان ''فرح ومريم''؛ الأولى في ''أولى مدرسة'' بينما الثانية ''في حضانة في مدرسة تانية غير اللي أنا فيها''، حسبما قالت ''فرح'' بصوت منخفض متقطع الأنفاس كحال الصغار.

احتضنت ''مريم'' كراستين، وحملت ''فرح'' حقيبة ظهر، وكلاهما وضعتا غطاء غير محكم على رأسيهما، فما كان ذلك إلا لعودتهما من المسجد الذي تحفظا به القرآن، فهما غريبتان عن شارع ''الأطفال الأربعة''، إنما يقطنان في آخر بنفس المنطقة ''إحنا مش من هنا، إحنا ساكنين في شارع ''الشيخ علي'' عند العربيات''.

كل منهما وجدت فرحتها البسيطة بشهر رمضان؛ فـ''مريم'' كان الفانوس بالنسبة لها هو أساس الفرحة الرمضانية ''جبت فانوس صغير علقته في الفانوس الحديد في البلكونة، بينور الحارة كلها''، أما ''فرح''؛ فالملابس أكثر ما يسعدها ''بحب الهدوم بتاعة رمضان، عندي بادي بني وفيه وردة حمرا، ووردة بيضا''،

ومع ذلك اجتمعتا على أن صلاة التراويح هي أكثر ما يسعدهم ''بننزل نصلي كل يوم، بنروح مع ماما نصلي''.. قالتها تباعًا الشقيقتان ''فرح ومريم''.

فيديو قد يعجبك: