إعلان

لماذا لا تسمح السُلطات بفتح محطة ''التحرير'' للتحويل بين خطي المترو؟

10:12 ص السبت 26 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- مروة صابر:

''يادي المصيبة''.. كلمات تلقائية رددتها السيدة السبعينية، فور علمها بإغلاق محطة السادات، لم تركب السيدة مترو الأنفاق منذ شهور، لذا زاد هذا الخبر المفاجئ لها من دموعها، التي كانت تنهمر منذ أن حطت قدميها في العربة.

لم نعلم لماذا تبكي بحرقة، كل ما أفصحت عنه أنها تريد الوصول إلى مجمع التحرير بشكل ملح وضروري، وبعد نصائح من ركاب المترو تركناها وهي تأمل أن تقوى قدماها على حملها وصولا لمقصدها.

زحام وإغماءات

منذ فض اعتصامي الإخوان في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، في 14 أغسطس الماضي، والسُلطات الأمنية تُغلق محطتي السادات (التحرير) والجيزة، المعاناة أكبر في ''السادات''، التي تشكل حلقة وصل بين الخطين الأول (حلوان- المرج) والثاني (الجيزة-شبرا).

يتسبب إغلاق محطة ''السادات'' خصوصا في تكدس الركاب في محطة الشهداء (رمسيس)، حيث تعجُ أرصفة المحطة بالمتدافعين طوال ساعات عمل المترو، وعليه تشهدُ المحطة يومياً العديد من حالات الإغماء، ناهيك عن المشادات والاشتباكات، فضلا عن التحرشات.

''ميرفت'' هي إحدى من تعرضن للإغماء في محطة الشهداء، فبسبب الزحام الشديد والتدافع، لم تستطع هذه السيدة الصمود، وسقطت بعد إصابتها بانخفاض في ضغط الدم. ''رحلة كفاح'' ميرفت - كما تسميها- تتكرر يوميا، وخوفها يأتي من أن يغمى عليها في أحد الأيام ولا تقوى على الصمود.

تشير ''نورا نبيل'' لحالات التحرش بالفتيات والسيدات، التي يستغل مرتكبوها التزاحم والتدافع في محطة الشهداء، وتقول إنها رأت ذلك بعينها.

ويستغرق ''محمد عليوة'' وقتا طويل للذهاب لعمله بسبب الزحام الذي أنصب بشكل كبير على محطة الشهداء.

وتقول لميس حسن، أن اقتصار التحويل بين خطي المترو على محطة الشهداء، جعلها تأخذ مسافة أكبر في الوصول إلى عملها، فتضيف ''أسكن في السيدة زينب، ولكي أذهب إلى عملي في الهرم، أضطر إلى البقاء في القطار لـ 6 محطات إضافية حتى محطة الشهداء، والتي أعاني فيها نتيجة الزحام الشديد، ما يؤدي إلى تأخري عن العمل''.

مني الصواف دائما ما تنتظر مرور أكثر من قطار، أملا في استقلال قطار مترو ''غير مزدحم'' من محطة الشهداء.

لماذا؟

تقول الجهات الرسمية إن الإغلاق لدواعٍ أمنية، دون أن تذكر ماهية تلك الدواع، بينما انقسم ركاب المترو، فالبعض يتفق مع الرأي الأمني، وآخرون يبررون إغلاق المحطة السادات حتى أمام التحويل الداخلي؛ بأن سقف المحطة وهو ذات الأرضية تحت صينية ميدان التحرير، ''يُرشح مياه'' ويحتاج لصيانة، وهو ما نفاه عبد الله فوزي، رئيس شركة إدارة وتشغيل مترو الأنفاق.

يقول ''فوزي'' لمصراوي عبر الهاتف '' الحديث عن وجود ترشيح في سقف المحطة غير صحيح، وكلها إشاعات، نحن نُجري صيانة على المحطة منذ أيام المظاهرات، والمحطة جاهزة للعمل فور إصدار أمر بفتحها''.

ويضيف ردا على إمكانية فتح محطة السادات للتحويل فقط بين الخطين، متسائلا ''ماذا يحدث لو فتحنا المحطة أمام الركاب لاستخدامها في التحويل من خط إلى آخر، وتجمهر داخلها عدد من الركاب، وأحدثوا أعمال شغب مطالبين بفتح الأبواب للخروج إلى ميدان التحرير، هل يستطيع أحد أن يمنعهم؟''.

وزارة الداخلية ألقت من على كاهلها مسؤولية الإغلاق، وحملتها للجيش، حيث قال رئيس شرطة المترو إن ''القوات المسلحة هي من تُسأل على ذلك لأنها مَن اغلقت المحطة، لكن ما سمعته مثل أي مواطن أن المحطة مُغلقة، خشية أن يقوم متظاهرون باحتلال ميدان التحرير رمز ثورة يناير''.

وأضاف لمصراوي، ''إذا فُتحت المحطة لتكون نقطة التقاء ''فقط'' بين خطي المترو دون السماح بفتح أبوابها للخروج إلى الشارع، سيؤدي ذلك إلى تداعيات أمنية سيئة، فلن يمنع الناس عن الخروج ''باب''.

وتابع ''بعيداً عن السياسة، إذا كنتُ أنا مواطنا عاديا أعمل في مجمع التحرير مثلاً، ولا يفصلني عن مكان شغلي سوى ذلك الباب المغلق، فاحتمالية أن أحتج وأقوم بتكسير وأعمال شغب داخل المحطة كبيرة''.

 

لمتابعة أهم  وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج